محافظ أربيل يتحدث لـCNN عن داعش وانفصال كردستان عن العراق

الشرق الأوسط
نشر
9 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
محافظ أربيل يتحدث لـCNN عن داعش وانفصال كردستان عن العراق
Credit: CNN

أربيل، إقليم كردستان العراق (CNN)-- قال نوزاد هادى مولود محافظ أربيل عاصمة إقليم كردستان في العراق، إن إنهاء معركة الموصل في الحرب ضد داعش، سيكون قبل نهاية العام الجاري، وربما خلال شهر أو شهرين من الآن بحسب تقديرات المسؤولين في الإقليم، فيما أكد أن جميع الاحتمالات قائمة لدى الإقليم بشأن قرار الانفصال عن العراق.

وجاءت تصريحات مولود لموقع CNN بالعربية على هامش زيارة لوفد أردني بدعوة من الهيئة العامة للسياحة في إقليم كوردستان الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع مكتب نبض الأردن السياحي بموجب اتفاق ثنائي ضمن خطة الإقليم للترويج له سياحيا في العالم العربي.

01:29
فيديو تفصيلي عن الأحزاب الكردية.. دورها في الصراع القائم بالمنطقة وعلاقتها بتركيا وأمريكا وأوروبا

وبالتزامن مع عمليات التحالف الدولي ضد داعش في الموصل وبمشاركة قوات البشمرغة، قال مولود للموقع إن قوات التحالف أحرزت تقدما ملموسا في تحرير الموصل، خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا الى أن معظم مناطق الموصل محاطة بقوات البشمرغة، من غرب الموصل في سنجار إلى سد الموصل ومناطق بعشيقة والخازر، فيما يتواجد الجيش العراقي جنوب الموصل.

ولفت مولود إلى أن قوات التحالف والبشمرغة سيطرت على مناطق شاسعة غرب نهر الزاب الكبير باتجاه الموصل، وأًصبحت على مقربة من حدود الموصل بنحو 15 كيلومترا، وقال: "أصبح خطر داعش بعيدا".

وأكد مولود في حديثه أن الخطة المعتمدة بين حكومة الإقليم والأمم المتحدة، تحتم إنهاء عمليات تحرير الموصل قبل نهاية العام الجاري، وقال: "من خلال اللقاءات مع الأمم المتحدة الخطة المعتمدة تهدف إلى إنهاء العمليات هذه السنة ربما بعد شهر أو شهرين لا نعلم بالضبط، لكن الخطة حددت إنهاء داعش مع نهاية هذه السنة باعتبار أن الموصل هي آخر معاقل داعش في العراق."

ولن تتجه قوات البشمرغة إلى دخول مركز مدينة الموصل بحسب مولود، قائلا إن الخطة تقوم على دخول قوات الحشد الوطني للمدينة لدرايتهم بالمنطقة، وتجنبا لاستغلال داعش لذلك، وأضاف: "عندما سقطت الموصل سقطت بين ليلة وضحاها لوجود ثغرات وكان يتواجد حينها نحو 60 ألف جندي من الجيش العراقي على أطراف الموصل، أهل الموصل أعلم بتركيبة سكان المدينة وهم متمسكون بأرضهم."

ولم يخف مولود في حديثه مخاوف حكومة الإقليم لمرحلة ما بعد انتهاء تحرير الموصل، لافتا إلى أن احتمالات نزوح نحو مليون شخص من مناطق الموصل، التي يتواجد فيها اليوم نحو مليوني شخص، تثير قلق الإقليم.

وأضاف مولود: "عملية تحرير الموصل معقدة ونتمنى أن تنتهي بأقل الخسائر."

أما عن قرار انفصال الإقليم عن العراق، فقد أشار مولود إلى أن جميع الاحتمالات قائمة، مرجحا أن يتم تأجيل تطبيق القرار في حال إجراء الاستفتاء المتوقع نهاية العام الجاري.

وقال مولود المقرب من مواقع صنع القرار في حكومة الإقليم الذي يرأسه مسعود برزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني موضحا: "الاستفتاء حول الانفصال كقرار هو حق للشعب وحق طبيعي، الاستقلال أو الانفصال هو أحد الاحتمالات القائمة لدينا، لكن الأوضاع في المنطقة غير مشجعة ونحن عانينا في وقت سابق من الحروب وكذلك وضع السنة في العراق اليوم غير مشجع، نريد أن نطمئن على مستقبل الأكراد، الاستفتاء قد يجرى ويؤجل الالتزام به وذلك يعتمد على السياسة وأوضاع المنطقة."

ويعتقد مولود أن "الكرد" اليوم لم يعودوا مهددين في المنطقة، إلا أن الحرب التي أصبحت "طائفية" في ظل وجود داعش والحشد الشعبي وتهديد السنّة قد تهدد أي اتحاد فيدرالي، وأضاف: "قناعتنا أننا اليوم لسنا مهددين ككرد، لكن هذه الفيدرالية مهددة لأن ما نراه مع داعش والمعارك مع الحشد الشعبي يعطي مؤشرات سلبية واضحة أن الحرب أصبحت طائفية ونحن نريد أن نطمئن على مستقبلنا، فما الضمان أن نحافظ على ما هو موجود وأين سنّة العراق اليوم الذين تدمرت مناطقهم، والنازحين لم يعودوا للآن إلى مناطقهم لأنهم لا يستطيعون أن يأمنوا أنفسهم، هناك قلق لدى الإنسان الكردي."

وأضاف في السياق ذاته موضحا: "هناك قناعة لدى الكرد أن تغيير الحدود صعب جدا، مثلا الكرد إذا توحدوا هذا طبيعي، لكن حالنا حال العالم العربي، ربما أن تكون دويلات أصغر أفضل."

ويعتقد مولود أن التجربة السياسية العراقية لم تنجح للان، وأن المسألة العراقية برمتها بحاجة إلى إعادة ترتيب الوضع الداخلي في العراق وفق أسس جديدة، يراعي التنوع العرقي والمذهبي فيها.

ولم يخف مولود عدم قدرة الإقليم بالمقابل على "خلق مشاكل" في المنطقة مع دول المحور، في ظل وجود أكثر من 20 مليون كردي في تركيا شمالا، وأكثر من 10 ملايين كردي في إيران شرقا نصفهم من السنة ونصفهم الآخر من الشيعة، مشيرا الى أن تركيا هي بوابة العراق وكردستان للغرب، وأن موازنة العلاقة مع إيران "ليست سهلة."

وأردف: "هناك مشاكل يوميا من الجانب الايراني ومشاكل من داخل تركيا، سياستنا ونصائحنا للكرد في إيران وسوريا أن يتركوا العمل العسكري لأن هناك فرصة للسلام وإجراء الانتخابات وهذا ما حصل في تركيا بالفعل وهو أفضل من اللجوء إلى السلاح."

وتجددت الأسبوع الماضي عمليات قصف للمدفعية الإيرانية للمناطق الحدودية لأربيل استهدفت مواقع تابعة لقوات البشمرغة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي نفذ عدة عمليات مسلحة في كوردستان الإيرانية.

وفي هذا السياق، قال مولود إن وفدا من حكومة الإقليم برئاسة وزير الداخلية توجه إلى طهران للتوصل إلى تفاهمات بشأن التوتر الحدودي، قائلا إن كردستان العراق لا ترغب في استمرار حالة التوتر ولا علاقة لها بالتوترات داخل الأراضي الإيرانية.

وقال: "تم التوصل إلى تفاهمات أولية مؤخرا في طهران بأن لا تتجدد عمليات القصف على المناطق الحدودية وهي ليست من مصلحة أحد، لدينا سياسة التوازن مع دول المحور في المنطقة ونحرص عليها مع إيران وتركيا والتحالف العربي والتحالف الغربي بموجب رؤى مختلفة."

وشهد إقليم كردستان نزوح 500 ألف عراقي من مختلف أنحاء العراق منذ دخول داعش وبدء عمليات التحالف ضدها في 2014، بحسب مولود، يعيش 90 في المائة منهم خارج مخيمات النازحين، عدا عن لجوء أكثر من 100 ألف سوري إلى الإقليم.

وأشار مولود خلال حديثه مع الوفد الأردني بحضور CNN بالعربية، إلى أن حكومة الإقليم تتفهم حالات النزوح واللجوء، وأنها ستترك للنازحين العراقيين حرية العودة إلى مناطقهم دون جدول زمني محدد، فيما أشار الى أن الموسم السياحي في الإقليم تضرر بسبب الأحداث في العراق والمنطقة.

وكشف مولود عن خطة حكومية لاستقطاب عدد أكبر من السياح العرب في الإقليم رغم التحديات الأمنية التي يواجهها، قائلا إن هناك رحلات بدأت إلى تونس ومصر ولبنان والأردن.

ولفت مولود إلى أن الحفاظ على الجانب الأمني وتنشيط السياحة بالتزامن مسألة "معقدة وصعبة"، وأضاف: "نحن معنيون بتشجيع هذا القطاع السياحي لكن لدينا التحدي الأمني... قاعدة قوات التحالف المتمركزة في أربيل تقوم بعمليات بالعمق وحتى أربيل مستهدفة، لكن استطعنا أن نتعامل مع ملف النازحين ولم يكن لديهم أي مشاكل ولم تسجل حالات إرهاب بينهم."

وبين مولود أن قيمة حجم المشاريع الاستثمارية في أربيل خلال أقل من 10 سنوات وقبل ظهور داعش، وصلت إلى 24 مليار دولار أمريكي، وبما يقارب 70 في المائة من حجم الاستثمارات الكلي في الإقليم ككل.

وأثر تقدم تنظيم داعش إلى مسافة نحو 40 كيلومترا من حدود أربيل، سلبا على حجم الاستثمارات في أربيل خلال العامين الماضيين.

ورأى مولود أن إقليم كوردستان يتطلع إلى تجسير العلاقات مع العالم العربي، معتقدا أن العالم العربي لا يرى كردستان للان، وقال: "في الحقيقة أن العالم العربي لا يرى كردستان لكنه يرى العراق، أما نحن فنرى العالم العربي، الأكراد موجودون في الأردن ومصر وفي فلسطين، بصورة عامة العالم العربي تصوراتهم عن كوردستان ليست واضحة."