من "جبل رأس" غرباً إلى "رداع" شرقاً.. معارك "قاعدية – حوثية" تعصف باليمن

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
من "جبل رأس" غرباً إلى "رداع" شرقاً.. معارك "قاعدية – حوثية" تعصف باليمن
Credit: MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images

صنعاء، اليمن (CNN)- شن مسلحون من جماعة "أنصار الشريعة"، التابعة لتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، هجوماً الثلاثاء، على موقع يتمركز فيها مسلحو جماعة "أنصار الله" الحوثيين، في مدينة "رداع"، التابعة لمحافظة البيضاء، وسط شرق اليمن، بعد أن كان التنظيم قد شن هجوماً مماثلاً على مواقع أمنية بمديرية "جبل رأس"، التابعة لمحافظة الحديدة غرباً.

وأوضحت مصادر محلية  في رداع لـCNN بالعربية، أن المواجهات اندلعت على ثلاثة محاور، بدأت من نقطة "دار النجد"، ومن ثم "الصبيرة"، و"قاع رداع"، ونقطة "الامسان"، شرق البيضاء مشيرةً إلى أن عناصر القاعدة، وبمساندة قبائل، باغتت الحوثيين في نقاط تمركزهم برداع، بعدها اندلعت معارك وصفت بالعنيفة بين الطرفين.

وقال أحد أبناء منطقة رداع: "أسفرت المواجهات عن مقتل 22 شخصاً من أنصار الله"، مشيراً إلى أن قبائل رداع انضمت إلى القاعدة في مواجهة الحوثيين، نتيجة سيطرة الجماعة الشيعية على مدينتهم، وأسر مجموعة من أبنائهم، وأضاف أن نحو أربعة من أبناء القبائل قُتلوا خلال المواجهات، فيما لم يُعرف عدد القتلى من عناصر القاعدة.

وأكد المصدر أن عناصر القاعدة والقبائل تمكنوا من الاستيلاء على معدات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، كانت بحوزة الحوثيين، كما تمكنوا من استعادة "وادي الجراح" في "المناسح"، بعد أن كان الحوثيون قد سيطروا عليها في وقت سابق.

وأكدت مصادر محلية متطابقة في رداع أن طائرة بدون طيار قصفت سيارة تحمل متفجرات، وعلى متنها عناصر يُعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، أثناء عودتهم إلى مواقعهم بعد مواجهات مع الحوثيين، ما أسفر عن مقتل عايش ضيف الله العبد، "خبير في المتفجرات"، ومحمد جار الله أبو صالح، بالإضافة إلى شخص آخر مجهول الهوية.

كما شن الطيران هجوماَ آخر على عناصر يعتقد أنهم من القاعدة، في منطقتي "يكلا"، و"المشيريف"، شرق رداع حدود منطقة "مراد"، بمحافظة مأرب، شمال شرق اليمن، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من عناصر القاعدة، بحسب مصادر محلية في كل من رداع مأرب.

وكانت عناصر قاعدية قد باغتت منذ يومين، مواقع عسكرية في منطقة "جبل رأس"، التابعة لمدينة الحديدة غرباً، وأكد مصدر من أبناء المنطقة لـCNN بالعربية، أن عناصر القاعدة نفذت هجومين متزامنين على مواقع أمنية في المديرية الخميس، أسفر الأول عن مقتل عدد من جنود "نقطة الخميس"، فيما هاجمت مجموعة أخرى المركز الأمني للمديرية في منطقة "المبرز"، ليصل إجمالي عدد الجنود القتلى إلى 23 جندياً، بينهم 10 مجندين من أبناء المنطقة.

وأوضح المصدر للموقع أن عناصر القاعدة قامت بذبح 4 من الجنود أمام زملائهم بالسكاكين، فيما أطلقت الرصاص على الآخرين، كما اختطفت ثلاثة جنود، اثنان منهم من أبناء المنطقة، وأضاف أن 15 مجموعة من الحوثيين وصلت إلى  المديرية، وبسطت سيطرتها عليها، بعد أن تمركزوا في مركز مديرية الأمن.

وأشار المصدر إلى أن مسلحي القاعدة لم يغادروا جبل رأس، ولكنهم تراجعوا إلى "نقطة الخميس"، وأن مفاوضات لا زالت قائمة معهم لتسليم المختطفين، غير أن القاعدة تطالب بفدية عبارة عن "طقم عسكري، ومال، بالإضافة إلى الإفراج عن أربعة معتقلين منهم، كان أبناء المنطقة من المجندين اعتقلوهم في نقطة الخميس العام الماضي، وسلموهم إلى الأجهزة الأمنية."

وبحسب المصدر، جرت مفاوضات بين الحوثيين وأبناء المنطقة لخروجهم منها، كي يتمكنوا من التفاوض مع القاعدة لإخراج مختطفيهم، لافتاً إلى أن غرض الحوثيين هو ليس السيطرة على جبل رأس، وإنما الوصول إلى "حزم العدين"، حيث ينتشر أنصار الشريعة.

وأوضح أن مديرية جبل رأس تمتلك موقعاً استراتيجياً من حيث الارتفاع، كما تعتبر مفترق لعدد من الطرق والممرات الواصلة بين مدن ذمار وإب والحديدة، بالإضافة إلى تعز، مبدياَ تخوفه من اندلاع معارك بين الطرفين، في محاولة للاستيلاء عليها، والتمركز فيها منفرداً للتمدد إلى أكثر من جهة.