فيلم "طهران تابو"..الرذيلة والعفة في شوارع إيران

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة
فيلم "طهران تابو"..الرزيلة والعفة في شوارع إيران
Credit: peccadillo pictures

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صناعة الأفلام في إيران ليست بالأمر السهل، وتبعد كل البعد عن كونها مجرد مهنة بسيطة. 

وبات المخرجون وكتاب السيناريو في إيران، لديهم الكثير من الإلمام بكيفية استخدام الاستعارات للتعبير عن الحقيقة. لكن ماذا عن صانعي الأفلام في الشتات؟ لا شك، بأن حرياتهم التحريرية تأتي أيضاَ مع تحديات أخرى: كيفية تصوير إيران بدقة خارجها. المخرج علي سوزونده وفيلمه "طهران تابو"، الذي احتل العناوين الرئيسية يلقي نظرة على حياة المدينة.

فيلم "طهران تابو"..الرزيلة والعفة في شوارع إيران
Credit: peccadillo pictures

يبدأ فيلم سوزنده في موقع مألوف ولكنه مثير للذكريات: في المقعد الخلفي لسيارة أجرة تجوب العاصمة. كما أنه المكان الذي انطلق منه فيلمان كلاسيكيان في السينما الإيرانية، "تاكسي" (2015) لجعفر بناهي و "طعم الكرز" (1997) للراحل عباس كيارستامي.

بعد ظهور الفيلم للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي في العام 2017، عُرض فيلم "طهران تابو" في الكثير من البلدان من حول العالم، ويصل حالياً إلى المملكة المتحدة، ولكن في السينما الإيرانية، ما زال الفيلم غائباً.

في الفيلم، يجلس سائق الأجرة خلف عجلة القيادة ويساوم امرأة شابة يرافقها ابنها الصغير على ثمن ممارستها الجنس.

ويلقي المخرج الإيراني من خلال عمله الضوء على العديد من القضايا مثل المخدرات، وشرب الخمر، والجنس خارج نطاق الزواج، والفساد، والإجهاض، والانتحار.

وقال سوزنده لـCNN إن "هذه المواضيع من المحرمات الكبيرة في ثقافتنا، أي الثقافة الإيرانية، وخصوصاً إظهار المشاكل إلى العلن".

فيلم "طهران تابو"..الرزيلة والعفة في شوارع إيران
Credit: peccadillo pictures

وبسبب استحالة تصوير الفيلم في طهران، فقد اعتمد سوزنده على تقنية الروتوسكوب، أي الرسوم المتحركة، والتي تتضمن خلفيات رقمية، دُمجت فيما بعد مع المشاهد، لتُشبه الطرقات في طهران.

وأوضح سوزنده الذي ترك وطنه في العام 1995، ويعيش الآن في ألمانيا، لكن عائلته لا تزال في إيران.: "كمخرج أعيش خارج إيران، أنا حر في سرد ​​القصة بشكل مباشر".

ولكن، هل تسبب فيلمه في مشاكل لعائلته؟ قال المخرج الإيراني: "ليس بعد، لا". ويُذكر، أنه لم يكن هناك طلب لتوزيع الفيلم في إيران، لكنه نقطة خلافية بحسب قوله، مشيراً إلى أنه ربما لن يُسمح أبداً.

ويصر سوزانده على أن فيلمه ليس انعكاسًا لكل طهران، بل "انعكاس لجزء منسي في المجتمع".

ولكن بعد غياب طويل، هل يُوجد خطر من أن طهران الحالية تختلف اختلافاً ملحوظاً عن المدينة التي يتذكرها؟

يبدو أن الأمر ليس كذلك، إذ يواظب المخرج على تثقيف نفسه من خلال قراءة المدونات، ومشاهدة YouTube، ومقابلة الطلاب الإيرانيين، واللاجئين، ورجال الأعمال الذين يزورون أوروبا. وفي هذا السياق يقول: "بعض الأشياء تغيرت، فيما بقيت أشياء أخرى على حالها".

فيلم "طهران تابو"..الرزيلة والعفة في شوارع إيران
Credit: peccadillo pictures

ويضيف سوزنده: "يجد الشباب دائمًا (مساحة) خالية من السيطرة"، مشيراً إلى أنه "يمكنك دائما العثور على حفلات سرية، وشراء المخدرات والكحول في كل مكان."

وفي الواقع، تشهد إيران ارتفاعاً في نسبة استخدام الهيروين، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بيانات صدرت العام 2015، فإنه يُوجد ما يقدر بنسبة 3.3 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاماً في إيران يستخدمون المواد الأفيونية، وهو أعلى معدل لأي بلد مدرج ضمن القائمة وأكثر من ثلاثة أضعاف النسبة في الولايات المتحدة.

أما الإنتاج المرتفع للأفيون في أفغانستان، ووجود إيران على طول الطريق الرئيسي لتهريب الهيروين في العالم، فقد يكون من العوامل الأساسية.

وقال المخرج الإيراني: "أعتقد أنه من المهم أن تكون ملماً بكل ما يحصل من جديد، لكن القصة التي أريد أن أقولها هي قصة خالدة".

ويُذكر، أن النقاش عبر الإنترنت حول فيلم "طهران تابو" كان شرساً. ولا يعتقد سوزنده أن "طهران تابو" هو قصة سياسية، وليست قصة إيرانية بالتحديد، مشيراً إلى أن القصة يمكن أن تحصل في أي مكان.

ومع ذلك، يريد المخرج من الإيرانيين في إيران أن يروا فيلمه. ولقد أُخبر بأن نسخاً من الفيلم تتوفر في السوق السوداء. لذا، ما رأيه بما إذا كان البعض يشاهد الفيلم بشكل غير قانوني، يجيب سوزنده بابتسامة: "أنا سعيد جداً، طالما أن الفيلم تتم مشاهدته".

نشر