رأي: الصين الخائفة من الإرهاب.. لا تتدخل في الخارج خشية استقطاب "إسلاموية" داعش والقاعدة

العالم
نشر
4 دقائق قراءة

مقال لمايكل كلارك، وهو أستاذ مشارك في كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، والمقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي CNN.

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أصدرت الصين تشريعات قانونية جديدة لمكافحة الإرهاب، ستُنفذ في يناير/ كانون الثاني المقبل، وترغم التشريعات الحكومات المحلية على مستوى المدن لتنسيق أنشطة مكافحة الإرهاب مع وكالة قومية سيتم تشكيلها قريبا.

وتوفر التشريعات أسبابا قانونية لمختلف أجهزة مكافحة الإرهاب في البلاد لتحديد وقمع الأفراد أو الجماعات الذين تعتبرهم "إرهابيين"، ويتطلب من شركات توفير خدمات الانترنت وشركات التكنولوجيا تقديم المساعدة التقنية والمعلومات، بما في ذلك مفاتيح التشفير، خلال عمليات مكافحة الإرهاب. ويمكن لذلك أن يُعّقد العلاقات بين العاصمة الصينية بكين وقومية الأيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ الذي يتمتع بحكم ذاتي.

وفي حين وُصفت القوانين الجديدة رسميا بأنها رد على تزايد الهجمات الإرهابية في شينجيانغ، ولكن الحماس المتجدد للإرهاب الإسلامي العالمي، المتصل بزيادة نفوذ تنظيم داعش كان مصدرا آخر للقلق. إذ وُجدت علاقات لعدد محدود من المتشددين الأيغور بالصراعات في أفغانستان وسوريا.

قد يهمك.. الصين: مقتل 11 "إرهابياً" في هجوم بمنطقة للأقلية الإسلامية

وكان واضحا في أفغانستان منذ وقت مبكر من القرن الـ21 أن عددا قليلا من الأيغور اصطف مع حركة طالبان الأفغانية والباكستانية والحركة الإسلامية لأوزبكستان على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان. وسعت بكين للاستفادة من العلاقة الوثيقة مع باكستان واتباعها نهجا عمليا بشأن طالبان، بما في ذلك تشجيع التوصل إلى تسوية سياسية بين كابول والحركة، لمنع احتمال امتداد التطرف الإسلامي في شينجيانغ. ولكن التقارير عن إعلان عناصر في طالبان وجماعات مثل الحركة الإسلامية لأوزبكستان ولاءها لتنظيم داعش، سيؤثر سلبا على هذا النهج.

أيضا.. اعتقال صيني بصفوف داعش في العراق يثير القلق في بكين.. وتباين حول مدى تأثر مسلمي الإيغور

كما ادعت الصين في أوائل 2013 أن المئات من الأيغور سافروا إلى سوريا، غالبا عن طريق تركيا، للقتال مع مختلف الجماعات المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي الآونة الأخيرة، وفقا لمؤسسة جيمس تاون، وهي مؤسسة أبحاث سياسية مقرها الولايات المتحدة، أصبح لحزب تركستان الإسلامي وجودا على ساحة الحرب السورية في صف جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا. ويُذكر أن الصين اتهمت الحزب بمسؤولية الهجمات الإرهابية الأخيرة في شينجيانغ.

اقرأ.. الصين: 3 قتلى و79 جريحا بانفجار محطة القطارات شمال البلاد

واستغللت الحكومة الصينية تقارير هذه الصلات بين الحزب التركستاني وجبهة النصرة، لتستخدمها كدليل على أن "الإرهاب الأيغوري" في شينجيانغ "يتلقى الدعم والأوامر من قبل منظمات إرهابية أجنبية."

وحتى الآن لا تزال بكين تكره التفكير في التدخل الفعال في هذه الصراعات خشية أن يستقطب ذلك نوعا من "الإسلاموية" الذي تمثله القاعدة وداعش، وقلقا من أن يقلل ذلك من الجاذبية الدبلوماسية لسياسة "عدم التدخل". وفي حين حاول المسؤولون الصينيون التقليل من شأن الآثار المترتبة على القوانين الجديدة من ناحية السياسة الخارجية للبلاد، إلا أن دراسة انخراط القوات الصينية في عمليات مكافحة الإرهاب في الخارج يوحي بأن اهتمامها بأمن الدولة قد يتخطى الاعتبارات الأخرى.