ناهض حتر.. ومن الرأي ما قتل

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة

عمان، الأردن (CNN)-- ترك الكاتب والصحفي الأردني المثير للجدل ناهض حتر الذي اغتيل أمام قصر العدل، الأحد، بخمس رصاصات لحظة وصوله لحضور أولى جلسات محاكمته بتهمة إثارة النعرات الدينية، حمولة صندوقين من الكتب والإصدارات الجديدة والروايات، جهزها له صديقه الناشر حسين ياسين صاحب مكتبة "الأزبكية" بعد دردشة "ثقافية"، السبت، كانت الأخيرة في مسيرته.

حتّر الذي نزلت واقعة اغتياله كالصاعقة على عائلته، وأثارت استياء الأوساط السياسية والإعلامية في الأردن، لم تبد عليه آثار القلق إزاء المحاكمة، التي يرى أصدقاءه والمقربون منه، أن منشور موعد أولى جلساتها على موقع "فيسبوك" بهدف التضامن، تحول إلى "إيعاز" لارتكاب جريمة القتل.

حتى الساعات الأخيرة من حياة حتّر، وفق الناشر ياسين الذي تحدث لموقع CNN بالعربية، لم يختلف اهتمامه الاعتيادي بآخر الإصدارات، حين مرّ على "الأزبكية"، سائلا عن أحدث الروايات، وطالبا أيضا اقتناء جميع ما تبقى من مؤلفات الكاتب الروسي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي.

وقال ياسين: "زارني ناهض بحدود الحادية عشر والنصف صباحا في المكتبة وتبادلنا أطراف الحديث حتى أنه مازحني بأن لديه ولدى شقيقه خالد مجموعة وافرة من الكتب الممنوعة وأنه سينافسني بطباعتها باعتبار أنني الأكثر شهرة في بيع الكتب الممنوعة في البلاد". وطلب حتّر من صديقه ياسين مجموعة من الكتب وصلت إلى نحو 40 كتابا حفظت للآن في صندوقين مغلقين.

لم يعرف عن الكاتب حتّر سوى آرائه الجدلية و"المتطرفة" كما يصفها البعض، في قضايا تتعلق بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني، وكذلك رفضه للوجود الفلسطيني في الأردن، كما انتقد اللاجئين السوريين المهاجرين، معتبرا أن معظمهم "من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية والنمط الحضاري الخاص في سوريا، وهكذا فإن خسارتهم لا تعد نزفا ديموغرافيا"، وفق ما جاء في مقال له في جريدة "الأخبار" اللبنانية، اعتذرت عنه لاحقا.

لكن ذلك برمته، كما يقول ياسين، لم يبلغ حد دعوة حتّر إلى العنف أو التحريض عليه، بل كان يدعو خصومه في كل المرات إلى التحاور.

وتعرض حتر لاعتداء في عام 1998 على خلفية آراء سياسية نجا منه بأعجوبة. ومؤخرا طلب منه أصدقاؤه بحسب ياسين، السفر إلى بيروت بعد تلقيه تهديدات بالقتل عقب إعادة نشر رسم كاريكاتيري على "فيسبوك"، اعتبروه مسيئا لكل الأديان، إلا أنه لم يستجب لتلك الدعوات.

ويذكر متابعون، بعضا من المواقف الجدلية للكاتب حتر، من بينها انقلابه على الشيوعية التقليدية منذ اعتقاله في 1979، وتصنيفه كزعيم لما سمي "بالليكود الأردني" وتأييده لقوننة قرار فك الارتباط بين الضفتين الشرقية والغربية، فيما دعا حتر مؤخرا إلى ما وصفه، عبر صفحته على "فيسبوك"، بـ"تطهير" المجتمع المسيحي من المرشحين الذين يخوضون الانتخابات على قوائم "جبهة النصرة"، في إشارة منه إلى المرشحين المسيحيين الذين ترشحوا على قوائم جماعة الإخوان المسلمين.

ويقول ياسين مجددا: "أعرف ناهض جيدا، اختلفنا في الآراء والمواقف السياسية والاجتماعية، نحن أصدقاء هو صديقي المسيحي وأنا صديقه المسلم، والدة ناهض لم تكن تطبخ في نهار رمضان حتى لا يتأذى جيرانها المسلمين، من قتل ناهض قتلنا جميعا".

وتخرج ناهض حتر، من قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية، وسجن عدة مرات على خلفية انتمائه للحزب الشيوعي، خاصة في الأعوام 1977 و1979 و1996، كما تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1998 أدت به إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية، حيث غادر بعدها إلى بيروت التي كان يتردد عليها.