بالصور: من الحدود الأردنية – السورية.. الطريق إلى "جابر" معبدة بالحزن والذهول !!

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير هدا السرحان
بالصور: من الحدود الأردنية – السورية.. الطريق إلى "جابر" معبدة بالحزن والذهول !!
cnn
12/12بالصور: من الحدود الأردنية – السورية.. الطريق إلى "جابر" معبدة بالحزن والذهول !!

عمّان، الأردن (CNN) -- الوقت قبل الغروب بقليل. أقف على مقربة من نقطة العبور الحدودية الفاصلة بين عمان ودمشق، أمامي لوحة زرقاء تشير إلى أن المسافة حتى بوابة الحدود في منطقة جابر الاردنية لا تزيد عن كيلومترات قليلة.

من حولي، وعلى جانبي الطريق، محلات تجارية ومطاعم واستراحات ومحطات وقود خالية مهجورة، تشبه الى حد بعيد البلدات المهجورة التي كنا نشاهدها في أفلام رعاة البقر الأميركية (أفلام الوست) قرب سكك الحديد أو المناجم المهجورة التي تتلاعب بها الرياح، لا نسمع سوى صرير الأبواب، ولا نرى غير دوامات الغبار المر والقش الطائر مع هبوب الريح، لا شيء سوى النوافذ المكسورة والخراب.

الطريق الدولي خالية تماما سوى من سيارات قليلة يقودها العابرون إلى القرى الحدودية في أقصى البادية الشمالية. هنا لا شيء سوى الذهول، والهدوء والقلق الناتج عن قلة الحركة، وغياب الحياة تماما.

كانت هذه المنطقة تضج بحركة السيارات والشاحنات العابرة إلى البلاد العربية عبر الحدود مع سوريا. وكانت الاستراحات والمطاعم الصغيرة ومحطات الوقود تشهد نشاطا تجاريا هو مصدر رزق الكثيرين من سكان البادية الذين يواجهون اليوم البطالة والفقر، خصوصا بعد اشتداد المعارك في المناطق الحدودية الجنوبية من سوريا.

هذا الهدوء الذي يخيم على المنطقة اليوم، والذي يشبه حالة منع التجول، ليس سببه اقتراب موعد آذان المغرب واقتراب ساعة إفطار الصائمين، بل هو نتاج الأحداث المؤسفة التي تعيشها سوريا. وعندما تقدمت أكثر ووصلت إلى آخر نقطة عبور في حدود جابر الأردنية، شاهدت تجمعا لأسطول بري مكون من أعداد كبيرة من الشاحنات المتوقفة بلا حراك في ساحة قريبة من نقطة العبور، هناك كنت أسمع أصوات الانفجارات وهدير المدافع جراء التصعيد الذي نتج عن معركة "عاصفة الجنوب" في منطقة درعا، وهو الذي أقلق أهالي المنطقة الحدودية.

وفي طريق العودة من المنطقة الحدودية لم أجد أحدا أسأله أو اتحدث إليه لأنها كانت خالية تماما، فالطريق اشتاق لعابريه بسلام. وهنا تذكرت فيروز عندما انشدت: "لا تندهي ما في حدا" حتى انني لم اسمع صوت الأذان ساعة الغروب، لأن المسجد القريب الوحيد مهجور أيضا.

وعندما وصلت إلى أول محطة مأهولة قرب الطريق الدولي، سألت أحد السكان عن هذا الواقع الحدودي المأساوي فقال عبارة واحدة: "أن تعيش على حافة النار ليست مسألة بسيطة  .. حمى الله الأردن"، وتمنى لسوريا أن تخرج من أزمتها لأن ما يحدث في سوريا هو خسارة للجميع.

والحقيقة أن الحرب الاهلية في سوريا ألقت بظلالها على المنطقة الحدودية الأردنية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لأن سكان المنطقة الحدودية خسروا الكثير من أعمالهم نتيجة الأزمة، كما كان لهم علاقات تجارية واجتماعية مع أهالي المنطقة الحدودية السورية إضافة إلى تعاملهم التجاري مع تجار دمشق. أما اليوم فلا يوجد غير الذهول والحزن والانتظار.