شقيق المدرب المغربي مصطفى العمراني: أخي ليس قاتلًا.. بل ضحى كثيرًا من أجل أطفال "بنسليمان"

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
شقيق المدرب المغربي مصطفى العمراني: أخي ليس قاتلًا.. بل ضحى كثيرًا من أجل أطفال "بنسليمان"
شقيق مصطفى العمراني، بوشعيب العمراني.Credit: facebook

المغرب، الرباط (CNN)-- على خلفية غرق 11 شخصًا، بينهم عشرة أطفال، قبل أيام قليلة بشاطئ قريب من العاصمة المغربية الرباط، بعدما كانوا يسبحون إثر انتهائهم من تداريب رياضة التايكواندو التي كانوا يزاولونها داخل جمعية بمدينة صغيرة اسمها بنسليمان، أكد شقيق المدرب المعتقل، مصطفى العمراني، أن شقيقه فقد ابنته بالتبني كذلك في هذه الواقعة، وأن هذا الحادث لا يعني أبدًا أن مصطفى أهمل الأطفال أو تسبّب في غرقهم.

وعاد بوشعيب العمراني في حوار مع CNN بالعربية إلى تفاصيل ما وقع، إذ كان شقيقه قد نقل 45 طفلًا من أعضاء الجمعية التي يشرف عليها إلى شاطئ قريب من المدينة لأجل التدريب. وقد انقسموا في تداريبهم إلى فوجين، الأول بدأ التدريب تحت إشراف مصطفى رفقة مدرب ثانٍ، وبعد أن انتهوا، سبحوا قليلًا في الشاطئ، ثم عادوا أدراجهم، وبعدها بدأ الفوج الثاني نصيبه من التدريب، تحت الإشراف نفسه.

ويضيف بوشعيب أنه بمجرّد ما أنهى الفوج الثاني الذي يصل عدده إلى 23 طفلًا تداريبهم، دخلوا إلى الشاطئ كي يسبحوا بدورهم دون أن يتجاوز الماء مستوى الركبة، تحت مراقبة مصطفى ومساعده، غير أن عاصفة مفاجئة، حرّكت مياه البحر، وجلبتهم إلى الداخل، فمن كان منهم طويل القامة استطاع العودة، منهم ابن المتحدث، ومن كان قصيرًا غمرته المياه، ممّا دفع بمصطفى والمدرب الثاني إلى محاولة إنقاذهم، رفقة سائق الحافلة التي نقلتهم.

وزاد بوشعيب أن مصطفى والمدرب الثاني والسائق استطاعوا إخراج بعض الأطفال من الماء، ومنهم طفلتان كانتا حيتان عندما أُخرجتا من الماء، قبل أن تفارقا الحياة فوق الرمل، كما غرق سائق الحافلة بعدما أنقذ طفلتين، لتصل حصيلة الأطفال الذين قضوا غرقًا إلى عشرة، رفقة السائق، بينهم ابنة مصطفى بالتبني، فدوى الوردي، بينما نجا من الموت المحقق 13 طفلًا.

وأكد بوشعيب أن أسر الضحايا تنازلت عن المتابعة، كما أنها تطالب بإطلاق سراح مصطفى العمراني الذي يواجه تهمة الإهمال المفضي إلى الموت، متابعًا: " أقسم لكم إن إحدى الأمهات قالت لي إن مصطفى هو من انتشل طفلتها من التشرّد، وأنها مستعدة لإدخال ابنتها الثانية إلى جمعيته، لأنها متأكدة أن ما وقع يبقى قضاءً وقدرًا، شأنها شأن بقية الأمهات اللائي لم يُحملن أبدًا أخي مسؤولية ما جرى".

كما تحدث بوشعيب عن واقعة سبق وأن تعرَّض لها شقيقه، وذلك عندما توّفي طفل كان يقوم بحركات تدريبية في الجمعية خارج وقت التداريب، عام 2010، وكيف طلب الطفل قبل وفاته بعدم لوم مصطفى لأنه لم يتسبب له في سقوطه على رأسه. وقد قامت وزارة الشباب والرياضة، حسب قول بوشعيب، بفتح تحقيق في الحادث أفضى إلى تبرءة شقيقه، غير أن المتاعب لم تتوقف عند هذا الحد، فقد سُجن مصطفى العام الماضي بسبب سيارة اشتراها لم تكن أوراقها صالحة، وقضى في السجن ثمانية أشهر، قبل أن تتم تبرئته.

ولفت بوشعيب إلى أن الحكم بالحبس النافذ على شقيقه سيؤدي بجميع الفعاليات الجمعوية بمدينة بنسليمان إلى إيقاف أنشطتها نهائيًا، تأكيدًا منها على أن العمل التطوّعي لا يجب أن يكون جريمة، شاكرًا في الآن نفسه آلاف المغاربة الذين تضامنوا مع شقيقه، خاصة وأن هذا الأخير يعيش حالة نفسية صعبة في السجن، لدرجة أنه يتمنى لو غرق مع الأطفال عوض أن يستمر مع العذاب النفسي الذي يعيشه.