يُحارب "داعش" بالهندسة.. تعرّفوا على الرجل الذي ينقذ المواقع الأثرية بمشروع "العنقاء"

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
يُحارب "داعش" بالهندسة.. تعرّفوا على الرجل الذي ينقذ المواقع الأثرية بمشروع "العنقاء"
Credit: CNN

سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كرّس المهندس المعماري العراقي، بن كسيرا، البالغ من العمر 75 عاما، حياته لتوثيق والحفاظ على المواقع التراثية، مثل مدينة "نمرود" في العراق، رقمياً باستخدام تقنية المسح الضوئي الثلاثي الأبعاد.

نشأ كسيرا في الموصل، وكان يسافر إلى أطراف المدينة مع والده لزيارة المدينة الآشورية القديمة، وقال: "كان يأخذ يدي ثم نذهب للتمشي بين الأطلال، إذ كان والدي من عشاق التاريخ، وكان يعرف الكثير عن المواقع ويخبرنا كل شيء عنها."

ولكن في مارس/ آذار الماضي، جرف مقاتلو "داعش" الموقع الأثري البالغ من العمر ثلاثة آلاف عام، والذي احتوى على الأضرحة والتماثيل التي أعتبرها التنظيم تكفيرية.

ولذلك اندفع كسيرا من خلال شركته غير الربحية "ساي آرك" للعمل على الحفاظ على المواقع الأثرية الهامة في سوريا والعراق ومناطق الصراع الأخرى في الشرق الأوسط.

وأعلنت الشركة هذا الأسبوع أنها تعمل مع المجلس الدولي للآثار والمواقع للاستجابة في حالات الطوارئ، في مشروع باسم "العنقاء".

تخلق شركة "ساى آرك" يخلق نماذج ومخططات ثلاثية الأبعاد باستخدام الليزر والماسحات الضوئية التي يمكنها توثيق المواقع وصولا إلى مستوى الملليمتر.

ويعمل النظام عن طريق ارتداد الملايين من النقاط الضوئية من سطح الخراب، مما يسمح بتحديد وجود كل نحت مفصل وشرخ وحجر. ثم تُجمع الصور عالية الجودة لخلق نماذج رقمية غنية بالتفاصيل.

ويمكن لهذه العملية أن تستغرق مدة ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوع لتوثيق الموقع، وتكلف حوالي 50 ألف دولار.

وحتى الآن، أنتجت "ساى آرك" نماذج مفصلة لـ90 موقع، بما في ذلك بابل في العراق وبومبي في إيطاليا وراني كي فاف في الهند وتيكال في غواتيمالا وأنكور وات في كمبوديا.

كما فحص الفريق المعالم الحديثة مثل نصب لنكولن التذكاري في واشنطن ودار الأوبرا في سيدني، والمدن الأمريكية التي لا تزال نشطة التاريخية مثل نيو اورليانز وفيلادلفيا.

وقال كسيرا: "نحن نرى أن الحفاظ على هذه المواقع للأجيال القادمة أمر بالغ الأهمية للجنس البشري، وفي الوقت نفسه، نخسر هذه المواقع بسرعة."

وللأسف، لم تقدر "ساى آرك" على الوصول إلى نمرود في الوقت المناسب. وفي حين أن العديد من القطع الأثرية التي كانت هناك انتقلت إلى المتاحف والجامعات، إلا أن المكان الذي كان يستكشفه كسيرا لم يعد موجودا.

وأضاف: "إنها دمار لا مغزى له، يمزق نسيج معرفتنا، ويمزق نسيج تاريخنا، إننا نخسرها بشكل أسرع من قدرتنا على الحفاظ عليها."