رأي: لماذا على أمريكا استخدام تعبير "داعش" عوضاً عن ISIL أو ISIS

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
رأي: لماذا على أمريكا استخدام تعبير "داعش" عوضاً عن ISIL أو ISIS
Credit: afp/getty images

مقال للكاتبة ذيبة خان، المتخصصة في الأبحاث المتعلقة بتفاعل الإسلام مع الأعراق والسياسات والهويات. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتبة ولا يعكس بالضرورة رأي CNN.

لندن، بريطانيا (CNN) -- في رده على سؤال حول عدم استخدامه لتعبير الإرهاب الإسلامي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المجموعات المشابهة لداعش تحرف الإسلام وتشوهه وتدعي الدفاع عنه. وهو من موقعه لا يريد تكريس هذا الادعاء ما قد يؤدي أيضاً إلى إبعاد الحلفاء المسلمين عن القتال ضد هذه المجموعات.

وإذا كان الرئيس على حق، إلا أن البديل الذي اختاره ليس أفضل بكثير. فرغم أن معظم وسائل الإعلام الأمريكية تشير إلى المجموعة الإرهابية باسم ISIS أو الدولة الإسلامية، فإن الرئيس أوباما يسميها ISIL وهو اختصار لتسمية  “Islamic State of Iraq and the Levant” حيث يشير تعبير Levant إلى تعبير "سوريا الكبرى" والذي يشمل عدة دول على الساحل الشرقي للمتوسط.

وأيا يكن الدافع خلف اختيار أوباما لهذا التعبير، فإنه يكرس ادعاءات الإرهابيين تماماً مثل تعبير الإرهاب الإسلامي، وبالتالي فإن التسمية الأفضل هي داعش Daesh، التي يستخدمها حلفاء أمريكا في المنطقة والتي تصبح أكثر انتشاراً حول العالم.

تختصر كلمة داعش التسمية نفسها التي تختصرها كلمة ISIL، إلا أن أثرها يختلف تماماً في اللغة العربية. فالتسمية بالحروف الأولى ليست منتشرة في اللغة العربية كما هي الحال في اللغة الإنكليزية، وبالتالي فإنها تستخدم في مثل هذه الحالة لغرض معين، ذلك أن كلمة داعش تشبه إلى حد كبير كلمة "داعس" أي من يدوس ويسحق، وبالتالي فإن استخدامها يوحي تماما بعكس ما توحيه تعابير ISIS أو ISIL أو الدولة الإسلامية، والتي توحي بالقوة والسلطة الدينية.

وقد أثار هذا التعبير حفيظة الجماعة الإرهابية حيث هددت سابقاً بقطع لسان كل من يشير إليها بتعبير داعش، وقد يكون هذا السبب وحده كافياً لجعل إدارة أوباما تفكر باستخدام هذا التعبير.

يذكر أنه خلال السنوات الماضية، أصبح تعبير "داعش" مستخدماً بشكل كبير في العالم، لاسيما لدى قادة الدول الحليفة، بما فيها فرنسا والمملكة المتحدة واستراليا وتركيا، ومؤخراً روسيا. كما أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يستخدم خارجياً هذا التعبير، رغم أن الإدارة الأمريكية تتمسك باستخدام كلمة ISIL.

بعض المحللين يعيدون ذلك إلى أن هذه الكلمة العربية ستكون صعبة بالنسبة للشعب الأمريكي، ولكن الأمريكيين اعتادوا كلمة طالبان الأفغانية، وكلمة القاعدة العربية دون حاجة لاستخدام بديل باللغة الانكليزية، وإذا اتخذ الرئيس أوباما قراراً بتغيير التعبير الرسمي للإشارة إلى هذه الجماعة الإرهابية كجزء من استراتيجية شاملة، فلا شك أن البلاد ستتبع هذا التغيير.

وإذا كان الرئيس أوباما تحدث عام 2014 عن وجوب تفكيك وتدمير داعش، فإن هذه العملية يجب أن تبدأ بحرمانهم الحق باختيار تسميتهم.