"خريطة التحرش".. حتى لا يعتاد المجتمع المصري على تقبل التحرش الجنسي

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
"خريطة التحرش".. حتى لا يعتاد المجتمع المصري على تقبل التحرش الجنسي
Credit: Harassment Map

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  لم يكن ما يعرف بـ "الربيع العربي" بالنسبة للكثير من النساء مرحلة أطيح فيها بأنظمة عفا عليها الزمن فقط، بل كانت أيضا نقطة تحول في التعامل مع قضايا المرأة، بل وأيضا فرصة لطرح موضوعات جديدة كانت حساسة لوقت طويل، ولم يتم التعاطي معها أبدا.

فكانت قضية التحرش الجنسي هي إحدى هذه القضايا التي استلزمت تحركا كبيرا من قبل ناشطات عربيات للوقوف في وجهها، ومحاولة وضع أطر قانونية واجتماعية لوقفها، وسواء تكللت هذه المحاولات بالنجاح أو الفشل، يجب أن نعترف أنها حركت المياه الراكدة بعض الشيء.

ومن بين أبرز المحاولات التي سعت لزيادة الوعي بالتحرش ضد النساء، جهود بذلها القائمون على موقع "خريطة التحرش" والتي تهدف إلى "التبليغ عن حوادث التحرش" في مصر على الأقل، والمساعدة في إنهاء هذه الظاهرة، إضافة إلى تقديم المساعدة لضحايا التحرش، أو من يمكن أن يكن ضحايا في يوم من الأيام.

المبادرة تأسست عام 2010، وتعد أول مبادرة مستقلة تعمل على قضايا التحرش والعنف الجنسي في مصر، كما تهدف إلى القضاء نهائيا على "حالة الاعتياد وتقبل المجتمع" لهذه الظاهرة.

وتقول ريبيكا شاو، إحدى مؤسسات موقع خريطة التحرش، إن المبادرة تهدف من خلال نهج متكامل يجمع بين التكنولوجيا والحملات الإعلامية متعددة الوسائط إلى دعم جهود مواجهة الظاهرة في 23 محافظة مصرية.

ويؤمن القائمون على المبادرة بأن جعل التحرّش الجنسي ظاهرة غير مقبولة في المجتمع المصري وصعوبة الفرار منها يمكن أن يثني الأشخاص عن هذا السلوك ويحد من حدوثه بشكل كبير.

ويعمل الموقع من خلال جمع بلاغات التحرش والاعتداء عبر الرسائل النصية القصيرة والإنترنت، ومن ثم يقوم القائمون على الموقع بتحديد مكان الضحايا وإدخال هذه المعلومات إلى خريطة التحرش. وبالتالي، يظهر أمام الناس حجم المعاناة التي تعانيها النساء المصريات.

كما أن هناك عددا من المتطوعين الذين يشكلون مجموعات محلية في الأحياء المصرية يتحدثون إلى سكان تلك الأحياء، ويجيبون على كل تساؤلاتهم بشأن ظاهرة التحرش، وأسبابها، وعواقبها.

ويقدم الموقع مساعدة لمبادرات مماثلة في مناطق أخرى مثل مبادرة "رام الله ستريت ووتش"، و"شوارع آمنة" في اليمن، و"نساء تحت الحصار" في سوريا، و"صوت النساء" في الجزائر.