أنباء عن استيلاء ميليشيات شيعية على مسجد سني في بغداد والسيستاني يحرّم "سلب ونهب وتفجير" ممتلكات السنة

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
أنباء عن استيلاء ميليشيات شيعية على مسجد سني في بغداد والسيستاني يحرّم "سلب ونهب وتفجير" ممتلكات السنة
السيستاني كان قد أصدر فتوى للجهاد ضد داعشCredit: afp/getty images

بغداد، العراق (CNN) -- أكدت جهات دينية سنية في العراق قيام مجموعات مسلحة شيعية بالاستيلاء على أحد أبرز المساجد السنية شمال بغداد وقيامها برفع راياتها السوداء عليه، في أحدث تطور على صعيد التوتر المذهبي بالبلاد، وذلك بالتزامن مع فتوى صادرة عن علي السيستاني أعلى مرجعية شيعية عراقية، تحرم سرقة ونهب أموال وممتلكات سكان المناطق السنية باعتبارها "غنائم حرب."

وقالت هيئة علماء المسلمين في العراق السبت إن ميليشيات "لواء أبو الفضل العباس" الشيعية قامت الجمعة بالاستيلاء على مسجد "قباء" في منطقة "الشعب" شمالي العاصمة بغداد، وقامت برفع علامة سوداء على منارته، وذلك بعد وصول قوة تابعة للمليشيات مؤلفة من 20 مركبة عسكرية ومدنية عمدت إلى تطويق المكان.

وذكرت الهيئة أن العناصر المسلحة أقدمت على تحطيم الباب الرئيسي للمسجد، ورفع راية سوداء على منارته مكتوب عليها "لواء أبو الفضل العباس"، مضيفة أن المسلحين منعوا السكان من الاقتراب، واصفة المسجد بأنه "من أعرق المساجد التابعة للوقف السني في منطقة الشعب."

وبالتزامن مع هذه التطورات، كان المرجع الشيعي العراقي، علي السيستاني، يدلي بموقف بارز يحرم فيه سلب ونهب ممتلكات سكان المناطق التي يدخلها الجيش والمليشيات الشيعية بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" منها، وذلك ردا على سؤال لشخص طلب منه معرفة موقفه من حصول "عمليات سلب ونهب وحرق وتفجير" لممتلكات سكان تلك المناطق باعتبار أنها "غنائم حرب."

ورد السيستاني على الفتوى بالقول إنه "أكد مراراً وتكراراً على حرمه التعدي على أموال المواطنين في المناطق المحررة" ولكنه استطرد بتأكيد التبلّغ عن "قليل ممن يحملون السلاح هنا أو هناك يقومون بممارسات خاطئة، بل مدانة ومستنكرة في الاعتداء على أموال المواطنين وهتك حرمتهم وكرامتهم" مضيفا: "نؤكد مرة أخرى فنقول: إن أموال المواطنين في الأماكن التي تدخلها قوات الأمن من الجيش والمتطوعين أو غيرهم ليست غنائم حرب" وإتلافها أو سرقتها "حرام حرام وله آثار بالغة السوء على التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد."

وتشارك المليشيات الشيعية على نطاق واسع في عمليات القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد الضعف الذي أصاب الجيش إثر انهيار خطوطه الدفاعية شمال البلاد، وقد أباحت فتوى للسيستاني نفسه قتال تلك القوات إلى جانب الجيش، وذلك بعد إعلان "الجهاد" ضد التنظيم الذي فرض سيطرته على العديد من المناطق السنيّة بالعراق.