طوني بلير يدافع مع CNN عن الإرث الإصلاحي للملك عبدالله: التطور أفضل من الثورة.. ومراجعة برامج التعليم ضرورة أمنية

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
طوني بلير يدافع مع CNN عن الإرث الإصلاحي للملك عبدالله: التطور أفضل من الثورة.. ومراجعة برامج التعليم ضرورة أمنية
Credit: cnn

لندن، بريطانيا (CNN) -- دافع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، عن الإرث الإصلاحي للعاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكدا أنه كان يؤمن بالتغيير وفقا لوتيرة تحددها الرياض نفسها، كما رأى أن "التطور أفضل من الثورة" بالنسبة للملكة، وحض على ضرورة مراجعة برامج التعليم بالمنطقة، قائلا إنها أولوية أمنية بظل تزايد التشدد.

ولدى سؤاله عن الانتقادات الموجهة للإرث الإصلاحي الخاص بالملك الراحل في ظل استمرار سيطرة القوى المتشددة بالمملكة رد بلير بالقول: "هذا الأمر قد يكون صحيحا إذا قارنا الوضع السعودي بدول مثل أمريكا أو بريطانيا، ولكن إذا قارنا الوضع اليوم في السعودية بما كانت الحال عليه قبل سنوات سيتضح الفرق."

وأضاف: "اليوم لدينا فتيات أكثر من الفتيان في مراحل التعليم الجامعي، كما أن الملك عبدالله أسس للحوار بين الأديان وأتاح الفرصة للقاء المسيحيين واليهود محاولا بحث قضايا إيمانية مشتركة، كما أنه كان المهندس الرئيسي لمبادرة السلام العربية عام 2002، والتي عرضت قبول حل الدولتين لإنهاء الصراع بين العرب وإسرائيل، دون أن ننسى حكم الاقتصاد السعودي، إذ قد تكون شركة أرامكو النفطية السعودية واحدة من أكبر الشركات على مستوى العالم."

وتابع بالقول: "أظن أن هناك عملية تحديثية جارية في السعودية، وقد كان محركها الأساسي هو الملك عبدالله بحركة الإصلاحية، وأنا أتمنى وأتوقع استمرار هذه العملية التي من الواضح أنها ستستغرق وقتا طويلا، ولكن في نهاية المطاف فالأفضل بالنسبة للسعودية هو التطور وليس الثورة."

وحول الاتهامات للسعودية بتمويل التطرف ونشر أفكاره عبر رجال الدين السعوديين واعتبار أن المملكة قد تكون جزءا من المشكلة وليس من الحل رد بلير بالقول: "أظن أن السعودية اليوم هي جزء من الحل لأنها دولة مهمة، فهي تحتضن الحرمين المقدسين لدى المسلمين، كما أنها في السنوات الأخيرة، وتحديدا تحت قيادة الملك عبدالله، حاولت مد يد التواصل لردم الهوة بين الديانات المختلفة ووقفت بحزم ضد التطرف بعد هجمات سبتمبر التي شكلت صدمة للرياض وليس للغرب فحسب، وقد قامت السعودية بمراجعة إجراءات الأمن الداخلية، ووجودها معنا في التحالف ضد التطرف ضروري."

ولكن بلير لم ينف ضرورة مراجعة سيطرة المؤسسة الدينية داخل السعودية قائلا: "لقد تحدثت مع الملك عبدالله حول هذه القضية، وكان يقول إن السعودية دولة محافظة، والسعوديون يتولون بأنفسهم عملية التغيير، كما كان يصر على أن هذا التغيير سيحصل وفقا للإيقاع السعودي. قد نناقش في سياق منفصل ما إذا كان التغيير قد بطيئا أم سريعا."

وتابع بالقول: "ما كان الملك الراحل يحاول القيام به فعليا هو خلق آليات التغيير في البلاد، فشركة أرامكو النفطية مثلا تدار بطريقة ممتازة، وفي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كان الرجال والنساء يُعاملون على قدم المساواة، كما أن الرياض كانت حريصة على اختيار عنوان "العلوم والتقنية" لهذه الجامعة. لقد كان الملك عبدالله يعتقد أن رؤيته للإصلاح تسير بالسرعة المناسبة. نحن نريد أن تكون السعودية دولة ناجحة، فهي دولة مهمة جدا، ليس بسبب النفط فحسب، بل لاعتبارات أخرى، فهي قلب الإسلام وفيها أماكنه المقدسة، ومن الضروري لنا ولها مواصلة تحقيق التطور."

وحول كيفية مواجهة الموجة المتصاعدة في الشرق الأوسط من التطرف الديني رد بلير بالقول: "أخشى أنه في الفترة الحالية هناك نمو للأيديولوجيا الإسلامية المتشددة على مستوى العالم، وهناك الكثير من الأمور التي تعلمناها بعد هجوم 11 سبتمبر ويجب علينا الآن وضعها موضع التنفيذ من خلال التحالف مع الدول الإسلامية المعتدلة التي تؤمن بأن الإسلام دين سلام وترغب في أن تمد يدها إلى سائر بلدان العالم."

وأضاف: "علينا التحالف مع تلك الدول المعتدلة ومقاتلة المتشددين حيث يجب مواجهتهم، وتطوير البرامج التعليمية بحيث يتعلم الصغار احترام بعضهم واحترام الاختلافات وعدم النظر إلى الآراء على أنها سبب للعنف والطائفية، هذه هي المهمة التي علينا القيام بها، وهي ليست سهلة، بل أظن أنها أكبر مسألة أمنية تواجهنا اليوم وهناك حاجة ملحّة للتعامل معها."

وختم قائلا: "هناك الآلاف من الناس الذين يخضعون لتدريبات في معسكرات بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ولا يمكننا السماح بذلك، لقد رأينا جميعنا ما حصل عندما سمحنا بتحول أفغانستان إلى أرض لتدريب الإرهابيين، ولكننا اليوم أمام خطر ظهور عدة دول على غرار أفغانستان."