المغرب، الرباط (CNN)-- استنكر رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، ما وصفها بـ"الانزلاقات والاعتداءات" التي قام بها بعض المواطنين على آخرين، بسبب "اعتقادهم أنهم يخالفون مبادئهم أو ما جرى به العرف في المجتمع"، وذلك في إشارة منه إلى ما وقع يوم الثلاثاء بمدينة فاس، عندما اعتدى مواطنون مغاربة جسديًا على شاب مثلي كان يرتدي زيًا نسائيًا.
وقال بنكيران في اجتماع مجلس الحكومة الذي عقد يوم الخميس، إن الدولة لن تسمح بمثل "هذه الانزلاقات"، كما أنها ستتعامل معها بالصرامة اللازمة، مشيرًا إلى أن السلطة حريصة على أن تكون هي الوحيدة التي تدافع عن القانون في وجه أيّ اختلال أو أيّ شيء من شأنه مخالفته أو مخالفة الأخلاق، مضيفًا أنه على أيّ مواطن له رأي مختلف أو شكاية، أن يتوجه إلى السلطات المختصة.
تأكيدات بنكيران على سمو القانون تأتي بعد إعلان السلطات المغربية توقيف شخصين للاشتباه في توّرطهما في الاعتداء على المثلي في الشارع العام بالعاصمة الثقافية للمملكة، وذلك بعدما راجت مقاطع فيديو توضح كيف عنف مواطنون مثليًا وطرحوه أرضًا، بينما كانت أصوات أخرى تحرَّض على قتله، قبل أن ينقذه عناصر الأمن.
كما أعلنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لمدينة فاس، فتحها تحقيقًا في الموضوع، وضبط كل من "ثبت توّرطه في القضية وتقديمه للعدالة وترتيب الآثار القانونية عن ذلك"، إذ أكدت أنها ستتعامل بصرامة مع كل من يتجاوز سلطة القانون وصلاحيات الدولة.
وتأتي هذه الأحداث في أعقاب جدل دائر في المغرب حول المثلية الجنسية التي يعاقب عليها القانون الجنائي بعقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجنًا. وقد أعلن القضاء المغربي قبل أيام عن متابعة مثليين بأربعة أشهر سجنًا نافذأ بعد تقبيلهما لبعضها في باحة مسجد تاريخي، في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن سماحها رسميًا بزواج المثليين في جميع ولاياتها.