بيل وميلندا غيتس: نراهن على تحسن وضع أفقر الفقراء خلال 15 سنة أكثر من أي وقت مضى

العالم
نشر
7 دقائق قراءة
مؤسسة بيل وميلندا غيتس
courtesy bill&melinda gates foundation
6/6مؤسسة بيل وميلندا غيتس

تنظم المؤسسة أعمالا توعوية وندوات ومؤتمرات للتوعية ومساعدة ضعاف الحال

كاتبا المقال هما الرئيسان المشاركان لمؤسسة بيل وميلندا غيتس. والمقال تم تحريره استنادا لرسالتهما السنوية التي تلخص أعمال المؤسسة. والآراء المصرح بها في المقال تعبّر حصرا عن رأييهما.

(CNN)-- قبل 15 عاما وضع كلانا رهانا. فقد أطلقنا مؤسستنا عام 2000 مستندين إلى فكرة أن دعم العمل الخلاق في ميادين الصحة والتربية والتعليم سيسمح لنا بمساعدة مليارات البشر على تحسين أوضاع معيشتهم. والتقدم الذي عاينّاه حتى الساعة محفّز لنا حتى أننا سنضاعف الرهان الذي رسمناه قبل 15 عاما.

وهذا هو رهاننا الآن: ستتحسن أوضاع الناس في الدول الفقيرة بنسق أسرع في السنوات الخمس عشرة المقبلة أكثر من أي فترة سابقة في التاريخ. نحن هنا نضع في كفة ميزان الرهان مصداقيتنا ووقتنا ومالنا حتى ننجح الرهان لأننا نعتقد أنه ما من وقت أفضل من هذا لتسريع التقدم وإحراز تأثير كبير حول العالم. وفيما يلي أربعة اختراقات نرى أنها ستتحقق في هذا المجال بحلول 2030 --بيل وميلندا غيتس.

أولا، خفض وفيات الأطفال بنسبة النصف.

عام 1990، كان طفل من كل 10 يموت قبل أن يبلغ الخامسة من العمر. واليوم أصبحت النسبة واحدا من كل 20. وبحلول 2030 ستكون النسبة واحدا من كل 40. وتقريبا ستدخل جميع الدول في أنظمتها الرعاية الصحية الأساسية، تطعيمات ضد الإسهال والالتهاب الرئوي وهما أكبر قاتلين للأطفال --بيل وميلندا غيتس .

كما أننا بصدد التعلم على كيفية مساعدة الأمهات على اتباع أساليب الإرضاع الصحية والتعامل الجسدي مع أطفالهم، بما يقي حديثي الولادة من الوفاة في الشهر الأول من قدومهم للحياة.

ثانيا، ستكون إفريقيا قادرة على إطعام نفسها.

حتى اليوم مازالت القارة الإفريقية معتمدة على الاستيراد وعلى المساعدات الغذائية لإطعام أبنائها رغم أنّ سبعة من كل 10 أفارقة هم من المزارعين. وجزء من المشكلة يتمثل في كون المزارعين الأفارقة لا يحصلون سوى على جزء ضئيل جدا من المحاصيل التي تعود لنظرائهم الأمريكيين.

ولكن في غضون الخمس عشرة سنة المقبلة، ستقضي الابتكارات في ميدان الزراعة على هذه المفارقات المرعبة. فأساليب التخصيب الأفضل وتحسين التربة والمحاصيل الأقوى ستسمح للمزارعين الأفارقة بتنمية أنواع أكثر من الغذاء وبيع الفائض لمزيد دعم حميات أسرهم بمزيد من الخضر والبيض والحليب واللحوم --بيل وميلندا غيتس .

وحتى مع أن التغيرات المناخية تعقّد أكثر من مهمة المزارعين، فإنه بإمكاننا أن نوفر لهم ابتكارات ومعلومات تكون كافية لهم لتعزيز الإنتاج بنحو 50 بالمائة على مستوى القارة ككل.

كما أن هناك دولا مثل غانا بصدد تحسين بنيتها التحتية ببناء طرقات أفضل وتبني سياسات تيسّر من نقل الأغذية والسلع للأماكن التي هي بأمسّ الحاجة إليها.

وخلال 15 عاما، سيكون بإمكان إفريقيا أن تلجأ لاستيراد الأغذية في حال كانت هناك حاجة فعلية ومنطقية للقيام بذلك، ولكنها ستصدّر أكثر من ذلك بكثير مما يرجح فائضا إيجابيا في ميزانها التجاري.

ثالثا، الخدمات المصرفية بالهاتف الجوال ستساعد بصفة جذرية الفقراء على تغيير معيشتهم.

اليوم، لا يتمتع ما لا يقل عن مليارين ونصف مليار شخص في العالم بالخدمات المالية السهلة والرخيصة مما يجعل من حياة الفقراء الصعبة أصلا أكثر تعقيدا. فإذا كانت مدخراتك في شكل مجوهرات أو ماشية، على سبيل المثال، فإنه لن يكون لديك سيولة صغيرة لتغطية نفقاتك اليومية الروتينية.

ولكن في غضون الخمس عشرة المقبلة، ستمنح المصرفية الرقمية الفقراء سيطرة أكبر على أصولهم. والمفتاح في ذلك ستكون الهواتف الجوالة. وأصلا، في دول نامية مثل بنغلادش، يستخدم الناس هواتفهم الجوالة لادخار الأموال رقميا والقيام بعمليات الشراء وبحلول 2030، سيكون 8% من البالغين الذي ليست لهم حسابات بنكية اليوم، قادرين أيضا على القيام بنفس تلك العمليات.

وحتى ذلك الموعد سيكون مزودو الخدمات الهاتفية المالية قادرين على توفير باقة شاملة من الخدمات المصرفية بدءا من حسابات الادخار بفوائد مقبولة مرورا بالإقراض وحتى خدمات التأمين.

رابعا، مع تزايد شبكات الاتصالات السريعة ورخص أثمان الهواتف الذكية بنفس مستوى الهواتف التقليدية اليوم، سينتعش ميدان التعليم عبر الانترنت.

سيكون الآن بإمكان أي طفلة، حتى قبل أن تدخل المدرسة الابتدائية، أن تتعلم الأرقام والأبجدية حيث أن برنامجا إلكترونيا سينجح في التوصل للمصاعب التي تواجهها تلك الطفلة ومواءمة ما يوفره من مواد تعليمية مع النسق الذي تحتاجه.

وبالتأكيد أنّ البرامج الإلكترونية لن تكون قادرة على الحلول محل المدرسين ولكن السماح لهؤلاء بالقيام بأمور مثل تحميل الفيديوهات التي توثّق عملهم والحصول على صدى ذلك من منسوبيهم، سيوفر أساليب جديدة في الاتصال.

فما الذي سنحتاجه كي نعزز نسق تحسّن حياة الفقراء؟ سنحتاج لتحقيق تقدم في التكنولوجيا وأن نجعلها متاحة للناس الذي هم في أمس الحاجة إليها. كما أنه ينبغي علينا تجسير الهوة بين الإناث والذكور بحيث أن الدول التي لا ترتاد فيها البنات المدارس ولا تستطيع فيها النساء فتح أنشطة اقتصادية، ستكون في الخلف.

كما أن هناك عاملا حاسما آخر يتعلق بالناس الذين يهتمون بتحسين أوضاع الآخرين في أكثر مناطق العالم فقرا. نحن نهدف إلى تعيين الملايين من الأشخاص الذين سيكونون مدافعين عن الفقراء، وسنسميهم مواطنين عالميين، لحث زعماء العالم على أن يتحلوا بالطموح عندما يجتمعون في سبتمبر/أيلول من أجل تبني باقة جديدة من الأهداف تكون بمثابة دليل العالم لمعالجة قضايا الأوبئة والمرض والفقر والتغيرات المناخية، خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.

وأبعد من 2015، نأمل أن يكون هؤلاء المواطنون العالميون قادرين على محاسبة الحكومات وصناع القرار فيما يتعلق بتحقيق هذه الأهداف.

وبإمكانكم إظهار دعمكم من خلال التوقيع عبر www.globalcitizen.or أين يمكنكم أتن تعرفوا كيفية الانخراط في هذه المبادرة والارتباط بمنظمات أخرى تعمل على أن يكون 2015 عاما تاريخيا. ونحن نؤمن بأنّ أناسا مستنيرين وشغوفين، سيكونون قادرين على العمل سويا لجعل العالم مكانا أكثر إنصافا. وفي الواقع فإننا نراهن على ذلك.