رئاسة إندونيسيا بين "الحاج" جوكومي شبيه أوباما وزوج ابنة سوهارتو

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
رئاسة إندونيسيا بين "الحاج" جوكومي شبيه أوباما وزوج ابنة سوهارتو
من الحملة الانتخابية لجوكوميCredit: afp/getty images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتجه الإندونيسيون الأربعاء الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للدولة التي يعيش فيها أكثر من 235 مليون نسمة معظمهم من المسلمين، وسط تنافس مرشحين بارزين على كرسي الرئاسة. 

ففي رابع انتخابات رئاسية لجمهورية ديمقراطية فتية، تشتد حدة المنافسة بين محافظ جاكارتا، جوكو وديدو، ومنافسه الجنرال الأسبق في الجيش الإندونيسي برابو سوببينتو.

ويشتد النزاع بين هذين المرشحين لقيادة بلد يواجه صعوبات اقتصادية بالإضافة الى تنامي قلق الناخبين بشأن مزاعم فساد في الحكومة الحالية.

جوكو وديدو، والمعروف بلقب "جوكوي"، يبلغ من العمر 53 عاما. وهو رجل بسيط وعصامي نشأ في أحد الأحياء الفقيرة في مدينة سوراكارتا. وقد شبهه المراقبون بالرئيس الامريكي باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية عام 2008 لما يتمتع به من كاريزما بالإضافة الى تركيزه على التغيير والتحديث.

وعلى الرغم من تقدمه في استطلاعات الرأي التي أجريت في وقت سابق من هذه السنة، إلا أنه واجه حملة تشويه تضمنت معلومات بأنه ينحدر من أصول صينية، وأنه ينتمي الى الديانة المسيحية، مما أثر على شعبيته في بلد يشكل فيه المسلمون الأغلبية من السكان، وقد اضطر "جوكوي" إلى الدفاع عن نفسه ضد تلك الحملة، وصولا إلى عرض صوره خلال أداء فريضة الحج بمكة.

وكأول مرشح لرئاسة إندونيسيا لا ينحدر من المدرسة العسكرية ولا من النخبة الحاكمة، يعتمد وديدو على خبرته التي اكتسبها كمحافظ لولاية جاكارتا وكرجل أعمال صنع نفسه بنفسه. وفي تصريحاته لـCNN ، يقول وديدو: " من أجل مكافحة الفساد وتطبيق سيادة القانون في إندونيسيا، يجب اختيار شخص جديد يقود البلاد، وليس شخصا أُخذ رهينة في الماضي".  في المقابل، يقول النقاد أن وديدو لا يتمتع بالخبرة الكافية لإدارة البلاد لأنه خلال توليه منصب محافظ جكارتا لم يقم بإنهاء العديد من المشاريع التي أطلقها.

وعلى الضفة الأخرى يقف منافس وديدو على كرسي الرئاسة، الرجل العسكري الصارم الذي يدعو الى سياسات قومية، برابو سوببينتو، والذي يبلغ من العمر 62 عاما. وفي إشارة الى خلفيته العسكرية وتمسكه بالدين الاسلامي، يظهر سوببينتو بالزي العسكري الرسمي مشبها نفسه بوالد زوجته، الرئيس السابق سوهارتو، وهو الرئيس الثاني في عهد إندونيسيا، وقد حرص على إظهار صورة الشخصية القوية التي يمثلها من خلال قيامه بحضور بعض المهرجانات الانتخابية من على صهوة حصانه.

ويقول المحلل لدى باور غروب آسيا، ومقرها في جاكرتا، دوغلاس راماج، " إنه المرشح الرئاسي الأكثر خبرة في جنوب شرق آسيا" ويضيف " لقد أمضى سوببينتو أكثر من عقد في المعترك السياسي". وكان سوببينتو قد رشح نفسه لمنصب الرئاسة عام 2004 ومنصب نائب الرئيس عام 2009.

في المقابل يواجه سوببينتو اتهامات حول ممارسات ضد حقوق الانسان قام بها أثناء خدمته العسكرية في عهد الرئيس السابق سوهارتو. وتتضمن هذه الاتهامات قيامه باختطاف ناشطين أثناء المظاهرات التي أطاحت بالرئيس سوهارتو عام 1998، وفي ذات العام أعفي سوببينتو من منصبه، علما أن سوببينتو من جهته ينفي صحة الاتهامات الموجه له.

الجدير بالذكر أن برابو سوببينتو لم يعط تأشيرة للدخول الى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2000، ويعتقد أنها بسبب قضايا انتهاكات حقوق الإنسان الموجه ضده. ولم يقم ممثلون عن سوببينتو بالرد على CNN بشأن طلب إجراء حوار معه حتى وقت نشر هذا التقرير.