الحسين بن عبدالله الثاني: الإرهابيون ومنهم داعش والقاعدة استغلوا طاقات الشباب للأسف.. والأردن سيسعى لإقرار أجندة حول الشباب والسلام بمجلس الأمن

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
الحسين بن عبدالله الثاني: الإرهابيون ومنهم داعش والقاعدة استغلوا طاقات الشباب للأسف.. والأردن سيسعى لإقرار أجندة حول الشباب والسلام بمجلس الأمن
Credit: RHC

عمان، الاردن (CNN)—قال ولي العهد الأردني، الحسين بن عبدالله الثاني، إن بلاده لم يسبق لها أن رفضت جارا طلب الملجأ والإغاثة، لافتا إلى أن الأردن يسعى إلى إقرار أجندةٍ حول الشباب والأمن والسلام، من مجلس الأمن الدولي.

جاء ذلك في كلمة لولي العهد الأردني ألقاها، الجمعة في الجلسة الافتتاحية للمنتدي العالمي للشباب والسلام والأمن، حيث قال: "اليوم أعلن لكم أن بلدي، الأردن، سيسعى للعمل من خلال عضويته في مجلس الأمن على إقرار أجندةٍ حول الشباب والأمن والسلام، من قبل المجلس، لكي نضمن دور الشباب في الأمن وصناعة السلام المستدام، وبالشراكة مع الشباب والشابات وليس بإشراكهم. فهكذا نشأنا هنا في الأردن بمشاركة كل من فيه؛ نساء ورجالا. بنينا حصنا منيعا بسواعد الشباب وبصيرة الآباء".

وأضاف: "للأسف، إذا نظرنا إلى تاريخنا الحديث نجد الطغاة والمحتلين والإرهابيين بجميع أشكالهم، ومنهم القاعدة وداعش، كلهم استغلوا الشباب وطاقاتهم.. أما حان الوقت لنسخر تلك المعادلة في صناعة السلام؟ لبناء أجيال قوية لا تتأثر بشعارات ذوي الأجندات أيا كانت! لم تكن تلك المعادلة أكثر دقة من اليوم. فلم يكن العالم شابا ويافعا أكثر مما هو اليوم؛ وبالتالي، لم تكن هناك فرصةٌ أكبر للتأثير في المستقبل يوما، خاصة في العالم العربي، حيث نسبة الشباب دون الخامسة والعشرين تبلغ نحو سبعين بالمائة من مجمل السكان."

وتابع قائلا: "إننا نفخر بأن بيتنا، الأردن، لم يسبق له أن رفض جاراً طلب الملجأ والإغاثة؛ إنه بيتٌ لكل من ينشد السلام والتقدم؛ لأن السلام ليس مجرد سياسة، وليس قيمة عليا فقط، إنه سمةٌ إنسانيةٌ وهو الدعامة الأساسية للبيت الذي يجمعنا كأسرة عالمية واحدة.. الشباب هم المستقبل، ربما تكون هذه العبارة إحدى أكثر العبارات ترديدا عن كيفية التأثير بالمستقبل من خلال تشكيل أجياله؛ وجزءا من خطاب الرؤساء والساسة والأحزاب.. من يمتلك المفاتيح لعقول الشباب، تفتح له أبواب المستقبل. هذه الاستراتيجية اتبعها ويتبعها كل من يريد أن يرسم ملامح الأجيال، فالشباب إن اقتنعوا برسالة سيكرسون حياتهم فداءً لها."

ومن جانبه عزز وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في كلمته الافتتاحية ما طرحه الأمير الحسين، بالتأكيد على ضرورة محاربة التطرف مؤكدا أن الأردن لطالما الحل السياسي في سوريا منذ اللحظة الأولى للازمة فيما، وأن الأردن بات يقوم بدوره وبدور غيره من المجتمع الدولي.

ونوه جودة إلى أن أكثر من 600 مليون شاب في العالم يعيشون في بؤر للصراع، في الوقت الذي تستهدف فيه الحركات المتطرفة فئة الشباب.

وتطرق الوزير إلى حالة الصراع الدائرة في كل من العراق التي تبرز ضرورة منهجية الوفاق فيها، كما اليمن وليبيا وغيرها من الدول التي تعاني من صراعات دامية تتطلب من المجتمع الدولي مزيدا من الجهود لدعم المسارات السياسية فيها، فيما أشار الى بؤر الصراع القائمة في إفريقيا، وفي مقدمتها نيجيريا التي تمثل صورة للصراع الدامي، بحسبه، كما لم تغب القضية الفلسطينية عن خطاب جودة، الذي شدد على أن غياب الحل العادل لها، من شأنه أن يؤجج الصراعات والتطرف.

وكشفت المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا في مشاركة خاصة، عن ارتفاع عدد الأجانب الملتحقين بالجماعات المتطرفة بنسبة 70 في المائة، منذ آذار مارس 2014 مارس/ آذار 2015.

وقالت بوكوفا إن تلك الأرقام تعكس مدى الحاجة إلى العمل لترسيخ أجندة السلام فعلا، قائلة إن الحل يتمثل في الدمج لا الإقصاء.

وفي كلمة ممثلة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA باباتوندي بوكووفا، أن المنتدى من شأنه أن يحدث فارقا كبيرا في نشر السلام، لافتا إلى أن فئة الشباب في العالم هو من أوائل ضحايا النزاعات، داعيا في الوقت ذاته قيادات العالم إلى الاستماع إلى جيل الشباب.

ويستمر المنتدى الذي يحضره نحو 500 مشارك حتى السبت، ليختتم بإعلان "عمّان حول الشباب."