أمريكا وحملة عسكرية محتملة بسوريا.. بين سندان تقوية الأسد ومطرقة "تلميع" داعش

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
أمريكا وحملة عسكرية محتملة بسوريا.. بين سندان تقوية الأسد ومطرقة "تلميع" داعش
Credit: MANDEL NGAN/AFP/Getty Images

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اعتبر خبراء أمريكيون اعتراف إدارة الرئيس، باراك أوباما، بإرسال قوة عسكرية إلى سوريا لتحرير  الصحفي، جميس فولي، من قبضة مليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" كسابقة أسست للتدخل هناك لحماية مواطنيها ومصالحها دون اعتبارات قانونية، وسط تلميحات واشنطن بإمكانية ملاحقة "داعش"هناك، في خطوة يرى مختصون أنها قد تؤدي لتقوية النظام السوري، وتعزيز المليشيات الراديكالية.

ويواجه أوباما تغييرا في سياسته المتبعة بتفادي ما أسماه سابقا بالتدخل "الطائش" في النزاعات المسلحة، تحديدا حرب العرق التي أطلقها سلفه، الرئيس السابق، جورج بوش، بجانب امتناعه عن تسليح المعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.

ويزعم منتقدو أوباما أن سياسة "النأي بالنفس" عن الازمة السورية ساهمت في بزوغ تنظيم "الدولة الإسلامية" التي عرفت سابقا بـ"داعش."

والأسبوع الماضي، أقر البيت الأبيض بعملية عسكرية فاشلة لمحاولة تحرير الصحفي جيمس فولي، الذي نحرته "داعش" كرد على الضربات الجوية الأمريكية ضدها في العراق.

وقال فردريك هوف، الخبير في الشؤون السورية، بأن العملية أسست سابقة لأمريكا للتحرك في سوريا لحماية مواطنيها ومصالحها  دون أي اعتبارات قانونية كالطلب من حكومة الدولة المضيفة دخول أراضيها."

وتايع: "هناك احتمال جيد بمحاول القيام ، بمفردنا أو في سياق جهود متعددة الجنسيات، ضرب أهداف لداعش داخل سوريا"، داعيا أمريكا لبناء تحالف ضد "داعش" يضم دولا إقليمية من تركيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن، مضيفا: "الجميع متفقون، وعلى نحو ما، بأن داعش تمثل تهديدا."

ويتزامن ذلك مع تحذير وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، بأن "داعش" تنظيم إرهابي "لم نشهد له مثيلا": "أنهم يزاوجون الأيديولوجية بإستراتيجية معقدة وبراعة تكتيكية عسكرية.. كما أنهم ممولون جيدا.. هذا تجاوز أي شيء رأينا من قبل." -- وزير الدفاع الأمريكي عن "داعش"

وبدوره قال أعلى مسؤول عسكري أمريكي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، إن دحر "داعش" بالعراق يتطلب ملاحقتها في سوريا، كما أشار البيت الأبيض، الجمعة، أن الحدود لن تعيق واشنطن عن ملاحقة التنظيم الدموي.

ومن جانبه، لفت فيليب ماد، مسؤول مكافحة الإرهاب السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه" إلى أن محاذير التحرك العسكري في سوريا قد يوفر لـ"داعش" بوقا إعلاميا عن "الإمبريالية الأمريكية" ، موضحا: "لديك عدو يفخر بإنجازاته مدفوعا بأيديولوجية يسعون من خلالها لأن يبدو في المسرح الدولي كأنداد لنا"، محذرا من أن التحرك قد يعزز "داعش" ماليا وبشريا"

ونبه إلى أنها كذلك قد تعزز الرئيس السوري، الذي طالما قلل من شأن الانتفاضة الشعبية ضده بدعوى أنها مجرد حرب ضد الإرهاب، وسمح بتنامي قوة داعش في بلاده بانضمامها إلى قواته في التصدي لقوات المعارضة، ودفعه استيلاء المليشيات المتشددة على مناطق المعارضة، وحتى بعض المناطق الخاضعة تحت سيطرة قواته، إلى شن هجمات عليها، على حد قوله.