مصرفي من بنك الراجحي لـCNN: تنافس البنوك الإسلامية يشتد وخطط لتطوير منتجاتنا.. وتحديات بعقارات السعودية

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال عاكف شيخ، مساعد مدير الأعمال والابتكار في مصرفية الأفراد لدى مصرف الراجحي، إن البنك - بصفته أكبر المصارف الإسلامية في العالم - يضع استراتيجيات جديدة للحفاظ على حصته السوقية وتطوير المنتجات القائمة في السعودية وخارجها، مضيفا أن القطاع العقاري قد يكون بين أبرز التحديات، مع تأكيده على توفر البدائل للأمور التي قد تثير الشُبه، مثل التورق.

المنافسة في السعودية

وقال شيخ، في حديث مع CNN بالعربية على هامش مؤتمر رعته CNN بالعربية، حول خطط المصرف للحفاظ على حصته السوقية بظل المنافسة الشديدة بالسعودية وقرار البنك الأهلي التحول الكامل نحو العمل الإسلامي: ": بنك الراجحي هو أكبر مصرف إسلامي في العالم، ولكن هناك الكثير من التنافس الآن في القطاع وجميع المصارف تنظر في الاستراتيجيات التي يمكن لها أن تتبعها من أجل الحصول على المزيد من الحصص السوقية."

وتابع بالقول: "نحن بدورنا ننظر في استراتيجيتنا الخاصة بالمنتجات المطروحة وما يمكن أن نقدمه وكيف نحسن المنتجات الموجودة ونُدخل عليها مزايا إضافية، إلى جانب تحسين الانسجام بين مختلف الخطط التطويرية للمنتجات مثل قروض السيارات والقروض العقارية، فالقطاع العقاري مثلا يعيش طفرة كبيرة في السعودية، وبالتالي فعلينا النظر في كافة هذه الأمور من أجل الحفاظ على حصتنا السوقية وموقعنا الطليعي."

وحول نظرته إلى دور المصارف الإسلامية في القطاع العقاري السعودي وكيف يمكن تطوير دورها قال: "ليس هناك الكثير من المنتجات المخصصة للقطاع العقاري في السعودية كما هو الحال عليه في الإمارات، فالسوق السعودية لم تنضج بما فيه الكفاية على صعيد المنتجات التي تشمل العلاقة مع المطورين العقاريين."

وتابع بالقول: "هناك بعض المنتجات الخاصة بتمويل العمليات بين البائعين والزبائن ولكن ليس هناك منتجات لتمويل العقارات قيد الإنشاء أو لعمليات التطوير، أما القوانين الموجودة فقد رتبت بدورها تحديات على صعيد التمويل العقاري لأنها تتطلب من المقترض توفير 30 في المائة من قيمة العقار كدفعة أولى، ولذلك فهناك الكثير من التحديات على صعيد القطاع العقاري مثل البحث في تعزيز المنتجات ومساعدة طالبي التمويل العقاري على توفير الدفعة الأولى. المصارف تنظر بجميع الخيارات عبر عقود المرابحة والإجارة والمشاركة المنتهية بالتمليك من أجل المساهمة بتحسين التمويل العقاري."

منتجات جديدة.. تفكير جديد

وحول أسلوب تفكير البنك لدى طرح منتجات جديدة خاصة وأنه بات يعمل في عدة أسواق دولية قال شيخ: "ما نفعله ونطوره في المملكة لا يقتصر على السعودية فحسب، بل نطمح لنقله إلى سائر أنحاء العالم، فلدينا حضور في ماليزيا والكويت والأردن، وعندما نقوم بإعادة تنظيم منتجاتنا من أجل الحفاظ على حصتنا السوقية وريادتنا نبحث أيضا في ما يمكن أن نوفره لزبائننا حول العالم."

وقدم شيخ أمثلة على هذا التوجه قائلا: "عندما ننظر إلى السوق الكويتية مثلا، نجد أن لدينا الكثير من السعوديين الذين يعيشون ويعملون فيها وهم يبحثون عن منتج يسمح لهم بتمويل شراء بيت في السعودية، ونحن نريد أن نوفر هذا المنتج لهم، وهذا الأمر يمكن أن نفعله بطريقة معاكسة، كأن يكون هناك أشخاص يعيشون ويعملون في السعودية ويبحثون عن طرق لتمويل عقارات في بلدانهم، ولذلك نحن نبحث عن تطوير منتجات مماثلة."

تحديات المصرفية الإسلامية

ولم ير شيخ في تكرار وجود العديد من رجال الدين بعينهم ضمن الهيئات الشرعية للمصارف الإسلامية أي تأثير على تنوّع المنتجات قائلا: "نحن في مصرف الراجحي لدينا هيئة شرعية حصرية، جميع أعضاء الهيئة يتعاونون حصرا لدى المصرف، ولكن في السوق هناك عدد كبير من الخبراء الشرعيين الدوليين الذين يعملون في الهيئات بالعديد من المصارف بالوقت عينه."

وأضاف: "أرى أنه من الجيد وجود متخصصين يعملون في أكثر من مصرف، لأن كل مصرف يحاول طرح منتجات مبتكرة ووجود عالم شرعي لدى مصرف معين سيساعده على نقل التجربة وشرح طبيعة المنتج إلى مصرف آخر."

ولدى سؤاله عن الانفتاح على منتجات جديدة وعقود مثل التورق وتأثيرها الممكن على السوق قال شيخ: "من وجهة نظر مصرفية هذه القضية تعتبر من بين التحديات التي تواجه المصارف الإسلامية، والرد عليها هو أن على المصرف أن يحدد طريقة مقاربة الزبون وأن يحدد المنتجات التي يعتزم طرحها عليه."

وأضاف: "نحن نلاحظ أن المصارف انتقلت من أسلوب طرح منتج عام إلى أسلوب التخصيص القطاعي، عبر توفير منتجات للمرأة وأخرى للتقاعد وثالثة للأفراد، ونحن نقوم خلال عملية تحليل أوضاع السوق بدراسة كل قطاع على حدة ومعرفة مكوناته واحتياجاته التمويلية والخدمية ومن ثم التفكير في المنتج المناسب له."

وحول موضوع التورق قال شيخ: "بالنسبة للتورق، فهو منتج مقبول، ولكن البعض في السوق يعتبره من القضايا التي تثير الشُبه، نحن لا نستخدمه بل نستعيض عنه بمنتج للتمويل الشخصي يضمن لطالب التمويل الحصول على المال عبر معاملات لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، وقد طورناه بطريقة مميزة من أجل توفير خدمة فريدة من نوعها بالمملكة، لذلك فالباحث عن التمويل لا يشترط أن يلتزم بالتورق، بل يمكن له إيجاد بدائل أخرى."