مشاركون في المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن: هذا نداء كبير إلى الأمم المتحدة لحماية ضحايا النزاعات من التطرف

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
مشاركون في المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن: هذا نداء كبير إلى الأمم المتحدة لحماية ضحايا النزاعات من التطرف
من فعاليات اليوم الأول للمؤتمر وحضور ولي العهد الأردني وعدد من الشخصيات الرسمية من بينها الأمير فيصل ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة Credit: RHC

مادبا، الأردن (CNN)-- رفعت فعاليات اليوم الأول لأعمال المنتدى العالمي للشباب السلام والأمن الذي افتتح الجمعة برعاية ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في محافظة مادبا، منسوب توقعات المشاركين حيال "إعلان عمّان" المرتقب السبت، ليكون أرضية عملية جامعة هي الأولى من نوعها التي يتبناها الأمير الشاب في مواجهة محاربة التطرف عالميا، أثرتها مشاركات ناشطين شبان قدموا تجارب واقعية خرجت من رحم "خطوط المواجهة" الأولى لبؤر النزاع في بلدانهم.

واعتبر مشاركون أن تقديم التجارب بحد ذاتها تعد واحدة من مظاهر المحاكاة العملية لرسالة المنتدى في وقت يرزح فيه 600 مليون يافع تحت وطأة الصراعات في العالم، بحسب الأرقام الأممية التي أعلنت خلال جلسات المنتدى.

واستحوذ حضور الأمير الشاب لافتتاح المنتدى وعدة جلسات فيه، وإلقاء خطابه أمام الحضور باللغة العربية، على تفاعلات المشاركين، وبدا لافتا تذكير الخطاب الرسمي الأردني الذي عززه أيضا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، "بالاحتلال" الاسرائيلي وانتهاكاته، ووضعه في خانة التطرف والإرهاب، كما القاعدة وداعش.

وقال المدير التنفيذي لشبكة مبادرة الشباب الإفريقي فيكتور أوتشن الذي عرض تجربة مؤثرة له خلال المنتدى، ويعتبر أحد أبرز صناع السلام الشبان في العالم لموقع CNN بالعربية على هامش المنتدى، "هذا نداء كبير إلى الأمم المتحدة."

 ويعتقد أوتشن أن ثمة تقاطعات تشهدها المناطق المتأثرة بالنزاعات، معلقا على الأوضاع التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط: "الوضع معقد في الشرق الأوسط عموما وللأسف، يصنف اليوم كمنطقة نزاع أكثر من أي منطقة أخرى.. أنا أرى اليوم أن الناس يريدون السلام وينشدونه ونحن في أفريقيا لدينا ذات الشعور نعيش التجربة ذاتها وذات المعاناة وكثير من المشاكل تأتينا من الخارج."

ورأى أوتشن أن كثرة الصراعات في المنطقة العربية بما في ذلك ما وصفه بالصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لا يمكن أن يتأثر إن لم تكن هناك رغبة بالتغيير وبمساعدة الشباب، قائلا: "لا بد من خلق تأثير جديد  وبرؤية جديدة،" بحسب تعبيره.

ولم يمنع اختطاف شقيق أوتشن على يد جماعات متطرفة شمال أوغندا، من تقديمه المساعدة لمختطف أخيه وحارق مخيمه الذي قطن فيه كما روى في تجربته بدلا من اللجوء إلى تصفية الحسابات الشخصية، رغم معاناة من حياة هدد فيها لسنوات بالقتل وبعد أشهر من الألم الداخلي.

 ودعا أوتشن الذي أمضى 21 عاما من عمره في مخيمات النزوح إلى تنحية الصراعات الطائفية واحترام الأديان والهوية لتحقيق ذلك: "لماذا أكون بسبب لوني مثلا هدفا للقتل أو ديني."

وعرضت الناشطة آلاء التوتنجي من سوريا، تجربة لم تكن أقل وقعا من غيرها، وهي التي قدمت من إدلب في سوريا عبر لبنان، لتستعرض تجربتها في الميدان وضمن خطوط المواجهة الأولى.

ومن المتوقع أن يصدر إعلان عمّان حول الشباب الذي سيسعى الأردن إلى إقراره في مجلس الأمن من خلال عضويته فيه، مستلهما جميع المناقشات والخلاصات التي توافق عليها المشاركون خلال الجلسات، بحسب الناشطة اليمنية خلود الصايدي.

وتشير الصايدي في حديثها لموقع CNN بالعربية، إنها قبلت للمشاركة في المنتدى عبر تعبئة نموذج مشاركة على الانترنت، وأن جميع المناقشات حول القضايا الرئيسية التي طرحت أخذت بعين الاعتبار من القائمين على المنتدى في الأمم المتحدة.

وتقول: "أرسلت لنا مسودة لإعلان عمّان باللغة الانجليزية فقط وطلبت أن ترسل واحدة بالعربية لتسهيل استكمال صياغة المسودة من بقي المشاركين وبالفعل أرسلوها وعملنا عليها.. الان المسودة ستخرج بصيغة توافقية وموجه للجهات المانحة والحكومات وصناع القرار."

ولفتت الصايدي إلى أن المسودة تشكل الدليل الأول لتمكين الشباب اقتصاديا ومنحهم الفرصة لاتخاذ القرارات وإيجاد آليات لحماية الشباب أثناء النزاعات، فيما اعتبرت أن الإعلان قد يكون نداء لإيقاف الصراع الدائر في بلدها اليمن.

وقالت الصيادي التي حضر وزير خارجية بلدها المنتدى رياض ياسين: "لم يكن هناك حضور يمني كبير لصعوبة الخروج من اليمن.. وأدعو ألا يبقى إعلان عمّان حبيس الادراج وسندعمه بقوة كشباب."

وألقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كلمة مسجلة خلال افتتاح أعمال المنتدى، دعا فيها المشاركين إلى الاقتداء بالأمير الحسين بن عبدالله، قائلا إن التحديات الراهنة تؤكد أن العالم الذى سيرثه الشباب ليس مثاليا إلا أنهم قادرين على مواجهته