3 وفيات للآن.. الأردن يغرق بمياه الأمطار وأمين العاصمة لـCNN: الأزمة المطرية مفاجئة ولا أعلم إن كانت ستكرر

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
3 وفيات للآن.. الأردن يغرق بمياه الأمطار وأمين العاصمة لـCNN: الأزمة المطرية مفاجئة ولا أعلم إن كانت ستكرر
CNN
5/53 وفيات للآن.. الأردن يغرق بمياه الأمطار وأمين العاصمة لـCNN: الأزمة المطرية مفاجئة ولا أعلم إن كانت ستكرر

عمان، الأردن (CNN)— لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في الأردن نتيجة السيول التي اجتاحت عددا من المناطق في البلاد، بعد تساقط غزير للأمطار وصف بأنه سابقة في حجمه خلال وقت زمني قصير مقارنة بالمعدلات العامة للأمطار في البلاد.

وقال أمين العاصمة الأردنية عمّان المهندس عقل بلتاجي، الاثنين، إن غرق وغلق بعض أنفاق وشوارع العاصمة بمياه الأمطار الاثنين، كان جراء الهطول الغزير غير المسبوق لها في فترة زمنية قياسية، وحدوث انسدادات بسبب انجراف كميات كبيرة من الأتربة والحجارة والأخشاب مع مياه الأمطار.

وبين بلتاجي الملقب بعمدة عمّان في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، إن الأمانة تفاجأت بحجم الهطول غير المسبوق للمياه، مقدرا معدل الهطول بنحو 30 ملمترا خلال نصف ساعة مقابل معدل هطول موسمي في عمان يتراوح بين 200 -300 ملمترا، فيما أشار إلى أن عملية تحديث شبكة تصريف المياه تستغرق سبع سنوات.

وجاءت تصريحات البلتاجي للموقع، في ظل حالة من السخط الشعبي عبرت عنها قطاعات واسعة من الأردنيين ببث تحذيرات من الخروج إلى الشوارع أو تعرض السيارات للغرق، فيما حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بإطلاق النكات ونشر صور مدبلجة للعاصمة التي تحولت أصبحت "بحيرة" لصيد الأسماك ولسباحة أسماك القرش فيها"، بحسب نشطاء.

في الأثناء، أوضح البلتاجي بالقول إن المياه سجلت ارتفاعات غير مسبوقة بالارتفاع وهي في حالة جريان وليس في مواقع التجمعات فقط، وقال: "ما حصل غير مسبوق وتدفق للمياه أو ما يعرف بالمطر المتدفق أو TORRENTIAL RAIN  وقمنا باتخاذ الإجراءات اللازمة وسرعان ما انخفض منسوب المياه بعد فترة وجيزة."

وأغلقت مياه الأمطار الاثنين، ثلاثة أنفاق في العاصمة، فيما وقعت بعض الانهيارات الترابية في مناطق مختلفة بحسب البلتاجي.

وأرجعت الأمانة في بيان بثته مساء الاثنين ما جرى أيضا إلى تزايد المساحات العمرانية والأسطح الخرسانية ، مؤكدة أنها بحاجة إلى خطة تواكب النمو العمراني في العاصمة.

 ومن جهته علق بلتاجي مضيفا: "هذا ليس المعدل الطبيعي لهطول الأمطار التي جرفت كل ما في طريقها، لا يوجد قوة مثل قوة المياه الآن اتخذنا الاحتياطات اللازمة وأطلقنا تنبيهات لأصحاب المنشآت والمقاولين.. المياه جرفت الأخضر واليابس."

وفي رده على استفسار حول احتمالات تكرار ذلك، أردف قائلا: "لا أعرف إن كان هذا سيتكرر.. نحن لا نتهرب مما حصل ونضع اللوم على الطبيعة أو على اهتراء شبكة تصريف المياه.. التحديث لا يتم بين يوم وليلة نحن نعمل على تحديث الشبكة وهذه يحتاج سبع سنوات قادمة بكلفة متوقعة إجمالية بين 70- 100 مليون دينار أردني تشمل تحديث البنية التحتية."

وتركزت الأزمة المطرية في مناطق غرب العاصمة، وبعض الميادين الحيوية الرئيسية، من بينها المنطقة الممتدة بين دوار الداخلية وسط العاصمة إلى دوار جسر العبدلي، وهو أحد أحدث الميادين الجديدة التي أنشئت مع إنشاء ما يعرف بمشروع العبدلي الاستثماري.

وعن مدى تشابه الأزمة المطرية العام الجاري مع العام الماضي، قال البلتاجي: "الأزمة هذا العام حصلت في مواقع مختلفة غالبيتا في غرب العاصمة.. لم يحدث في مناطق صويلح وشارع المدينة الطبية ما حصل العام الماضي."

وفيما يقطن العاصمة عمّان نحو ثلاثة ملايين نسمة، انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور مدبلجة لمواقع الغرق، و استحضار بعض النشطاء حملة سابقة أطلقها مركز الحسين للسرطان للتوعية بالفحص المبكر عن سرطان الثدي، واستبدلوها بدعوة "عزيزتي أمانة عمان افحصي كلنا معك."

 ونشر حمزة مزرعاوي صورا لعدة مواقع على صفحته على الفيسبوك، قائلا: "إذا رجعت على البيت ولقيت عفشك في الشارع أكيد أنت في الأردن" مرفقة بصورة لأثاث غارق في المياه، وصورة أخرى لأحد عمال الأمانة في أحد الأنفاق والمياه تغمره مرفقة لتعليق "هذا هو أمين عمان."

أما ضياء الدين طلافحة، فنشر عدة صور مدبلجة، من بينها صورة تظهر تمساحا يهاجم حمار وحشي في أحد شوارع منطقة الشميساني، وصورة أخرى مدبلجة لأسماك قرش تسبح في أحد المولات التي تداول بعض النشطاء فيديوهات لمداهمة أمطار المياه لها.

وعن موجة التندر التي يتداولها النشطاء، اعتبرها البلتاجي حالة من حرية التعبير عن الرأي، خاصة لمن أراد العمل العام.

وأضاف قائلا: "حال التندر أتقبلها جدا هي حرية تعبير وأعتقد أن الأردنيين نيتهم صافية عندما ينتقدون أو حتى يقسون على المسؤول في التعليقات لحبهم في الأردن.. وأتابع وأقرأ كل ما يكتب عني من تعليقات حتى التعليق الأخير الذي نشره أحد النشطاء كتب عليها يا حج قوم عمان غرقت."

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية بترا عدة اخبار تتعلق بإنقاذ عدد من الأشخاص ممن حاصرتهم مياه الأمطار في مواقع مختلفة، فيما أكدت وفاة ثلاثة أشخاص، اثنين منهم أثناء قيامهما بإصلاح عطل كهربائي في مضخة غاطسة لشفط المياه، الثالثة إمراة جرفتها السيول في الأغوار الشمالية.