هل تنجح الأمهات العاملات في تربية أطفالهن؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
هل تنجح الأمهات العاملات في تربية أطفالهن؟
Credit: PHILIPPE HUGUEN/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كيف تتمكن الأمهات العاملات من تسوية أمور حياتهن الأسرية والمهنية وخلق نوعاً من التوازن، وما هو شكل الدعم الذي تطلبه تلك النساء، والأمور التي يسعين باجتهاد لوضعها على المسار الصحيح.

ورأت غالبية الأمهات العاملات أن النجاح في عملهن يترافق مع القدرة على دفع تكاليف رعاية أولادهن وأجر مربيات الأطفال، الأمر الذي يعد رفاهية لا تتمكن الكثير من الأمهات من تحمل عبء تكاليفها.

وقالت روزي بوب، وهي أم عاملة أسست مركز للأمومة، فضلاً عن تأليف كتاب "ذكاء الأم: الدليل الكامل للحمل"، بالإضافة إلى افتتاح متجرها في اليوم الذي أنجبت فيه طفلها الأول، إن عملها يبدأ على متن القطار قبل الوصول إلى مكتبها. وأضافت بوب أنها تعود إلى منزلها بعد الانتهاء من دوام العمل، للاهتمام بأطفالها. وتبقى مستيقظة بعد أن يذهب جميع أطفالها إلى الفراش وحتى منتصف الليل لإنهاء عملها."

وأكدت بوب أنها لم تكن لتتمكن من القيام بذلك، من دون دعم زوجها. أما ما يجعل أمور حياتها اليومية أسهل، فيتمثل بوجود مربية أطفال.

وبرأيها، فالصعوبات التي تواجهها الأمهات الأخريات تتمثل بعامل الثقة بالنفس. وعبرت بوب عن أحاسيسها قائلة: "في بعض الأيام، أجد من الصعب أن أكون أم غير موجودة في المنزل. لكن، أحاول أن أنجح في عملي رغم أني أشعر بحزن كبير عندما يمسك أطفالي بساقي بينما أغادر المنزل إلى العمل،" مضيفة: "أواجه صعوبة في تعلم كيفية العيش لحظة بلحظة، فعندما أكون مع أطفالي أفكر بالعمل، وفي العمل أفكر في أطفالي."

من جهتها، قالت ريتشيل هروسكا ماكفيرسون، وهي مؤسسة موقع "غيست أوف غيست" الذي يسجل الشاردة والواردة حول المشهد الاجتماعي في نيويورك، ومتزوجة من مسؤول أحد الفنادق في نيويورك ولديها طفلين تحت سن الثالثة، إنها هي وزوجها محظوظين بسبب مرونة جدول أعمالهما، إذ يقضيان فترة الصباح بمثابة أسرة واحدة، وهي تبذل جهدها أن تتواجد في المنزل آخر اليوم للاهتمام بأطفالها وقضاء بعض الوقت معهم.

وأوضحت ماكفيرسون أن وجود مربية أطفال لديها، يسمح لها بالكثير من المرونة، مضيفة أن "إحدى الصعوبات التي أواجهها كأم عاملة تتمثل بالتفكير بمستقبل الأطفال ورعايتهم، وفيما اذا كانت هذه المدرسة أو تلك الحضانة أو غيرها هي الأفضل خصوصاً في مدينة مثل نيويورك."

ولتسهيل أمور حياتها المهنية والأسرية، قامت ماكفيرسون بنقل مكتبها إلى مكان بالقرب من المنزل، إذ كانت تستغرق 45 دقيقة يومياً من وإلى العمل.

وأوضحت ماكفيرسون: "الآن أتيحت لي الفرصة حتى يكون أبنائي جزءاً من حياتي، والظهور أمامهم بمثابة أم عاملة ومديرة ومسؤولة، حتى يتعلموا ثقافة احترام المرأة."

ولفتت ماكفيرسون إلى أن موقعها التنفيذي يرتب على عاتقها مسؤوليات عدة، "فعندما تكون حياة الناس بين يديك، من الصعب أن لا أفكر بالعمل وأنا في المنزل. وأحاول تجنب إستحضار مشاكل العمل في المنزل."

وتبدأ زانا راسي روبرتس، وهي مصممة أزياء، ومحررة في مجلة "ماري كلير" للموضة، ومراسلة لـ "إي نيوز"، و"ذا تودي شو"، ومستشارة في "بروجكت رنوي أوول ستارز"، وأم لابنتين توأم حديثي الولادة، روتين حياتها اليومي عندما تستيقظ الساعة السادسة صباحا لارضاع طفلتيها، ومن ثم الذهاب إلى العمل.

وأضافت روبرتس أنها وزوجها يعملان بمثابة فريق في شوؤن العمل وإدارة المنزل، إذ لدى زوجها عمل خاص في المجال ذاته، ما يمنحه حرية الخروج من العمل والحضور إلى المنزل للاهتمام بالطفلتين.

ورغم أن روبرتس وصفت مربية الأطفال التي تهتم بطفلتيها بأنها رائعة، وهي منقذتها الوحيدة، إلا أنها رأت أن المشكلة الرئيسية التي تعيشها كل أم عاملة بوجود مربية تهتم بأطفالها، تتمثل بالشعور بالذنب. وقالت "تشعر الأم بأنها أنانية." لكنها تحاول جاهدة تقديم الأفضل في المنزل والعمل معاً.

ووصفت ماكفيرسون التغير في حياتها قائلة "بينما كنت في موقع التصوير، وفي دورة المياه، كنت أستعمل مضخة الثدي في يدي، وأتكلم على الهاتف على مكبر الصوت، وأكتب رسائل نصية للمربية بيدي الأخرى، وعندها نظرت إلى المرآة وضحكت على ذاتي، ثم فكرت بأني من أصنع الخيارات التي تناسبني، وتلك كانت اللحظة التي أدركت فيها أن حياتي قد تغيرت."

وأشارت ماكفيرسون إلى أن المرونة تعتبر مطلباً أساسياً للتاقلم والتوفيق بين شؤون العمل والمنزل. وقالت: "أنا أعمل على مسألة إدارة الوقت، عائلتي في المقام الأول، وعطلة نهاية الأسبوع مقدسة بغض النظر عما سيطرأ في العمل."