"أطفال الزعتري".. مأساتهم كبيرة وأحلامهم صغيرة !!

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير هدا السرحان
فتاة لاجئة سورية تلعب بالكرة في مخيم الزعتري
KHALIL MAZRAAWI/AFP/Getty Image
6/6فتاة لاجئة سورية تلعب بالكرة في مخيم الزعتري

فتاة لاجئة سورية تلعب بالكرة في مخيم الزعتري

هذا المقال بقلم هدا السرحان وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.

الطريق من عمّان الى مخيم الزعتري لللاجئين السوريين طويلة وشاقة في مثل هذه الاجواء المناخية الباردة السائدة مع اطلالة بداية السنة الجديدة . وكذلك اجراءات الدخول الى المخيم لم تكن بالسهولة التي يتوقعها الزائر. فمنذ لحظة عبور البوابة الرئيسية الخاضعة لرقابة مشددة يدرك الداخل الى المخيم حجم المأساة التي يعيشها اللاجئون السوريون جراء الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في كل سوريا والتي اجبرتهم على الرحيل عن ديارهم وارضهم وهجر وطنهم ، والعيش في خيم وكرافانات لا تحميهم من حر الصيف ولا من برد الشتاء الصحراوي القاسي.

وبعد جولة قصيرة تنقلت خلالها بين قطاعات المخيم الاثني عشر في أرض موحلة، وتحت أمطار غزيرة فرضتها أجواء شتائية سيئة، خطر على بالي ان اسأل بعض اطفال المخيم الذين تجمعوا حولنا عن تمنياتهم بمناسبة حلول العام الجديد، وعن أحلامهم في هذا الزمان والمكان. ومن خلال اجاباتهم ادركت حجم مأساتهم الكبيرة، كما عرفت تفاصيل احلامهم وامنياتهم الصغيرة التي هي من حقهم الطبيعي الانساني مثل كافة اطفال العالم. وكان الشيء المشترك الذي اجمعوا عليه واجتمعوا حوله هو العودة الى بلدهم بعدما ينعم بالاستقرار والامن، والى بيوتهم ومدارسهم وملاعبهم وأسرتهم واصدقائهم.

قالت الطفلة سلمى ( تسع سنوات) وهي من ريف مدينة درعا السورية الحدودية أن امنيتها الحصول على خزان مياه خاص بمسكنها لجمع كمية كافية من المياه للاغتسال اليومي والمحافظة على نظافة ( الكرفان) حيث تقيم مع عائلتها. اما الطفل محمود ( 11 سنة ) من بلدة "الحراك" السورية كانت امنيته الوحيدة الحصول على دراجة هوائية تنقله من القطاع 11  في المخيم الى المدرسة في قطاع آخر يبعد نسبيا عن محل سكناه.

وتحدثت الطفلة سهام ( 12 سنة ) من محافظة حمص عن امنياتها فقالت انها تحلم بالحصول على بطانية اضافية تستخدمها وحدها في هذه الاجواء الباردة لأن الاغطية المتوفرة تستخدمها بالاشتراك مع شقيقاتها.

اما الطفل عمار 7 سنوات فحلمه الوحيد ان يرتدي ملابس تلائم قياسه حين توزع الملابس من قبل المتبرعين او المنظمات الانسانية. "بحلم انه الملابس تكون على قدي..ما حدا بهتم اذا كانت عقياسي ام لا."

في نهاية الجولة حانت لحظة مغادرة المخيم، واقتربت الشمس التي حجبتها الغيوم الداكنة السوداء من المغيب، وارتفعت درجة البرودة مع هبوب رياح شرقية، وهي الاجواء التي يواجهها سكان المخيم بابتكار واختراع وسائل بدائية للتدفئة، على قاعدة الحاجة ام الاختراع، وقد لاحظت خلال المغادرة ان بعض أطفال المخيم من أصحاب الأحلام المتواضعة شارك في زراعة حوض من النعناع، او زراعة  شجرة مثمرة امام الخيمة او بجانب "الكرفان" وهو بمثابة عملية اعادة احياء الامل بمستقبل افضل لهم ولوطنهم، لادراكهم ان مأساتهم قد تطول بمدى اطالة الازمة السياسية والامنية في وطنهم سوريا.