سفير إسرائيلي سابق محتجا على مقاطعة الغرب لمنتجات المستوطنات: هل تغيّرت أوروبا فعلا بعد الهولوكوست؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
سفير إسرائيلي سابق محتجا على مقاطعة الغرب لمنتجات المستوطنات: هل تغيّرت أوروبا فعلا بعد الهولوكوست؟
جندي فرنسي خارج مدرسة بحي يهودي في باريسCredit: afp/getty images

مقال لمايكل أورين، سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية وعضو في الكنيست الإسرائيلي وكاتب "الحليف: رحلتي عبر الانقسام الأمريكي الإسرائيلي". المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN.

لندن، بريطانيا (CNN) -- معاداة السامية، ظاهرة بدأت بالانتشار في أوروبا لذلك لم يكن مفاجئا سماع الأخبار الشهر الماضي، والتي أشارت إلى هجرة اليهود القياسية من أوروبا إلى إسرائيل في 2015. وهذا الأمر يجب أن يُقلق الزعماء الأوروبيين، والذين عليهم أن يسألوا عن الشخص المسؤول عن حدوث هذه الكارثة. وهذا يطرح سؤالا جوهريا: هل تغيرت أوروبا بعد مرور 70 عاما على الهولوكوست؟

لنأخذ قرار الاتحاد الأوروبي الأخير على سبيل المثال، والذي نص على وسم البضائع اليهودية القادمة من يهودا والسامرة (التسمية العبرية للضفة الغربية) ومرتفعات الجولان. ورغم النزاعات المتعددة في العالم، فإن أوروبا لم تقم بوسم البضائع القادمة من قبرص المحتلة من قبل تركيا أو إقليم التبت المحتل من قبل الصين، ولم تقم كذلك بوسم البضائع الفلسطينية، رغم أن السلطة الفلسطينية قد رفضت في مرتين من قبل في 2000 و2008، العروض الإسرائيلية لإقامة دولة في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية ككل.

بل إن السلطة الفلسطينية أمرت بإطلاق هجمات أسفرت عن مقتل 1500 إسرائيلي وجرحت آلافا آخرين، ومع ذلك فقد وسمت أوروبا حتى البضائع القادمة من القدس الشرقية، فهل يعاقب اليهود على العيش في عاصمتهم التاريخية.

الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل تكبر وتهدد اقتصاد البلاد

مع الأسف فإن أوروبا بينما تسعى إلى تمييز اليهود، فإنها تؤذي الفلسطينيين الذين تدّعي مساعدتهم، فعشرات الآلاف منهم يعملون في مصانع مملوكة من قبل اليهود في الضفة الغربية. وعندما يتم تمييز هذه البضائع الإسرائيلية، فإن الأوروبيين لن يشتروها والنتيجة ستكون مقاطعة فعلية سينتج عنها إفلاس العديد من الشركات الإسرائيلية وتعطيل الموظفين الفلسطينيين عن العمل.

هذا القرار الأوروبي لن يؤذي اليهود والفلسطينيين وحسب، إنما سيؤذي أوروبا نفسها، فالفراغ الذي نتج عن تراجع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، سدته روسيا وغيرها من اللاعبين الفاعلين. لذلك على أوروبا أن تنتهز الفرصة السانحة لتلعب دورا دبلوماسيا مهما في المنطقة. ولكن سياسة الانحياز التي تتبعها أوروبا تجعلها تواجه خطر التخلي عن عدم الانحياز الضروري للعب دور الوسيط في المنطقة.

وستتخلى أوروبا كذلك عن قدرتها على محاربة معاداة السامية، وقد أحيت فرنسا وإيطاليا ذكرى الهولوكوست مؤخرا باستقبال الرئيس الإيراني، الذي تنتج دولته أفلاما كرتونية تستخف فيها من الهولوكوست أو تنكره جملة وتفصيلا. وبينما كانت أوروبا حزينة على الستة ملايين يهودي الذين قضوا في هذه المجزرة، كان الرؤساء الأوروبيون يوقعون عقودا بملايين الدولارات مع إيران التي تسعى إلى تدمير إسرائيل والستة ملايين يهودي الذين يعيشون فيها.

أوروبا تبدو مهووسة بقهر اليهود، وهذا الهوس مع الأسف، سيجعل معاداة السامية الأوروبية تنتشر، وليس ببعيد عنا ما سبق لوزيرة الخارجية السويدية أن قامت به بإدانة إسرائيل بسبب حمايتها لمواطنيها أو تهديد وزير الخارجية الفرنسي لإسرائيل بالاعتراف بفلسطين في حال عدم حضورها لمؤتمره الذي سيعترف فيه بفلسطين.