خبراء: تحالف بعض الفرقاء بـ"عاصفة الحزم" يرجع للمصالح ومصر تستعد للخيارات المتاحة

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
خبراء: تحالف بعض الفرقاء بـ"عاصفة الحزم" يرجع للمصالح ومصر تستعد للخيارات المتاحة
Credit: FAYEZ NURELDINE/AFP/Getty Images

القاهرة، مصر (CNN)-- قال خبراء ومحللون عسكريون بمصر، إن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد معاقل الحوثيين باليمن، يستهدف غرضا لا تدخل فيه العلاقات والرؤى المخالفة بين الدول المتحالفة أو الأطراف الداعمة له وإنما قد يرجع للمصالح، مشيرين إلى أن مصر تستعد لكافة الخيارات المتاحة حماية لأمنها القومي والعربي دون أن تخل بدورها في سيناء.

وقال الخبير الاستراتيجي محمود خلف إنه لا يوجد هوة واسعة بين مصر وبعض الدول المشاركة في القوة العسكرية بـ"عاصفة الحزم" في إشارة إلى دولة قطر، حيث يرى بأنها ليست ذات أبعاد عميقة لافتا إلى زيارة أمير قطر لمدينة شرم الشيخ واستقبال الرئيس له.

وأشار إلى عدم وجود مشكلات بالنسبة للتحالف العربي مع مصر كما تتجه الدول العربية لتشكيل قوة مشتركة، أما بالنسبة للموقف التركي فقد أوضح أن السياسة التركية لديها توازنات متعددة وعلاقاتها مع العرب لا تنبع إلا من منطلق مصالحها.

واعتبر الخبير الاستراتيجي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أثناء لقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني بأنها كانت مضادة لـ"عاصفة الحزم" على حد قوله، على الرغم من تأييده لها قبل زيارته لطهران، وقال أن تركيا تبحث عن دور له ثمن وتريد تحقيق مكاسب سياسية.

وأوضح الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد عز العرب، أن مصر تستعد لكافة الخيارات المتاحة بالنسبة للوضع باليمن، ولكن ما يشغلها في تلك المرحلة هو مدى الاستعداد لتدخل برى، خاصة إذا ما تسارعت الأحداث وتطلبت حدوث ذلك، وهو إجراء قد يكون تطبيقي لما تم التوافق عليه في القمة العربية.

وأوضح العرب في تصرح لموقع CNN بالعربية أن تداعيات العمليات في اليمن ليس لها علاقة بتحالفات جديدة بالنسبة للمنطقة، مشيرا إلى أن مصر لا تشترك مع إخوان اليمن في العمليات هناك ولكن مع دول التحالف، لكن من ضمن المفارقات أن إبعاد الحوثيين يصب في صالح إخوان اليمن الممثل بـ"التجمع اليمنى للإصلاح" ولكن ليس لمساعدتهم على الهيمنة.

وأكد أن مشاركة مصر بالعمليات يرتبط بالتهديد الخاص لمصالحها في البحر الأحمر وأيضا التهديد الخاص بالدول العربية وخاصة دول الخليج.

وأضاف قائلا: "إن مصر لن تقبل بإغلاق مضيق باب المندب الاستراتيجي، والذي يؤثر بشكل مباشر على قناة السويس وحركة التجارة، حيث تتخذ إجراء استباقي ودفاعي لأي تحركات تهدد الملاحة حماية لأمنها القومي".

أما بالنسبة للجانب التركي فقد أكد أن هناك صعوبة بمدى انخراطهم مع السعودية ضد الحوثيين، لعدم الإضرار بعلاقتهم الاستراتيجية مع طهران، إضافة لعدم إثارة الرأي العام التركي الرافض للدخول في مثل هذه التداعيات.

و قال الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت، أن الهدف الاستراتيجي لمصر هو درء المخاطر والتهديدات للأمن القومي المصري، الخاصة بإمكانية إغلاق مضيق باب المندب، و الأمن القومي العربي خاصة لدول مجلس التعاون الخليجي، موضحا أن التحالف باليمن يؤدى لهدف وغرض لا تدخل فيه العلاقات أو الرؤى المخالفة لبعض توجهات الدول المتحالفة.

وأضاف أن الزحف الإيراني بات يهدد الجميع ولا ينظر لمن المشارك فالهدف النهائي هو موضوع مصالح، كما لم تكن مصر منذ البداية معادية لأحد.

وقال اللواء كمال عامر مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن مصر لديها مبدأ واضح وليس لديها سياسة ظاهرة وأخرى غامضة، فهي دولة عريقة بحضارتها وأخلاقيتها وتفتح يديها لكل الوسائل لحماية أمنها القومي والذي لا يتجزأ عن الأمن القومي العربي، كما لم تسيء لأي دولة ولم تقدم على أي نوع من البذاءات مثلما حدث ضدها وهو ما تجاوزت عنه.

وأوضح في تصريحات لموقع CNN بالعربية أن مصر مستعدة دائما لكل البدائل التي تكون في مصلحة أمنها القومي وشعبها والأمن العربي، لافتا أن البعض يستخدم وسائل الحرب النفسية بترويج أفكار بان الجيش لمصر فقط، أو استثمار تجربة مصر باليمن في ستينات القرن الماضي بأنها من وجهة نظر البعض سبب ما حدث في 1967.

ورجح بان تستمر العمليات في اليمن طالما يوجد من يدعم الحوثيين بالمال والسلاح والذخيرة، مضيفا أن الحملات الجوية هي أحد وسائل الضغط من اجل التفاوض للتوصل لحل متوازن، وقال إن ما يحدث باليمن هو صراع شبه إقليمي غير مباشر تقوم به قوة تحاول تهديد استقرار الوطن العربي لبناء إمبراطورية فارسية على حد قوله.

وأردف قائلا إن مشاركة مصر بالعمليات بعسكرية جاء بما لا يخل بدورها في الداخل والخارج وخاصة في سيناء، كما أكدت إمكانية المساهمة بقوات برية وزيادة قدراتها إذا تطلب الأمر ذلك، ما يوضح بأنها تدرس تحركاتها بدقه، وفى إطار الحفاظ على كل دم إنسان أو جندي مصري.