كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN أمانبور تختار أهم 3 أحداث لعام 2014

العالم
نشر
6 دقائق قراءة
كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN أمانبور تختار أهم 3 أحداث لعام 2014
صورة تعبيرية تظهر عملاً فنياً يعبر عن خريطة سوريا مرسومة بالدمCredit: KARIM SAHIB/AFP/Getty Images

كاتبة المقال: كريستيان أمانبور، كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN، تستعرض هنا رأيها حول أهم القصص التي شهدها العالم في 2014، الآراء الواردة هنا تعبر عن رأي أمانبور وحدها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر لشبكة CNN.

(CNN)-- إن قدمت لي الخيارات لانتقاء أهم أحداث عام 2014، يمكنني أن أقول بأن تجاوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأعراف الأمنية الأوروبية والقوانين الدولية قد يحتل صدارة قائمتي.

فتوجه بوتين لانتزاع إقليم القرم بسرعة كبيرة، بالرغم من المعاهدة التي وقعتها روسيا مع الحلفاء الغربيين عام 1994 لاحترام استقلالية أوكرانيا، بالإضافة إلى تدخله العسكري ودعمه للمنشقين الأوكرانيين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا مما ترتب عليه اضطراب في القارة بأكملها، لكن توجه بوتين إلى رقعة الشطرنج الخاصة بأوروبا أدت لحركة "الشيخ مات" القاضية ضد روسيا أيضاً.

فقد انتهى العام بأزمة مالية لا تزال روسيا شاهدة عليها، وذلك بسبب العقوبات التي فرضت على البلاد للتدخل بالشأن الأوكراني، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط والأخطاء التي ارتكبها البنك المركزي، والبروباغاندا الإعلامية المناصرة لبوتين إلى جانب الوضع الخانق الذي خنقت فيه وسائل الإعلام المستقلة أدت إلى ارتفاع الإحساس بالوطنية إلى معدلات قياسية لينضم معظم الروسيون وراء دعم بوتين، لكن مقاييس حياتهم التي اعتادوا عليها بدأت بالانهيار نهاية هذا العام، وبدأ معه التذمر أيضاً.

كم سيقدم هذا الوضع من عوائق أمام بوتين؟ هل سيضاعف جهوده ليحظى بالمزيد من الخلاف مع الدول الأجنبية؟ أم سيحاول التعامل مع العزلة التي فرضت على روسيا والالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا والتي وقعها مؤخراً، ليستعيد قوته الاقتصادية؟ إن عام 2015 يمثل مسرحاً سنشهد فيه الخطوات التالية التي يمكن لروسيا اتباعها.

وبالوضع ذاته، يجب على روسيا أن تغير من تكتيكاتها لتلعب دوراً بناءً في مصيبة شنيعة أخرى والمتمثلة بالوضع السوري، فبعد أربع سنوات على الحرب المستعرة، قدمت روسيا غطاء سياسياً محكماً لنظام بشار الأسد، بينما دعمت إيران العضلات العسكرية للقادة السوريين بالأسلحة، في الوقت الذي أدى فيه النزاع إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، ووسط معلومات من الأمم المتحدة تشير إلى وجود أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري.

وفي هذا العام، شهدنا أدلة على أساليب التعذيب المروعة التي يطبقها نظام الأسد وفرق الإعدام التابعة له وهي حالة عرضتها في إحدى حلقات برنامجي هذا العام، بعد سنوات رفضت فيها الأمم المتحدة وحلفاؤها التدخل في سوريا كان الرابح الأكبر في المنطقة لهذا العام الدولة الإسلامية في العراق والشام، إذ تجاهل العالم نشأة تنظيم "داعش" حتى قام التنظيم بإحكام سيطرته على الموصل في العراق وبدأ بحملة تقطيع رؤوس زملاء صحفيين خلال الصيف.

الإعدام الفظيع الذي شهده الصحفيان جيمس فولي وستيفين سوتلوف ومقدمو المساعدات الإنسانية آلان هينينغ وبيتر كاسيغ دعم الاحتشاد لتوجيه الضربات الجوية، التي ساعدت إلى حد ما من وقف توسع تنظيم "داعش"، ومع نهاية عام 2014 بدأت حكومة عراقية جديدة، في جهودها لأن تشمل كافة الأطراف، باتخاذ خطوات أولية مشجعة.

لكن التحدي لا يزال قائماً في عام 2015، إذ يعتقد القلة فقط بأنه يوجد مجال لوقف "داعش" وأنه توجد هنالك فرصة لإنقاذ العراق، أو أن الحرب السورية ستنتهي برحيل الأسد، مثلما طالب به الرئيس الأمريكي أوباما عام 2011.

ومع نهاية عام آخر من الحرب المستمرة، أخبرتني وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، بأن انعدام الحلول السياسية وسط المذابح المستمرة في سوريا تعد وصمة عار على المجتمع الدولي -- فاليري آموس.

 وفي عالمه الخاص، اتخذ الرئيس أوباما قراراً تنفيذياً بإخراج كوبا من عزلتها وأن السياسات التي اتخذت بحقها لم تقم بما يتوجب، فبعد نصف قرن من محاولات مكررة للإطاحة بنظام كاسترو (..) ألقى أوباما قنبلة صدمت أمريكا بإعلانه تغيير السياسات مع كوبا قبل أسبوع من الاحتفال بعيد الميلاد، وأن الولايات المتحدة ستتعاون مع كوبا لتصبح مثل حلفائها في أمريكا اللاتينية وكندا وأوروبا.

وقال أوباما إن الدولتين ستسعيان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بالإضافة إلى زيادة كبيرة في حركة التجارة والسفر المتبادلة، وقد شكر الرئيس الكوبي راؤول كاستر البابا فرانسيس على جهوده لضم الطرفين.

لكن يمكننا أن نشهد ردة فعل شديدة بين أوساط الكونغرس خلال عام 2015، حيث يمكن للجمهوريين أن يستغلوا أغلبيتهم لمنع تعيين أي سفير أمريكي جديد في كوبا، ويمكنهم أن يرفضوا أي تمويل وعلى وجه الخصوص رفع العزل الاقتصادي الأمريكي المفروض على الدولة.

وبالطبع السؤال لا يزال موجهاً حول ردة فعل الأجيال الجديدة من الأمريكيين من أصل كوبي وتقديرها مثل هذا القرار، إذ تغيرت العديد من الأمور، والأجيال الشابة مهتمة بهذا الاندماج أكثر من آبائهم وأجدادهم وغيرهم من الأعضاء الصارمين في الكونغرس.