مقتل السفير الروسي ومعارك حلب.. أين يكمن التأثير الشيشاني على موسكو؟

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
مقتل السفير الروسي ومعارك حلب.. أين يكمن التأثير الشيشاني على موسكو؟
Credit: afp/getty images

مقال لمراسل CNN، نيك باتون وولش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن اغتيال السفير الروسي سيكون بداية فصل طويل وكئيب لروسيا. القاتل صرخ دعما للضحايا في حلب، ولكن الجهة التي يمثلها القاتل لا تزال مجهولة، أو قد يكون قد تصرف من تلقاء نفسه.

مقتل السفير الروسي في أنقرة يمثل أحدث حلقة في الحرب الروسية ضد التطرف الإسلامي التي سبقتها عملية تفجير للطائرة الروسية في شرم الشيخ والتي كانت تقل 224 راكبا بينهم 219 روسيا.

ويعتبر حصار مسرح موسكو نورد أوست في 2002 ومذبحة مدرسة بيسلان في 2004، والتفجيرات الانتحارية التي لا تحصى في حفلات الروك أو محطات المترو محاولة سعي جزئي لتبرير العنف في المذبحة الروسية في الشيشان واستمرارية القمع في تلك الدولة.

ان أعمال روسيا في حلب التي تتضمن اتهامات استخدامها قنابل عنقودية تعكس تأثير الحروب السابقة في أماكن أخرى، ومرة أخرى إعادة روسيا لكونها هدف الجهاديون المفضل. فأسامة بن لادن ذهب الى أفغانستان لمحاربة القوات السوفيتية وهكذا بدأ تنظيم القاعدة. ويحمل آلاف المقاتلين من داعش والجماعات الجهادية الأخرى في العراق وسوريا جنسيات دول الاتحاد السوفيتي السابق وخاصة الشيشان، حيث كان رئيس العمليات العسكرية لداعش سابقا، أبوعمر الشيشاني، من أصول شيشانية.

لا تزال حروب روسيا في الشيشان قائمة، فالحرب الأخيرة التي انتهت في 2001، تبعتها "عمليات تنظيف" جرى خلالها اعتقال عسكريين واعدامهم. وقالت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان إن الحكومة الروسية لم تقدم أي تفسير. ويبدو ان الكثير من المسلحين الذين يهاجمون المنشآت الحكومية الروسية في جنوب روسيا قد تعهدوا بالولاء لداعش.

وفي نهاية هذا الأسبوع، ظهرت مشاهد لشرطي قام بإطلاق النار في وسط شوارع غروزني، عاصمة الشيشان، مما أدى الى قتل 7 مسلحين و3 شرطيين. وقالت صحيفة روسية أن هذا الهجوم يمثل علامة على بداية الانتفاضة ضد الحكومة الروسية المدعومة هناك.

ان أفعال روسيا في سوريا تخدم غرضين، أولا استغل الرئيس الروسي بوتين فراغ التدخل الأمريكي لإنعاش مكانة روسيا باعتبارها صانعة قرار في الشرق الأوسط. وثانيا، لأن موسكو تسعى لمهاجمة الجهاديين الذين فروا من أراضيها إلى الخارج في سوريا والعراق، وضربهم في الخارج سيكون أفضل من مهاجمتهم في روسيا.

وقد لا تمثل هذه الأغراض سياسة ناجحة، في حال تكرار حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة.

ويعتقد الكثير من مسؤولي الأمم المتحدة أن روسيا تنوي الاستمرار في استخدام قوتها العسكرية في سوريا لدفع المعركة الى الشمال الغربي ومواجهة المتمردين في إدلب. وسيجد الكثير من المدنيين الذين فروا من حلب أنفسهم في وسط هذه المعركة المحتملة في المستقبل.