رأي: 5 أشياء لا تعرفها عن المسيح

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
رأي: 5 أشياء لا تعرفها عن المسيح
Credit: ANGELOS TZORTZINIS/AFP/Getty Images

المقالة تخص الأسقف جيمس مارتن، محرر "مجلة أمريكا" ومؤلف الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "المسيح رحلة حج" ، وقد كتب المقالة خصيصا لـCNN، علما أنها تمثل رأيه ولا يتعكس بالضرورة وجهة نظر CNN.

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- مع اقتراب "عيد الفصح" وعرض فيلم "ابن الرب" فمن المؤكد أنك ستستمع إلى الكثير عن "المسيح" خلال هذه الأيام، فقد تسمع عن مفاجآت في كتب جديدة تزعم كشف "القصة الحقيقية" عن المسيح، ووجهات نظر أصدقاء ممن اكتشفوا "سرا" على الشبكة العنكبوتية عن  "ابن الله" وجدليات محكمة من زملاء عمل يمكن لهم إثبات بأنه لم يكن موجودا على الإطلاق.

احذر مثل هذه المفاجآت، فالعديد منها يقوم على تكهنات محضة وأمنيات، ومعظم ما نعرفه عن المسيح معروف منذ أكثر من 2000 سنة مضت،  لكن حتى بالنسبة للمسيحيين المتدينين، هناك مفاجآت يعثر عليها مخفية بطيات الإنجيل، وبفضل التقدم في مجال الأبحاث التاريخية والاكتشافات الأثرية، هناك الكثير الذي نعرفه بشأن تاريخه وحياته.

وبوضع ذلك قيد الاعتبار، فإن هناك خمسة أشياء ربما لا تعرفها عن المسيح:

1 - المسيح من بلدة صغيرة غير معروفة

تتفق معظم الاكتشافات الأثرية الحديثة بأن سكان بلدة الناصرة تراوح عددهم عند ولادة المسيح بما بين 200 إلى 400 شخص، ولم يأت ذكرها في "العهد القديم" أو التلمود، الذي ورد فيه ذكر عشرات البلدات في المنطقة، وذكرت في "العهد الجديد"  بأنجيل يوحنا" عندما عقّب رجل يدعى نثنائيل متهكما لدى سماعه بأن المخلص هو "مسيح الناصرة" بقوله: "أمن الناصرة يمكن أن يخرج شيئا صالحا؟

2- المسيح ربما لا يعرف كل شيء

هذا سؤال لاهوتي شائك, فإذا كان المسيح "إلهيا"، ألا يفترض به أن يكون ملما بكل شيء؟.. بالفعل في مناسبات عدة تنبأ المسيح بموته وبعثه، وبالمقابل، إذا كان له إدراك البشر، فأنه بحاجة لأن يتعلم بشأن شيء ما قبل أن يعرفه، ويقول إنجيل لوقا إن المسيح كان شابا عندما "تدرج" في الحكمة، هذا يعني بأنه كان يتعلم، وإلا فماذا يعني إحراز تقدم؟

وفي أنجيل مرقس، عندما رفض المسيح علاج ابنة امرأة غير يهودية قائلا بحدة "دعى البنين أولا يشبعون لأنه ليس حسنا أن يؤخذ خبر البنين ويطرح للكلاب" لكن المسيح شفا ابنتها بعدما ردت قائلة أنه حتى الكلاب تحصل على الفتات من الطاولة.

3 المسيح كان قويا 

فقد اشتغل في العمل بالنجارة طيلة  18 عاما، منذ أن كان سنه  12 عاما، ويستدل على ذلك من صيحات حشود مندهشة عندما بدأ نشر رسالته "أليس هذا النجار؟"، ويقول علماء معاصرون بأن كان "حرفيا" ويذهب البعض إلى ترجمتها كـ"عامل مياومة."

النجارة عمل شاق يتطلب صناعة الأبواب والمحاريث والطاولات وحتى بناء الجدران الحجرية والمساعدة في بناء المنازل، وهذا يتطلب حمله الأدوات والخشب والحجارة في كافة أنحاء الجليل، إنه عمل شاق قام به طيلة 18 سنة.

4 المسيح كان بحاجة للإختلاء بنفسه

كثيرا ما تحدثت الاناجيل عن حاجة المسيح للاعتزال عن الناس وحتى عن أتباعه، واليوم، بالنظر إلى بحيرة  طبريا يمكنك أن ترى كيف كانت المدن قريبة، وكيف كان يمكن للحشود المتحمسة  "الضغط" عليه، كما جاء وصفها في الكتب، بل هناك كهف على الساحل، ليس ببعيد عن كفرناحوم، حيث كان ربما يتعبد، أطلق عليه "كهف إيرموس" والكلمة مستوحاة من "المهجور" أو "التنسك، ورغم أن المسيح "ابن الرب" إلا أنه كان بحاجة للاختلاء بنفسه لأجل الصلاة مع "الأب."

المسيح لم يريد الموت

عندما شارف على الموت في بستان جسثيماني، قال مخاطبا "الأب":  "أيها الأب أن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس"، وخلافا لما يعتقد  مسيحيون بأنه كان "يغازل" الموت أو يرغب فيه، ومثل أي إنسان، ففكرة الموت مريعة، وقد عبر عنها قائلا: "نفسي حزينة جدا حتى الموت" ، أو بكلمات أخرى: أنا حزين للغاية  لأنه إحساس وكأنني موشك على الموت"، ولكن ما أن أدرك بأنها إرادة الأب استسلم للموت، حتى لو على الصليب.

من الطبيعي السعي نحو معرفة المزيد بشأن المسيح ولهذا ألفت كتابي الجديد، لكن أحذر من الإدعاءات الغريبة مثل أنه "أنجب أطفالا وتزوج من مريم المجدلية وأنه قضى وقتا في الهند" ، فكافة هذه المزاعم تصب في إطار رغباتنا  في  فهم المزيد حول رجل سيظل دوما محيرا، على  نحو ما.