أهلا بكم في لبنان..عذراً أمريكا!

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
أهلا بكم في لبنان..عذراً أمريكا!
Fadi Boukaram
4/4أهلا بكم في لبنان..عذراً أمريكا!

وقام بوكرم بزيارة لبنان في داكوتا الجنوبية حيث يبلغ عدد السكان على حد قوله 47 شخصاً، ومن ثم قام بزيارة نبراسكا حيث تستولي الشركات الزراعية الكبرى على المجتمعات الزراعية بحسب وصفه، ومن ثم توجه إلى لبنان في فيرجينيا، حيث كان الناس يعملون بالفحم.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عيد الفالنتاين، والذي اغتيل فيه رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري بـ14 فبراير/شباط في العام 2005، نتيجة انفجار ضخم، في العاصمة بيروت، كان فادي بوكرم على بعد لحظات قليلة فقط من موقع الاغتيال.

وبعد أن قضى جزءاً من طفولته وهو يعيش في ملجأ خلال السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية في لبنان، توقع بوكرم الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، اندلاع صراع ثان في لبنان بسبب عملية الاغتيال التي تسببت بمقتل 21 شخصاً. واتخذ قراره بضرورة مغادرة البلد،  والسفر إلى الخارج، حيث قُبل في جامعة حكومية في سان فرانسيسكو، وغادر إلى أمريكا في أغسطس/آب من العام ذاته.

وشكلت أمريكا للشاب اللبناني في البداية صدمة ثقافية، إذ قال لشبكة CNN: "لم أتوقع أن أذهب إلى هناك، وأرى الطلاب يحرقون الأعلام،" بالإشارة إلى التظاهرات في الحرم الجامعي ضد الحرب في العراق.

حاول بوكرم البحث بخرائط غوغل، بهدف أن يمعن نظره بخرائط الطرقات في لبنان من بعيد، ولكنه لم يتمكن من ايجاد الشوارع المألوفة في البلد.

وكان الاقتراح الأول الذي حصل عليه: لبنان، أوريغون. وقال بوكرم: "لقد اكتشفت أن هناك أطناناً من لبنان"، مضيفاً: "يُوجد 47 منطقة تُسمى لبنان في أمريكا."

وتُعتبر بعض هذه المناطق عبارة عن بلدات أشباح صغيرة، وأخرى عبارة عن مدن، ومجتمعات صغيرة أخرى في أمريكا الوسطى.

وأوضح بوكرم: "أردت زيارتها فقط، للتعرف إليها."

وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام 2016، وتزامناً مع بدء حملة ترامب الرئاسية، بدأ بوكرم جولته عبر أمريكا للتعرف إلى المناطق المسماة بلبنان. وكان لبنان، أوريغون، أول محطة له.

وفي كل مرة كان بوكرم يزور لبنان في أمريكا، كان يتوجه إلى المكتبة أو الأرشيف، ويطرح سؤال معيناً: "لماذا هذه البلدة الأمريكية أو المدينة تُسمى لبنان؟"وكانت الإجابة هي ذاتها في كل الأماكن.

وأشار بوكرم إلى أن "كلمة لبنان ذُكرت كثيراً في الكتاب المقدس"، مضيفاً أنه "عندما وصل البروتستانت من بريطانيا إلى أمريكا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، كانوا شعباً متديناً جداً."

وفي كتاب العهد القديم، "أرز لبنان" موضوع متكرر إذ ذُكر "الرجل الصالح سيزدهر مثل شجرة النخيل، وسينمو مثل أرزة في لبنان".

وقال بوكرم: "لذلك كلما رأى الناس غابة، وأشجار أرز، كانوا يُطلقون على المكان اسم لبنان."

ولهذا السبب، فإن غالبية اللبنانيين يتجمعون في الجانب الشرقي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بنى البروتستانت منازلهم.

وقام بوكرم بزيارة لبنان في داكوتا الجنوبية حيث يبلغ عدد السكان على حد قوله 47 شخصاً، ومن ثم قام بزيارة نبراسكا حيث تستولي الشركات الزراعية الكبرى على المجتمعات الزراعية بحسب وصفه، ومن ثم توجه إلى لبنان في فيرجينيا، حيث كان الناس يعملون بالفحم.

وبينما كانت مهمته الرئيسية في هذه الجولة، هي التقاط الصور للمناطق المسماة لبنان بأمريكا، ولكن هدفاً آخر كان يدفعه طوال الوقت أيضاَ، إذ في العام 1955، دعا ثاني رئيس للجمهورية اللبنانية آنذاك كميل شمعون مندوبين من سبع مدن تسمى لبنان في ولايات أوريغون، ونبراسكا، وإنديانا، وتينيسي، وميزوري، ونيو هامبشاير، وأوهايو لزيارة بلاده لمدة أسبوعين، حيث وزع عليهم شتائل شجرة الأرز.

وأراد بوكرم تحديد موقع هذه الأشجار، وتمكن في النهاية من تحديد شجرة واحدة فقط في أوهايو. 

وقال بوكرم: "لبنان وأمريكا بينهما الكثير من القواسم المشتركة،" مضيفاً: "المناطق الريفية في أمريكا، ذكرتني بالقرى اللبنانية، والمناطق المسماة لبنان في أمريكا، تُشبه إلى حد كبير بيئة القرية التي نشأت فيها."