رئيس السلام وحائز نوبل شنّ عمليات حربية في 7 دول إسلامية

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
رئيس السلام وحائز نوبل شنّ عمليات حربية في 7 دول إسلامية
Credit: GETTY IMAGES

بقلم بيتر بيرغن-محلل الأمن القومي لدى CNN 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  سؤال سريع: من هو الرئيس الأمريكي الذي أجاز حروبا، بمختلف أنواعها، في سبع دول إسلامية؟ إنه باراك أوباما رغم أن الكثيرين لم يعتقدوا ذلك، لاسيما وصورته وهو يلقي خطابه في مصر في الرابع من يونيو/حزيران 2009، مازالت ماثلة في الأذهان والذي اعتبرته أوساط واسعة وقتها بداية "إعادة التطبيع" مع العالم الإسلامي.

في الأثناء مازالت صورة سلفه جورج بوش ماثلة في أذهان المسلمين على أنه من فتح سجني غوانتنامو وأبوغريب وشن الحرب على العراق وأفغانستان. وكان أمل المسلمين كبيرا في كون الرئيس الذي عارض حرب العراق عندما كان مرشحا، سيكون مختلفا تماما عن سلفه.

وفي الحقيقة فإنّ أولئك الذين استمعوا إلى أوباما في القاهرة وهو يمد غصن الزيتون للمسلمين، لم يتنبهوا ربما إلى أنّه توعّد أيضا في نفس خطابه كل من تسول له نفسه اللهو مع أمن مواطنيه الأمريكيين، بل إنه شدّد وقتها قائلا "إنّ مهمتي الأولى هي حماية الشعب الأمريكي." ولاحقا، في خطاب شكره لهيئة جائزة نوبل في أوسلو، قال الرئيس الأمريكي "إنني أواجه العالم مثلما هو. وأي إجراء غير عنيف ما كان لينزع أسلحة هتلر كما أن التفاوض مع القاعدة لن تقنع زعمائها."

والآن ها هو أوباما يبدو بمظهر الأكثر شدة من بين جميع الرؤساء الأمريكيين عندما يتعلق بشنّ العمليات الحربية في ما لا يقل عن سبع دول إسلامية وهي:

1.    أفغانستان
الحرب في أفغانستان هي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال عهد أوباما، تم قصف الكثير من الأهداف التابعة لميليشيات مسلحة، تسببت في الوقت ذاته لسقوط أعداد كبيرة من المدنيين.
وفي مايو، أيار الماضي، أصدر أوباما قراره بسحب معظم القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان مع نهاية هذا العام، على أن يبقى نحو عشرة آلاف جندي أمريكي لأغراض الأمن وتدريب القوات الأفغانية.

2.    باكستان
كما هو الوضع في أفغانستان، استهدفت الطائرات الأمريكية عناصر الميليشيات المسلحة، مأ ا>ى أيضا إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

3.    ليبيا
في مارس/ آذار 2011، أعلن باراك أوباما انضمام بلاده إلى تحالف دولي لشن هجمات جوية على ليبيا، بعد موافقة مجلس الأمن على استخدام القوة لحماية المدنيين. ومنذ ذلك الوقت، تدهور الوضع الأمني في ليبيا، خصوصا بعد مقتل أربع مواطنين أمريكيين خلال هجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي عام 2012.

4.    اليمن
تسببت التهديدات المتواصلة من القاعدة في اليمن في استخدام الإدارة الأمريكية الطائرات بدون طيار لقصف مواقع التنظيم المتشدد، ومنذ عام 2009، تم قصف أكثر من مائة هدف، ما أدى إلى مقتل المئات من المسلحين والمدنيين.

5.    الصومال
استهدفت الطائرات الأمريكية الميليشيا المسلحة المرتبطة بحركة الشباب. وفي بداية الشهر الحالي، أعلن عن مقتل زعيم الحركة أحمد غودان بهجوم أمريكية جنوب مقديشو.

6.    العراق
في أغسطس/ آب الماضي، أصدر باراك أوباما أوامره بشن غارات جوية على معاقل تنظيم داعش في العراق، ليصبح الرئيس الأمريكي الرابع الذين يأمر بهجوم عسكري هناك.

7.    سوريا
كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وشك إصدار أوامره بشن ضربة عسكرية ضد سوريا في أعقاب اتهام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين عام 2013، غير أنه ما لبث أن تراجع عن ذلك. وبعد عام كامل، وبوجود تهديد من نوع آخر، أصدر أوباما أوامره بشن حملة عسكرية على أهداف داعش، بالتعاون مع دول عربية.

وعمليات القصف في سوريا هي الأولى التي تنفذها الولايات المتحدة منذ الحرب العالية الثانية من دون:

1. تفويض من الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة

2. جزءا ضمن عملية يقودها الناتو

3. قرار من الجامعة العربية يوافق على التدخل العسكري

4. تفويض من الكونغرس الأمريكي يجيز حربا في دولة أخرى

5. طلب من الدولة المعنية مثلما كان الأمر بالنسبة إلى العراق مؤخرا

والسؤال الآن هو ماذا سيكون رد الفعل لو كان الرئيس السابق جورج بوش هو الذي أمر بعمليات قصف في دولة أخرى من دون أي من النقاط التي ذكرناها؟ فربما كانت المظاهرات عارمة في عدة دول في الغرب والشرق.

بدلا من ذلك، لا توجد مظاهرات أو احتجاجات ويعود ذلك جزئيا للسياسة التي عالجت بها إدارة بوش الملف بتجميعها تحالفا سنيّا يضم خمس دول أربع منها خليجية إضافة إلى الأردن. ومن دون شكّ فإنّ ما انتهى إليه أوباما بالنسبة إلى المرحبين بكونه رئيس سلام والمنتقدين على حد سواء، يظهر أنه يمكن أن يوصف بأي شيء، باستثناء:

ضاعف عدد القوات الأمريكية في أفغانستان من 30 ألفا أواخر حكم بوش إلى 90 ألفا مما أدى إلى شكم انتعاشة تنظيم طالبان في سنوات حكم بوش الأخيرة.

أثناء حكم بوش تم احتساب 48 عملية نفذتها طائرات بدون طيار في أجواء باكستان لكن العدد ارتفع إلى 328 قتل خلالها ما لا يقل عن 20 قياديا من تنظيم القاعدة.

أثناء حكم بوش اقتصر الحضور العسكري الأمريكي في اليمن على طلعات طائرات بدون طيار لكن خلال حكم أوباما شهدت أجواء اليمن 99 عملية قصف نفذتها طائرات بدون طيار و15 عملية قصف بطائرات متعارف عليها مما أدى إلى قتل 30 قياديا من القاعدة هناك.

كما أن أوباما هو أول رئيس أمريكي يجيز اغتيال مواطن أمريكي هو أنور العولقي عام 2011. وهو نفس العام الذي شهد أوباما يقود تحالفا أطاح الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. كما أنه وراء قتل زعيم تنظيم حركة الشباب الصومالية أحمد غودان ومن دون شكّ زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

ومن دون شكّ فإنّ هذا ليس سجلّ رجل يخشى استخدام القوة الأمريكية مثلما قال منتقدوه ولكنه سجل رئيس لا يرى أي مشكل في إظهار تلك القوة حتى في بلد مثل سوريا وحتى من دون أي شكل من أشكال التفويض الذي تمنحه المؤسسات الدولية والكونغرس على حد سواء، وهو ما لم يقم به أي رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية--بيتر بيرغن-محلل شؤون الأمن القومي لدى CNN.