الحكومة الأردنية تبشر بانتخابات "تاريخية" مقبلة وتسبق المعارضة بترجيح "مشاركتها"

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
الحكومة الأردنية تبشر بانتخابات "تاريخية" مقبلة وتسبق المعارضة بترجيح "مشاركتها"
Credit: KHALIL MAZRAAWI/AFP/Getty Images)

عمان، الأردن (CNN)-- بشرت الحكومة الأردنية بإجراء انتخابية برلمانية "تاريخية"  العام الجاري، فور إعلانها الاثنين إقرار مشروع نظام تقسيم الدوائر بمقتضى قانون الانتخاب الجديد لسنة 2016 في مؤتمر صحفي عقده وزراء في مقر رئاسة الحكومة، واستبقت القوى السياسية المعارضة في البلاد في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، بترجيح مشاركتها، لغياب أي مؤشرات لمقاطعة أي جهة للانتخابات المقبلة.

وجاء تبشير الحكومة بترقب البلاد لانتخابات تاريخية على لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال محمد المومني قائلا إن بلاده مرت بمراحل سياسية عديدة وان مرحلة الانتخابات المقبلة ستكون "تاريخية بكل المقاييس" بعد مغادرة مربع الصوت الواحد، ودخول مرحلة نظام الانتخاب وفق "القائمة النسبية المفتوحة" على مستوى الدوائر الانتخابية.

وأرجع المومني ذلك إلى ما قال إنه التطور السياسي الذي بدأ منذ تأسيس المملكة باعتماد نظام الاغلبية حتى 1993، ومن ثم نظام الصوت الواحد حتى 2016، وقال: "الآن مرحلة سياسية جديدة هي مرحلة القائمة النسبية المفتوحة".

وأشار المومني إلى أن توسيع الدوائر الانتخابية سيحفز البرامجية، في الانتخابات بدلا من الجهوية والعشائرية التي شهدتها انتخابات سابقة.

واعتمد نظام تقسيم الدوائر الجديد على توسيعها قياسا على وزن المقعد الانتخابي في الدوائر، بواقع 23 دائرة انتخابية و130 مقعدا في البرلمان، بخلاف نظام الانتخاب السابق الذي اعتمد 45 دائرة انتخابية في المملكة وبواقع 150 مقعدا.

وحملت التصريحات الحكومية رسائل ارتياح واطمئنان من عدم توجه أي قوى سياسية لمقاطعة الانتخابات المقبلة، بخلاف انتخابات 2013 التي قاطعها "الإخوان المسلمون" وأحزاب وقوى معارضة، مرجحة أن تزداد نسبة الاقتراع للموسم الجديد.

أما الارتياح الحكومي هذا الارتياح الوزير الكلالدة المعارض السابق، قائلا ردا على استفسار للموقع حول توقعاته بمقاطعة أي طيف سياسي في البلاد للانتخابات المقبلة: "ليست هناك مؤشرات على مقاطعة أي جهة من الجهات للانتخابات أنا على ثقة أن النسبة ستكون أكثر..  عنوان المواطنة هو الاقتراع من يريد أن يثبت أنه مواطن عليه أن يصوت ولو بورقة بيضاء."

ويترتب على حل البرلمان بموجب التعديلات الدستورية التي أقرت في 2011 وإقالة الحكومة، إجراء الانتخابات البرلمانية في غضون 4 أشهر فور صدور إرادة ملكية، وسط محدودية خيارات موعد الانتخابات التي تتقاطع مع موعد تنظيم كأس العالم للناشئات المقرر نهاية أيلول/ سبتمبر.

لكن النائب السابق في البرلمان الأردني ممدوح العبادي، لم يعتبر أن ما تضمنه نظام تقسيم الدوائر مفاجئا، ولم يتضمن تغييرا جوهريا على تقسيم الدوائر في المحافظات.

كما رأى العبادي في تصريح لموقع CNN بالعربية، أن صانع القرار في البلاد لم يحسم موعد إجراء الانتخابات التي لا يسمح بإجرائها قبل موعد بطولة كأس العالم للناشئات بأسبوعين وبعدها كذلك بأسبوعين.

ولفت العبادي إلى انحسام القرار سيأتي بالتزامن مع انتهاء الدورة العادية البرلمانية للمجلس منتصف أيار/ مايو المقبل، بين أن يصدر قرارا مبكرا بحله وتجرى الانتخابات في أغسطس/ آب أو في نوفمبر/ تشرين الثاني أو بعد أن ينهي المجلس دورته كاملة في بداية 2016.

رجح العبادي أن يكون شهر نوفمبر تشرين الثاني هو موعد إجراء الانتخابات كحل وسط، يكون قد تجاوز موعد انعقاد بطولة كأس العالم للناشئات.

  وانتقد العبادي الحديث عن إجراء انتخابات "تاريخية" كما وصفت الحكومة، قائلا: "إن جرت العادة أن تشيد الحكومة بالانتخابات ولا أستطيع أن أفهم ماذا يعني انتخابات تاريخية؟"

وشدد العبادي على أهمية توضيح القانون والنظام الانتخابي للناخبين، معتبرا أن قانون الانتخاب معقد ويتطلب شرحه مطولا للناخبين والمرشحين.