راقص باليه أردني يكسر قيود المعتاد على أنغام تشايكوفسكي لإشباع الشغف

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير سارة التميمي
راقص باليه أردني يكسر قيود المعتاد على أنغام تشايكوفسكي لإشباع الشغف
Credit: Rabee alshrouf

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)  -- في أحد البيوت الأردنية، يتمايل جسده على الألحان الكلاسيكية، ويصعد بمخيلته إلى مسرح خشبي خافت الإضاءة، حيث يقف هناك وحيداً وبعيداً عن أعين الجميع ويقفز بكل رشاقة على ألحان مؤلف الموسيقى الروسي، بيتر إليتش تشايكوفسكي ومن ثم ينحني على جدار غرفته الأبيض وكأنه ينحني للجمهور.

"سأقوم بتمارين رياضية"... يُغلق ربيع الشروف، الذي كان حينها يبلغ الـ 16 عاماً من عمره، باب غرفته بعد أن أعلم أهله بأنه سيتدرب حتى يمنع دخولهم إلى الغرفة، ويضع السماعات في أذنيه ليعزل صوت ألحان تشايكوفسكي عن الجميع إلا نفسه.

وبدأ ربيع الشروف بالرقص منذ كان يبلغ الثلاثة أعوام من عمره، ولكنه لم يخض رحلته في عالم التدرب الاحترافي على فن الباليه حتى بلغ الـ20 من عمره، وهذا بعد أن وجد أخيراً أشخاصاً يشاركونه الشغف لهذا النوع من الفنون الكلاسيكية، إذ تعرّف الشاب على نخبة من مصممي ومدربي الرقص في المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك حسين.

ربيع الشروف.. راقص الباليه الأردني الذي كسر القيود لإشباع الشغف
Credit: Rabee alShrouf

ولم يغير فن الباليه من جدول الحياة اليومي لدى الشاب فحسب، بل أدى هذا النوع من الرقص، والذي اعتبره الشروف "من أنواع الفنون الأدائية" إلى "تعزيز وتطوير قدراته الجسدية والعقلية"، كما أنه عزز في نفس الوقت "ثقته بنفسه" وزاده "إيماناً بموهبته"، مما دفعه إلى الاطلاع على تاريخ الفنون الأدائية والتصاميم والمسارح العالمية.

ويرى الشاب الأردني أن فن الباليه ليس صحيحاً أنه "غير مناسب للذكور"، مشيراً إلى أن الحركات التي يمارسها الراقصون، تتطلب "جهداً كبيراً وتمارين قاسية لساعات طويلة" لتحريك عضلات لا تستخدم في الحياة اليومية"، وموضحاً أن "تمارين الرجل في رقص الباليه تختلف تماماً عن حركات المرأة".

ويتذكر الشروف قلق عائلته في بداية اختياره لمشوار الرقص، إذ قال إنهم "قلقوا من رأي الناس بهذا النوع من الفنون"، إلا أن تلك الهموم لم تعد محور تفكيرهم بعد حضروا أول عرض له ورأوا التفاعل الإيجابي للجمهور.

ويعتبر الشاب الأردني الباليه "طريقه للتعبير وأسلوبه للكلام" وإيصال مشاعره للآخرين، رغم الانتقادات القاسية التي واجهها والتي فضل عدم مشاركتها لصعوبة الإفصاح عنها على حد قوله، ولكنه اعتبر نفسه "محظوظاً" لتواجده بمجتمع "على قدر من الاطلاع والثقافة لتقبل هذا النوع من الفنون".

ويتدرب الشروف في أحد صالات المركز الوطني ذاته الذي خطى بين جدرانه خطوته الأولى في عالم فن الباليه الاحترافي، فبينما يمارس الشاب شغفه على أرض الصالة الخشبية، ينصح الشروف شباب الذين يملكون الهواية "بلحاق أحلامهم وعدم الاستسلام لأي انتقادات"، مضيفاً أن "نظرة المجتمع قد تتغير بفضل لوحة رقص رائعة".

  • سارة التميمي
    سارة التميمي
    محررة
نشر