هل تفلح دودة "سوسة النخيل" في مواجهة المجاعة في أفريقيا؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
هل تفلح دودة "سوسة النخيل" في مواجهة المجاعة في أفريقيا؟
Credit: Junior D. Kannah/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتميز قارة أفريقيا بتنوع حقيقي، وعمق متميز في الثقافات، في ظل ما تشهده من أزمات سياسية، وإنسانية، واقتصادية. وبالنظر إلى كنوزها الطبيعية وتنوعها البيئي، توفر القارة الأفريقية علاجات للكثير من الآفات والأمراض، فضلاً عن اكتشاف حلول جذرية للقضاء على الفقر، والمجاعة، وسوء التغذية.

ومن المتوقع، أن تساهم دودة "سوسة النخيل" وهي من الحشرات الزاحفة الصغيرة جداً، في علاج الكثير من الأمراض التي يواجهها العالم النامي، فضلاً عن دورها في القضاء على مشكلة المجاعة وسوء التغذية، وخفض مستويات غاز ثاني أوكسيد الكربون في العالم.  

وأطلق محمد عاشور برنامج "أسباير" بالتعاون مع أربعة طلاب في كلية إدارة الأعمال، في جامعة ماكغيل، بهدف تحفيز زراعة الحشرات في البلدان التي يعاني سكانها من المجاعة، والتي تستهلك شعوبها الحشرات في نظامها الغذائي.

وحاز "أسباير" الذي يعتبر برنامجاً رائداً في غانا على جائزة "هولت" في العام 2013، فضلاً عن ما قيمته مليون دولار من التمويل.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 75 في المائة من الأطفال ما قبل مرحلة المدرسة، وحوالي نسبة ثلثي النساء الحوامل في غانا، تعانين من مشكلة فقر الدم. 

وقال الباحث الزراعي في مركز أبحاث المحاصيل الزراعية والغابات التابع لجامعة غانا، الدكتور كليمنت أكوتسن- مينساه، إن "الغذاء الأساسي في المجتمع الريفي يتكون من مواد نشوية، نظرا لعدم توفر المأكولات الغنية بالبروتين، فضلاً عن افتقار النظام الغذائي إلى الأسماك واللحوم، ما يسبب نقصاً حاداً في التغذية،" مضيفا أن "سوسة النخيل يمكن أن تكون بمثابة مكمل غذائي جيد."

وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء "الفاو" في العام 2013 تقريراً يؤيد استهلاك الحشرات في جميع أنحاء العالم. وأظهر التقرير أن مادة البروتين في دودة "سوسة النخيل" تساوي النسبة ذاتها الموجودة في اللحم البقري، فيما ترتفع مستويات عناصر غذائية أخرى ومن بينها الحديد والبوتاسيوم والزنك والأحماض الأمينية في "سوسة النخيل،" بالمقارنة مع العناصر الغذائية ذاتها الموجودة في اللحم البقري.

وأوضح عاشور أن النساء ترفضن تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية اللتي تقدمها الحكومة، لافتاً إلى أن المشروع يهدف إلى "تقديم الغذاء الذي تحتاجه النساء والأطفال بطريقة مقبولة اجتماعياً وثقافياً."

وتجدر الإشارة، إلى أن بعض السكان في المنطقتين الشمالية والشرقية في غانا، باتوا يعتمدون على "سوسة النخيل" في نظامهم الغذائي.

وفي هذا السياق، قال عاشور إن "سوسة النخيل لم يتم الاعتماد عليها بعد كمصدر غذائي أساسي في جميع أنحاء غانا، ولكن في المقابل، يتم الاعتماد عليها بشكل كبير في بعض المناطق المعينة."

ورأى مؤسس "أسباير" أن هناك زيادة في حجم الطلب يرافقه انخفاض في حجم العرض، بسبب الاعتماد على حصاد الحشرات يدوياً. ويقدم "أسباير" أساليب محددة في زراعة الحشرات لزيادة فرصة الحصول على مصدر غذائي رخيص يحتوي على مادة البروتين، فضلا عن توفير مصدر دخل جيد للسكان الذين يعانون من حالة فقر مدقع في غانا.

وعمد "أسباير" إلى تنفيذ المشروع واستهداف المزارعين في المناطق الريفية وشبه الحضرية بسبب وفرة الأراضي وقلة فرص العمل. ويقدم البرنامج المواد اللازمة والتدريب المجاني إلى المزارعين، فضلاً عن تسويق دودة "سوسة النخيل" في جميع أنحاء البلاد، والسعي إلى إنتاج مواد غذائية مثل الطحين تحتوي على "سوسة النخيل."

من جانبه، قال أكوتسن-منساه إن "الاستخدام المتعدد لدودة سوسة النخيل بمثابة مصدر للغذاء والدخل معاً، يؤدي إلى زيادة تأثيرها الاقتصادي والإيجابي."