جولة في صحارى قطر بسيارات الدفع الرباعي

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
جولة في صحارى قطر بسيارات الدفع الرباعي
Getty Images
7/7جولة في صحارى قطر بسيارات الدفع الرباعي

وفي عطلة نهاية الأسبوع، فإن الصحراء تزدحم بما يزيد عن ألف سيارة للتفحيط على الكثبان الرملية، بالإضافة إلى وجود الكثير من الدراجات الرباعية أيضاَ.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن لفصل الشتاء، أهمية خاصة في صحراء قطر، إذ في كل عطلة نهاية أسبوع، تحشد العائلات سياراتها رباعية الدفع، مع معدات التخييم، للقيام برحلة إلى الصحراء، وهو نشاط يتكرر في الكثير من بلدان الخليج.

ويُعتبر التفحيط على الكثبان الرملية، والتخييم تحت مظلة من النجوم، من أهم العناصر لكيفية قضاء عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة للكثيرين، إذ يقول المواطن القطري عبدالله: "إنه شيء يُمثل أهمية كبيرة لنا، وخصوصاً أنه بمثابة مناسبة عائلية،" مضيفاً: "هذه النشاطات تخدم ثقافة تقدير الأسرة، حيث يجتمع الأفراد في أجواء حماسية."

وتُحجز مساحات المخيمات الكبيرة في الشمال قبل عدة أشهر، إذ أن هناك ما لا يقل عن ثلاث خيم، اثنتان منها للنوم، وواحدة مخصصة للمجلس (أي بمثابة غرفة المعيشة).

وتُوجد في وسط المخيم حفرة للنار بإطلالة على البحر، وتتمتع العائلات بخصوصية وحرية كبيرة.

ويُوضح عبدالله: "تشعر أنك بعيد جداً عن المدينة، إلى حد أنك قد تجلس بلا أن تسمع أي صوت، صوت سكون السلام هو فقط ما تسمعه."

ولا تُشبه أي صحراء غيرها في قطر، إذ تتميز كل واحدة منها بتضاريس مختلفة، إذ يمكن تجربة ظاهرة غناء الكثبان الرملية، في جنوب غرب العاصمة الدوحة، والتي تنبع من حبيبات الرمال التي تنزلق على المنحدرات، ما يجعل صدى الصوت يصل لأميال عديدة.

وتتشكل على الساحل الغربي لشبه الجزيرة، تشكيلات ضخمة من صخر الحجر الجيري بواسطة الرياح.

وإذا كنت من محبي المغامرة، فيمكنك التوجه جنوباً إلى صحراء مسيعيد، حيث لا تُوجد أي قواعد.

وفي عطلة نهاية الأسبوع، فإن الصحراء تزدحم بما يزيد عن ألف سيارة للتفحيط على الكثبان الرملية، بالإضافة إلى وجود الكثير من الدراجات الرباعية أيضاَ.

ويحاول السياح القيادة بأنفسهم على الكثبان الرملية، ما قد يؤدي إلى ضياعهم، أو غرس عجلات سيارتهم في الرمال. 

ويقول جوناثان: "يعرف قلبي أين نذهب،" مضيفاً: "كل يوم نقود هنا، ونعرف بالضبط مكان وجود المطبات، والرمال الناعمة، والصعبة، والموحلة."

وينصح الكثيرون أن أفضل وقت للقيام بهذه الرحلة، هو في الصباح الباكر، بعد هبوب الرياح أو انتهاء آثار عاصفة رملية، حيث لا تُوجد أي مسارات، بل فقط رمال جديدة تتكون بأشكال جديدة.

ويشير جوناثان إلى أنه "من الرائع القيادة على الكثبان الرملية، في هذا الوقت، ولكن الأمر يكون أكثر خطورة، إذ لا تعرف ماذا يُوجد في الأعلى أو على الجوانب."

ورغم أن الطقس قاس، إلا أن السائقين المحترفين يعرفون بالضبط مكان وجود جميع الكثبان الرملية حتى في فترة الليل.

ويتذكر جوناثان قائلاً: "منذ أن جئت إلى هذه الصحراء قبل تسع سنوات، يتغير شكل الكثبان الرملية فقط، وخصوصاً في أعلى القمة،" لافتاً إلى أن "المنظر من الأعلى يمتد على طول الكثبان الرملية، وهي شديدة الانحدار في قطر."

وبعدها تتجه السيارات الرباعية الدفع نحو خور العديد، وهو لسان من اليابسة يمتد في البحر، في جنوب قطر. ويتميز خور العديد بتلاله الرملية، وشواطئه، ويُسمى أيضاَ بالبحر الداخلي، وهو أحد الأماكن القليلة في العالم والتي يتواجد فيها البحر في قلب الصحراء. وحُدّد المكان كمحمية طبيعية من قبل اليونيسكو. ويبعد 60 كيلومتراً عن الدوحة في الجهة الجنوبية الشرقية من البلاد، ولا يمكن الوصول إليه مشياً على الأقدام، لذا لا بد من ركوب سيارات الدفع الرباعي لعبور الكثبان الرملية العالية.

وتزدهر الحياة النباتية في الموقع، ويمكن رؤية ثعلب الصحراء وحتى الإبل البرية. وبعد ذلك، يمكنك قيادة سيارة الدفع الرباعي من خلال الصحراء إلى الشاطئ، حيث يظهر منتجع من فئة خمس نجوم لأولئك الذين يرغبون في تجربة قضاء بعض الليالي في الصحراء.

ويقول حمدي رحيم وهو مدير مقيم في منتجع "Regency Sealine Camp" إنه "الأول من نوعه في قطر،" مضيفاً: "يستفيد من المزيج المذهل للراحة التقليدية والحديثة."

ويُعتبر المنتجع بمثابة فندق في قلب المدينة، حيث يُوجد شاشة كبيرة، وخدمة واي فاي، وأجهزة تكييف، وحمامات في قلب الغرف. أما الأرضية فتُغطى بالسجاد التقليدي، والأسرة.