ما حقيقة صلة أبو قتيبة الأردني بأحداث قلعة "الكرك" ؟

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
ما حقيقة صلة أبو قتيبة الأردني بأحداث قلعة "الكرك" ؟
Credit: CNN

الكرك، الأردن (CNN)-- كشفت المعلومات التي نشرت في أعقاب أحداث قلعة الكرك في 18 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، عن إدانة أعضاء الخلية الإرهابية الأربعة الذين نفذوا هجومهم المسلح، في وقت سابق بمحاولة أو التسلل إلى سوريا وبعضهم نفذت بحقه أحكام بالسجن على خلفية قضايا تعاطي مشروبات كحولية ومخدرات.

00:47
شاهد.. آثار عملية أمنية في قريفلا بالأردن

القضية التي لم تعلن الجهات الرسمية عن تفاصيلها الكاملة للان، وبدأت في بلدة القطرانة التي انكشفت فيها أفراد الخلية بمحض صدفة، أعادت في بعض التقارير إلى الواجهة اسم أبو قتيبة الأردني، أحد المقاتلين العرب في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي إلى مقدمة الأحداث، لجهة صلته بخلية الكرك، إثر مساهمته بتجنيد شبان من محافظة الكرك (140 كيلومترا جنوب العاصمة)، للقتال في سوريا والعراق ونشر الفكر "الداعشي"، وسط تشكيك مصادر من عائلته لـCNN بالعربية بتلك الصلة المباشرة خلال زيارة بلدة القصر مقر أعضاء الخلية وتبعد نحو 25 كيلومترا عن مركز المدينة.

وأبو قتيبة أو عبدالمجيد إبراهيم المجالي العائد عام 1991 للأردن، يخضع اليوم للرعاية الطبية في أحد مراكز الطب النفسي، ولم ينه محكوميته في القضية الأخيرة التي سجن فيها في 2014، لإدانته بالتجنيد، إلا أنه كان على اتصال مع اثنين من أعضاء الخلية، النسيبين محمد القراونة ومحمد الخطيب في وقت سابق من سجنه، بحسب شقيق أبو قتيبة عبد الله المجالي أو أبو معاذ، مرجحا أنها تعود إلى 4 سنوات مضت.

ويقول أبو معاذ، في مقابلة مع CNN بالعربية، إن شقيقه أبو قتيبة، ليس " الأب الروحي" لأعضاء خلية الكرك التي ضمت أيضا الشقيقين حازم وعاصم أبورمان، منوها إلى أن "خبرته الجهادية" في أفغانستان" التي تردد عليها منذ 1986، وتولى فيها حكم إحدى المقاطعات في ولاية غزني وصلته بأسامة بن لادن وأبي مصعب الزرقاوي، أسهمت جميعا بتجنيد ما يصفه "بعدد محدود من الشبان" للقتال في سوريا والعراق.

شكل خروج أبو قتيبة إلى أفغانستان مفاجأة لعائلته لاقتصار تعليمه على المرحلة الابتدائية، وتغيب عنها للمرة الأولى لنحو 3 سنوات قبل عودته إلى الأردن للزيارة، رغم تزويجه في محاولة من والديه لتشجيعه على الاستقرار والبحث عن عمل، فيما كان شقيقه أبو معاذ قد علم عنه بمحض الصدفة عبر لقاء بالأردني عبدالله عزام في الرياض نهاية الثمانينات، وأبلغه بأمره، وأخذ يتردد على البلاد حتى عودته النهائية في 1991.

ويقاتل قتيبة الابن الأكبر لعبد المجيد في صفوف تنظيم داعش في سوريا اليوم، فيما كان ابنه يوسف من المقاتلين العائدين، والذي سجن لما لايزيد عن 3 أشهر، ونقل بعض أقرباء أبو قتيبة عنه، اعترافه بأنه لم يأبه لتسلل قتيبة ويوسف للقتال في سوريا، واصفها إياهم حينها "بالعفاريت".

حوكم أبو قتيبة عقب عودته من أفغانستان عدة مرات أولاهما اتهم فيها بالانضمام إلى ما سمي حينها تنظيم "جيش محمد"، فيما يقول أبو معاذ للموقع حول الأشهر التي سبقت محاكمة شقيقه الأخيرة: "قبل الحكم على أبو قتيبة في القضية الثانية بنحو 6 أشهر في 2014 لم يعد يبادلني الحديث وكان يرفض الصلاة خلفي إذا توليت الإمامة وكان يرفض أن يأكل من زادي، لكنني لا يمكن أن أجزم أن له دور في تجنيد أعضاء خلية الكرك."

رغم شح الاتصال بين أبو معاذ وشقيقه أبو قتيبة منذ مرضه الأخير، إلا أن عبارة "ألا تنطلق رصاصة واحدة على الأرض الأردنية" رددها أبو قتيبة قبل سجنه وفقا لأبي معاذ، وأوضح قائلا: "كان لأبي قتيبة عقلية وتفسيرا خاصا لتحرير الأمة كما كان يسميه، نعم كان له دور في الإقناع والتجنيد إلى سوريا والعراق قبل سجنه الأخير، ومعظمهم قتلوا، الآن يتحرك بصعوبة، لكنني سمعتها منه " يجب ألا تنطلق طلقة واحدة على الساحة الأردنية".

وأضاف: "كان يقول نحن نريد القتل لأهل القتل، أما نحن لا توجد لدينا نية للقتل داخل الدولة الأردنية"

وعن الاتصالات المحتملة بين أبو قتيبة وأعضاء الخلية، حيث أخفق الشقيقان في التسلل إلى سوريا، فيما استطاع القراونة والخطيب ذلك واعتقلا لاحقا على إثرها لأشهر، استبعد أبو معاذ التواصل بين أبو قتيبة والشقيقين، فيما رجح أن تكون الاتصالات مع الخطيب والقراونة قد أجريت، لكن مع بداية الأحداث في المنطقة.

وأضاف: "نستطيع القول أن هناك فترة أربع سنوات ونصف لم يكن هناك أي اتصالات، وأجزم أن الشقيقين لم يكن بينهم اتصال وأن الاتصال كان بين القراونة والخطيب عندما سافروا إلى العراق وسوريا".

ويبحث بعض الشبان عن الإثارة والمغامرة في القتال مع التنظيمات الارهابية، بحسب اعتقاد أبو معاذ، الذي رأى أن ذلك شكل أحد أسباب خروج النقيب في سلاح الجو أحمد عطالله المجالي، ابن خال الشقيقين أبو رمان، والذي خرج إلى سوريا في 2013 وقتل في 2014.

وعن خروج النقيب أحمد قال: " النقيب أحمد لم يكن له علاقة بداعش مطلقا وذهابه إلى سوريا كان صدمة، كان يرغب بتغيير موقعه في العمل ولم ينجح، أعرفه معرفة حقيقية كانت لحظة هروب".

وحتى بداية الأسبوع، تشكلت لجنة نيابية في البرلمان الأردني لتقصي الحقائق حول أحداث الكرك التي راح ضحيتها 10 قتلى بينهم 7 من رجال الأمن، فيما ترجح تقارير صحفية إجراء تعديل حكومي وشيك خلال أيام على خلفية الحادثة.