لماذا يتوجب على أوباما أن يخاطب أمريكا حول كره المسلمين؟

العالم
نشر
6 دقائق قراءة
بالصور.. حزن يأسر قلوب عائلات ضحايا تشابل هيل ومعارفهم
BRENDAN SMIALOWSKI/AFP/Getty Images
11/11بالصور.. حزن يأسر قلوب عائلات ضحايا تشابل هيل ومعارفهم

معزون يتبعون الجثمان نحو الدفن.

كاتبة المقال: فرحانة خيرا، هي المديرة التنفيذية لمجموعة "Muslim Advocates " ومستشارة قانونية وتعليمية على صعيد وطني في أمريكا، (الآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر لـ CNN)

كنت واحدة من بين 14 أمريكياً مسلماً تمكنوا من اللقاء بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، في البيت الأبيض، حيث قدمت له باليد بطاقة معايدة بمناسبة عيد الحب أرسلتهما إليه شقيقتان، سابرينا وسانيا.

سابرينا، 10 أعوام، أخبرت أوباما إنها تحب طريقة إدارته للبلاد، وأنها ترغب بأن تصبح مهندسة في المستقبل، أو لاعبة كرة سلة، كما أنها كتبت حول قلقها تجاه الأطفال وطريقة تصرفهم بلؤم معها لأنها مسلمة، وطالبت أوباما بالمساعدة في الحد من أزمة نمو الكراهية ضد المسلمين.

وهذا الأسبوع، امتلأ قلبي حزناً عندما سمعت بأسوأ كابوس يمكن لأي أب أو أم عيشه، ثلاثة من الأمريكيين الشباب بعيونهم البراقة قتلوا بشكل عنيف في تشابل هيل بولاية نورث كارولاينا الأمريكية.

ومع تكشف الحقائق تدريجياً أتت الكثير من التلميحات التي دفعتنا للاعتقاد بأن ما حصل كانت جريمة كراهية، إذ ذكر والد يسر أبو صالحة مرات عديدة بأن ابنته قالت مرات عديدة إن جارها لم يحب منظرها، والمتهم بقتل هؤلاء الشبان تمتلئ مواقع تواصله الاجتماعي بتعليقات تهاجم الديانات، وطريقة قتل متبعيها: طلقة في الرأس.

وللأسف، فهذه الحادثة ليست حالة معزولة، فجرائم الكراهية والانحياز ضد المسلمين يتصاعد بشكل منذر، ليثير الخوف بين العائلات والمجتمعات التي شهدت هجومات مثل تلك التي وقعت في كارولاينا الشمالية.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، رأينا شخصيات معروفة أمام العامة، قامت بسكب البنزين على نار الكراهية الموجهة ضد المسلمين.

وقبل عدة أسابيع فقط، قامت عضو مجلس النواب الأمريكي الممثلة لولاية تكساس، مولي وايت بنشر تعليق عبر حسابها في موقع فيسبوك، عن يوم مخصص للمسلمين في تكساس، يتمكن فيه الطلاب من التفاعل مع القادة من اختياراتهم.

وفي تعليقها قالت وايت إنها تركت "تعليمات لفريقها ليطلبوا من ممثلي المجتمع المسلم أن يخاطبوا مجلس النواب بتنديد المجموعات الإرهابية باسم الدين، وأن يعلنوا تضامنهم العلني مع أمريكا" عند قيامهم بزيارة مكتبها، لكن قبل عدة أشهر نشرت تعليقاً قالت فيه إن "المسلمين لا يمكن الوثوق بهم مهما بدوا مسالمين."

وفي وقت مبكر، بالتحديد في يناير/كانون ثاني، حذر الممثل عن ولاية لويزيانا بوبي جيندال من "المناطق المعزولة" التي اختلقها في أمريكا، وأصر على أن هجرة المسلمين يجب أن يتم النظر إليها على أنها "احتلال"، وبشكل واضح لم يعمل على ربط بعض الحقائق المتمثلة بأن القدوم الأول للمسلمين إلى أمريكا كان إجبارياً على متن سفن العبيد.

والوضع يسوء مع إطالة الحديث.

فمنذ إطلاق فيلم "القناص الأمريكي" شهدنا رسائل تهديدية بشعة على وسائل التواصل الاجتماعي، أحد التغريدات قال فيها المستخدم: "هذا الفيلم ينمي لدي الرغبة بقتل العرب."

وقام مستخدم آخر بتقديم اقتراح لمتابعيه بأن يبحثوا عن قائمة بالمساجد والمدارس الإسلامية بأمريكا (وزودهم بموقع وفر هذه المعلومات) وأن يقوموا بمهاجمتهم بالمسدسات وعدد آخر من الأسلحة الثقيلة التي ظهرت بصورة مرافقة لتغريدته.

إن تبعات ثقافة الكراهية والتهديدات بالعنف ظهرت في كل وجه من مجتمعنا، وكمسلمة، أجد صعوبة في المضي بحياتي بشكل طبيعي في وقت تهاجم فيه ديانتي بوسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الأخبار الشهيرة وداخل مجتمعي.

وفي اجتماع الأسبوع الماضي، طلبت من الرئيس استضافة قمة للتمعن في أوجه العنصرية المبنية على الأديان في أمريكا، ورغم أن أوباما ذكر في خطابه بأن مكتب التحقيقات الفدرالية يبدأ تحقيقاً في الحادثة المروعة بمقتل الطلاب الثلاثاء، في كارولاينا الشمالية، إلا أننا نحتاج، وأكثر من أي وقت مضى، بأن يصل الرئيس والنائب العام، هولدر، منصة الخطاب وأن يتفحصوا شخصياً أمام العامة المشكلة الأكبر بثقافة الكراهية ضد المسلمين.

وبشكل أكبر، من المهم للغاية أن يقوم هولدر، الذي يشكل رأس إدارة النظام القضائي، على تحقيق فدرالي مباشر ومتكامل، حول الهجمة التي وقعت، وأن يوضح بأنه لن يتم الاستهانة بأي عنف قائم على لباس الناس أو صلاتهم، وفي الواقع قامت 150 منظمة بتوقيع رسالة تطالب فيها هولدر بتحقيق مماثل لما ذكرت سابقاً.

وكأمريكيين، نرغب بأن يكبر أطفالنا مع الفرص ذاتها، نرغب بأن تتمكن عائلاتنا من ممارسة شعائرها الدينية وأن تكون جزءاً من المجتمع، وأن يتم الترحيب بالتعددية، نرغب بأن نحافظ على سلامة مجتمعاتنا من كافة أشكال العنف.

واليوم، يحتضن المسلمون والعرب والسيخ والآباء من جنوب آسيا من الأمريكيين أبنائهم بشدة أكبر، ويشعرون بانعدام قدرتهم على حماية أحبائهم ممن يكرهونهم بسبب شكلهم أو أسلوب صلاتهم.

وبينما نحمل شعلة الأمان لنستذكر ضياء ويسر ورزان، والأمور العظيمة التي حققوها في حياتهم الجميلة، لنحيي ذكراهم بتأكدنا من أن أطفالنا الصغار، مثل سابرينا وسانيا، لن يشكلوا أهدافاً مستقبلية لجرائم الكراهية، دعونا نتأكد من أن نجوم المستقبل الصاعدين يمكنهم بأن ينموا بأمان في عالم حيث لا يخافون فيه من أشقائهم الأمريكيين.

لنخلق أمة لا تحتاج فيها سابرينا بالرغبة بأن تطلب من الرئيس الأمريكي حمايتها من الكراهية.