عمر السومة...حكاية المائة هدف مع الأهلي والنزاع السوري السعودي عليه

رياضة
نشر
6 دقائق قراءة
عمر السومة...حكاية المائة هدف مع الأهلي والنزاع السوري السعودي عليه
Credit: alahli/official twitter

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – عمر جهاد السومة، ابن مدينة دير الزور السورية، واللاعب الذي شق طريقه الصعب نحو النجومية ليثبت أنه رقم صعب في مركز رأس الحربة ويؤكد أنه لاعب من طراز عالمي داخل منطقة جزاء الخصوم. دخل السومة تاريخ النادي الأهلي السعودي بتسجيله هدفه رقم 100 مع الفريق في المباراة التي جمعت "الراقي" بنادي وج، في الدور ربع النهائي لكأس الملك في السعودية، فمن هو السومة وكيف لمع في سماء الكرة السعودية والعربية؟

ولادته ونشأته

ولد عمر في مدينة دير الزور الواقعة شرق سوريا والقريبة من العراق، في 28 مارس/ آذار من عام 1989، وبدأ شغفه بكرة القدم وهو بعمر الـ12 عاماً، حين انضم إلى النادي الأبرز في المدينة وهو الفتوة أو "الازوري" كما يحلو لجماهيره تسميته.

صعد "أبو خطاب" إلى الفريق الأول للمرة الأولى في موسم 2008/2009 وكان يبلغ من العمر حينها 18 عاماً، وبقي مع الفريق حتى عام 2011، حين ساءت الأوضاع الأمنية في سوريا، ليحط الرحال في القادسية الكويتي.

سجل السومة 22 هدفاً في الدوري السوري مع الفتوة في 39 مباراة لعبها مع الفريق، ما جعله أحد أبرز المهاجمين في بلاده خلال تلك الفترة، رغم أن نجوميته لم تكن قد ولدت بعد.

القادسية

حط عمر رحاله في الكويت مع الزعيم القدساوي في أغسطس/ آب من عام 2011 وذلك بعد أن كان قد توقف الدوري السوري بسبب الأحداث المندلعة في البلاد منذ مارس/آذار من نفس العام.

لعب السومة مع القادسية لثلاثة مواسم وهي 2011/2012 و 2012/2013 و2013/2014، إذ شارك في 68 مباراة مع الفريق الأصفر وسجل 43 هدفاً، كما حقق مع الفريق العديد من الإنجازات المحلية وعلى رأسها لقب الدوري الكويتي لموسمين ولقب كأس الأمير مرتين وكأس ولي العهد مرتين وكأس السوبر الكويتي في مناسبتين.

لفت المهاجم البالغ من العمر 25 عاماً حينها، أنظار الأندية الخليجية وعلى رأسها النادي الأهلي السعودي، الذي نجح في ضمه لصفوفه في موسم 2014/2015، لتبدأ حكاية المائة هدف.

الأهلي وحكاية المائة هدف

لعب السومة للأهلي رغم أنه اعترف بأنه كان متابعاً للهلال في الدوري السعودي، وسجل أول أهدافه مع ناديه الجديد في المباراة التي جمعت الفريق الملكي بهجر في 16 أغسطس/ آب من عام 2014.

حقق عمر لقب هداف الدوري السعودي في أول موسم له مع الأهلي إذ سجل 22 هدفاً في الدوري، بالإضافة إلى تسجيله لثلاثة أهداف في كأس ولي العهد وستة أهداف في دوري أبطال آسيا، ليكون المجموع 31 هدفاً، كما حقق لقب كأس ولي العهد في ذلك الموسم.

لم يكتف السومة في الحفاظ على مستواه في الموسم الثاني مع الأهلي، بل طوره وعقد العزم على أن يساعد الفريق على تحقيق الألقاب، وهو ما تحقق بالفعل، إذ فاز بلقب الدوري الذي غاب عن خزائن النادي لمدة 32 عاماً، وسجل السومة في الدوري 27 هدفاً، ليصبح أول لاعب يتعدى حاجز الـ20 هدفاً في موسمين متتاليين في الدوري السعودي.

ولم يكتف السومة بلقب الدوري مع الأهلي، بل حقق أيصاً لقب كأس الملك، وتسلّم الميدالية من الملك سلمان بن عبد العزيز، كما فاز بلقب كأس السوبر السعودي مع الأهلي، ليحصد لقب أفضل لاعب في الموسم، بعد أن سجل هدفين في كأس ولي العهد وأربعة أهداف في كأس الملك وهدفاً في دوري أبطال آسيا، ليسجل 34 هدفاً في موسمه الثاني مع الأهلي.

يخوض "أبو خطاب" حالياً موسمه الثالث مع الأهلي، وشهدت مباراة فريقه مع فريق وج في ربع نهائي كأس الملك تسجيله الهدف رقم 100 في مسيرته مع الفريق الأخضر، بعد أن سجل خلال الموسم الحالي حتى الآن 22 هدفاً في الدوري وسبعة أهداف في كأس ولي العهد وثلاثة أهداف في كأس الملك وهدفين في دوري أبطال آسيا، ليصل إلى مجموع 35 هدفاً قابلة للزيادة في ما تبقى من الموسم.

النزاع السوري السعودي

يثير السومة جدلاً واسع النطاق بسبب عدم تمثيله لمنتخب بلاده الأول، وذلك لأنه لم يكشف عن السبب الذي جعله يتخذ هذه الخطوة رغم أنه عبر عن رغبته في اللعب مع "نسور قاسيون" في عدة مناسبات، إلا أنه أرجع سبب عدم ارتدائه لقميص المنتخب السوري إلى أسباب خاصة.

قبل أشهر قليلة، كشف المشرف العام على كرة القدم في النادي الأهلي، طارق كيال، في مقابلة على قناة "MBC" أن النادي قدم طلباً بتجنيس عمر السومة ومنحه الجنسية السعودية من أجل تمثيل المنتخب السعودي، وهو الأمر الذي أكد مدير المنتخبات السورية، فادي الدباس، لـCNN أنه لن يحدث، لأن الأمر يحتاج لموافقة الاتحاد السوري على هذه الخطوة وهو الأمر الذي لم يتم.

يُرجع قسم من الجماهير السورية قضية عدم التمثيل السومة لمنتخب بلاده، إلى أسباب سياسية، في حين يرى قسم آخر أنه مجبر على عدم تمثيل المنتخب لأنه يلعب لفريق سعودي، ويختلف السوريون فيما بينهم على رأيهم بهذه القضية إذ يتفهم البعض قرار اللاعب في حين يرى القسم الآخر أنه فضل الأموال على تمثيل وطنه، في الوقت الذي يشجع قطاع آخر من الشعب السوري السومة على رفض تمثيل المنتخب لأنه يمثل النظام السوري ولا يمثل الشعب.

ويبقى السؤال المطروح في الأوساط الإعلامية والكروية السورية، هل سيلعب السومة للمنتخب السوري في حال تأهله إلى كأس العالم 2018 في روسيا؟ وهل يجب على المدرب أن يستدعيه حينها؟ في حين لا زال البعض الآخر يطالب السومة بتوضيح سبب رفضه للمنتخب قبل فوات الأوان، فهل سيجيب؟