رأي... عرب أفريقيا يرفضون الوصاية وحياتو يدعم بلاتر بأصوات انتخابية لا يملكها

رياضة
نشر
5 دقائق قراءة
رأي... عرب أفريقيا يرفضون الوصاية وحياتو يدعم بلاتر بأصوات انتخابية لا يملكها
Credit: KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images

هذا المقال كتبه الصحفي طارق عوض، من صحيفة الجمهورية المصرية، وما ورد فيه يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر الشبكة.

القاهرة، مصر (CNN) --  أعلن عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، "كاف" دعم جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والمرشح من جديد للحفاظ على هذا المنصب لدورة انتخابية أخرى، في الوقت الذي لا يملك فيه حق الوصاية على كل الأصوات لمنحها للمرشح السويسري.

حياتو واصل إعطاء الوعود الوردية لبلاتر، مع مزيد من التصريحات النارية التي كان أهمها، أن أصوات أعضاء الجمعية العمومية للكاف، وعددها 54 دولة، ستدعم الرئيس الحالي للاتحاد الدولي، وهو بلاتر، في انتخابات رئاسة "فيفا" المقبلة في 29 أيار/مايو المقبل.

ولكن يبدو أن هذا الأمر بعيد المنال عن حياتو، الذي لا يضمن كل أصوات أفريقيا لبلاتر، بسبب المشاكل العديدة بين الاتحاد الأفريقي ودول الشمال الأفريقي التي ترفض الإعلان علانية عن نيتها لدعم بلاتر.

المثير أن حياتو يسير على نفس الطريق الذي يسير عليه بلاتر، والذي يسعى من خلاله إلى الحفاظ على منصبه حتى أجل غير مسمى، وهذا وضح جليا من خلال إلغاء السن القانونية لرئيس الاتحاد، البالغة 70 عاما، بعد أن كان النظام الداخلي في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يمنع حتى على الأشخاص الذين تجاوزوا السبعين عاما من الترشح لأي منصب في اللجنة التنفيذية.

ويرأس حياتو، البالغ من العمر 68 عاما الاتحاد الإفريقي منذ عام 1988، وقد أعيد انتخابه لولاية سابعة على التوالي عام 2013، وها هو الأمر يتكرر مع بلاتر الذي يبلغ من العمر 79 عاما، ويتطلع للحصول على رئاسة الفيفا لولاية خامسة.

وحتى الآن، يحاول رئيس الكاف الحصول على أصوات الشمال الإفريقي لصالح بلاتر، ولكن كثيرين يشككون في إمكانية حصول ذلك، بسبب مواقف عيسى حياتو مع هذه الدول من جهة، وشعورها بالحرج من جهة أخرى، نظرا لأن هناك مرشحا عربيا يدخل السباق هذه المرة وهو الأمير علي بن الحسين.

المغرب يواجه مشاكل ايقاف بسبب قرار الاتحاد الأفريقي باستبعاده من بطولة أفريقيا لفترة طويلة، بعد أزمة إيبولا الأخيرة، ورفض المغرب تنظيم البطولة خوفا من تفشي الوباء في البلاد خاصة وأن هذا القرار لم يكن للمغرب أي يد فيه، بل على العكس، كات يطمح في التنظيم لولا الظروف الصعبة التي أحاطت بإقامة البطولة على أرضه.

ورغم اعتذار المغرب، إلا أن حياتو رفض وبشكل قاطع منح التنظيم للجزائر، التي شهد منتخبها تألقا لافتا في مونديال البرازيل، وكان لعاملي الأرض والجمهورالنصيب الأكبر من أن تستطيع الجزائر انتزاع اللقب بعد غياب دام أكثر من 25 عاما وضمان نجاح كبير للبطولة.

وفي مقابل ذلك منح حياتو التنظيم إلى غينيا الاستوائية التي لم تكن في الحسبان على الإطلاق رغم جاهزية الجزائر لاستضافة الحدث الكبير.

أما تونس فكيف تعد حياتو بأن تمنح صوتها لبلاتر بعد الظلم التحكيمي الفادح الذي تعرضت له في بطولة الأمم الإفريقية 2015 أمام غينيا الاستوائية صاحبة الأرض ولم يحرك حياتو ساكنا في رفع الظلم عن نسور قرطاج.

أما مصر، فربما لا يفرض عليها حياتو التصويت لصالح بلاتر أو غيره، إذ أن صوت مصر لا يتمثل فقط في هاني أبو ريدة عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا و"الكاف" والمعروف بمساندته لحياتو، لكن حتى الآن لم تعلن مصر أنها ستمنح صوتها بشكل رسمي للمرشح السويسري. بل ان مصر رحبت بترشيح الامير علي نفسه لرئاسة الفيفا.

هذه الأمور تخص الشمال الإفريقي فقط، فيما لا تزال هناك العديد من الدول الإفريقية التي لا تزال تعاني من أزمات مع الكاف مثل زيمبابوي ودول آخرى بسبب مواقف الاتحاد الإفريقي ضدها في الفترة الأخيرة.

فالاتحاد الدولي لكرة القدم كان قد قرر استبعاد زيمبابوي من تصفيات كأس العالم 2018 لأسباب مالية، بعد أن عجزت عن دوفع راتب مدربها السابق جوزيه كلاوديني، ولم يتدخل حياتو من قريب أو بعيد لرفع الحرج عن زيمبابوي.

كل هذه الأمور تجعل من تصريحات عيسى حياتو "وردية" وتضعها ضمن بند "الوعود" الانتخابية البراقة لأن بها قدرا كبيرا من التسرع، وعدم قياس الأمور بشكل صحيح، لتكون في النهاية مجرد وعود مثلها مثل الوعود نفسها التي حصل عليها حياتو من قبل حينما قام بترشيح نفسه لرئاسة الفيفا أمام بلاتر في 2002 وفشل فشلا ذريعا.