دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- انتقدت رولا جبريل، الإعلامية والكاتبة المعرفة، الولايات المتحدة والدول الغربية المتحالفة معها لاتخاذها قرار محاربة تنظيمات متشددة مثل داعش في الوقت الذي تواصل الوقوف فيه إلى جانب الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، والمملكة العربية السعودية، معتبرة أن الأنظمة القمعية والشمولية كانت من بين أسباب ظهور الإسلام السياسي المتطرف بشكله الحالي.
وقالت جبريل، في مقابلة مع CNN حول مقالها الذي انتقدت فيه دعم أمريكا للسيسي ومحاربة الإرهاب في الوقت نفسه: "علينا التفكير بما هو أبعد من الطغاة والإرهاب، علينا خلق رؤية لمجتمع يتسع للجميع فعدم استيعاب المعتدلين السنة سيفتح الباب أمامهم للتطرف."
وأضافت جبريل: "عندما ننظر إلى السيسي أو حسني مبارك قبله، وإلى سائر الحكام الطغاة في المنطقة، ونعتقد أنهم الرد المناسب على الإرهاب، فعلينا أن نتذكر أن أنظمة مشابهة كانت هي المسؤولة عن إنتاج الإسلام السياسي لأنها مازالت رهينة معادلات العقد السادس من القرن الماضي."
وذكّرت جبريل بأن شخصية مثل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، "هو نتاج نظام القمع المصري الذي أداره مبارك" مضيفا: "علينا أن نتذكر أن مؤسس فرع القاعدة في العراق هو الأردني أبومصعب الزرقاوي، وقد كان مسؤولا عن محاربة الشيعة في العراق وإرسال انتحاريين لتفجير أنفسهم في الأردن أيضا."
وأضافت: "علينا أن نفكر في كيفية مكافحة الإرهاب الذي لا يقتصر على داعش فحسب، بل يشمل أيضا القاعدة وجبهة النصرة، وللقيام بذلك نحن بحاجة للمزيد من الانفتاح والتسامح وكذلك إنهاء الحرب بين السنة والشيعة. يجب إجراء مصالحة بين السعودية وإيران من أجل التوصل إلى تفاهم ينهي وجود الإرهابيين."
وحول دعوتها لأوروبا إلى التعلم من التجربة الأمريكية في مكافحة التطرف الإسلامي قالت جبريل: "الأمر بسيط جدا ويتعلق بكيفية الرد على التطرف، سواء أتى من القاعدة أو داعش أو من آخرين، لقد تعلمنا في أمريكيا من خلال تجربة طويلة مع الحرب على الإرهاب أن الغزو العسكري بمفرده ليس حلا، الحل هو عبر المزيد من الاندماج."
وختمت بالقول: "كما علينا أن نحل مشكلة الأيديولوجية الفكرية السعودية. لا يمكن أن نخوض القتال إلى جانب حلفاء يعملون على نشر أفكارهم الشبيهة بأفكار داعش والقاعدة، ولذلك في مدينة الرقة السورية، التي باتت معقلا أساسيا لداعش، يوزع التنظيم الكتب الدراسية السعودية، لأنهم يتشاركون الأفكار نفسها، علينا معالجة هذا الوضع عبر الإصلاح السياسي والاقتصادي."