بيل وميليندا غيتس عن أمنيات القوة الخارقة: مزيد من الطاقة لفقراء العالم.. وتحرير المرأة بتوفير وقتها

العالم
نشر
8 دقائق قراءة
بيل وميليندا غيتس عن أمنيات القوة الخارقة: مزيد من الطاقة لفقراء العالم.. وتحرير المرأة بتوفير وقتها
Credit: courtesy gates foundation

تعليق لبيل غيتس وزوجته ميليندا، بشأن "القوة الخارقة" التي يتمنون أن يحصلوا عليها، مأخوذ من كلمتهم السنوية لعام .2016 يذكر أن كتاب هذه الرسالة هم مدراء في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، الآراء الواردة هنا تعكس وجهى نظر الكتّاب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر لـ CNN.

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- إذا كان باستطاعتك أن تحصل على قوة خارقة، ماذا يمكن أن تكون؟ لقد سئلنا هذا السؤال من قبل طلاب مدارس ثانوية في كنتاكي. وقد بدا جوابنا سخيفا لعشاق الأبطال الخارقين، كالفتاة الخارقة و"فلاش". ولكننا تمنينا فقط أن نملك مزيدا من الطاقة والوقت كي نستطيع مجاراة الاحداث السريعة في حياتنا المزدحمة بالمشاغل.

بالنسبة لمليارات العائلات حول العالم، الصراع من أجل الحصول على الوقت والطاقة مختلف تماما عن صراعنا، ولهذا الصراع وقع كبير على قدرتهم على إدراك القوى الكامنة بداخلهم. لذلك اخترنا التركيز على هاتين القضيتين الأساسيتين في كلمتنا السنوية، والتني ننشرها اليوم.

قد يهمك: النساء المكسيكيات "رعاة بقر" حقيقيات على ظهر الخيل​

مزيد من الطاقة لقليل من الفقر

تخيل الحياة بدون طاقة. لا طاقة لإضاءة المصباح الكهربائي، ولا لشحن الهاتف المتحرك، ولا لتشغيل الثلاجة في المنزل. ففي الحقيقة، هناك ما يقارب 1.3 مليار شخصا، ما يعادل 18 في المائة من عدد سكان العالم، لا يحتاجون إلى التخيل. إذ أن هذا الخيال واقع يعيشونه بالفعل في حياتهم اليومية.

فإذا أردنا أن نختصر التاريخ في جملة واحدة ستكون "الحياة تتطور نحو الأفضل، ليس للجميع كل الوقت، ولكن لمعظم الناس في معظم الوقت"، والطاقة هي واحدة من أهم أسباب هذا التطور. منذ آلاف السنين، والناس يحرقون الأخشاب للحصول على الوقود. وحياتهم كانت في المجمل قصيرة وشاقة.

ولكن حين بدأ الناس باستخدام الفحم في القرن التاسع عشر تطورت الحياة بشكل أسرع. فبعدها بفترة ليست بالطويلة أصبحنا نمتلك أضواء كهربائية وناطحات سحاب ومصاعد ومكيفات وسيارات وطائرات وكل المكونات التي شكلت حياتنا الحديثة.

أيضاً: حملة تدعو إلى عدم استخدام "الجنس" في الترويج للمبيعات: النساء ليست سلعة

لو لم نحصل على الطاقة، لكان الفقراء عالقين في الظلام الحالك، ومحرومين من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي حدثت بفضل الطاقة. فإذا أردنا فعلا مساعدتهم، فعلينا أن نجد لهم وسيلة يحصلون من خلالها على الطاقة التي يحتاجون

إليها، وعلينا أن نقوم بذلك بطريقة لا تؤذي المناخ، لأن إيذاء المناخ سيؤذي الفقراء في الدرجة الأولى، إذ يؤثر عليهم المناخ أكثر من غيرهم.

ولإنتاج طاقة نظيفة وغير باهظة الثمن، علينا أن نستخدم التكنولوجيا بطريقة أفضل، كطاقة الشمس والرياح. والاهم من ذلك، سنحتاج إلى بحث مطول من أجل الحصول على آلاف الأفكار في هذا المجال.

الحكومة الأمريكية هي أكبر ممول للبحث عن الطاقة وتطويرها في الوقت الراهن، ولكن استثماراتنا في هذا المضمار، يرثى لها. ففي الواقع، إن المستهلين ينفقون على الغازولين في أسبوع واحد أكثر مما تنفق الحكومة على البحث عن الطاقة النظيفة في سنة كاملة.

ولدفع عجلة التطوير والبحث عن الطاقة، ساعد بيل مؤخرا، في إطلاق جهود أكثر من 12 مواطنا يسعون إلى تكملة البحوث التي تقوم بها حكومات عدة حول العالم في هذا المجال.  وأحد الأفكار المجنونة التي يتحفز لها بيل، هي إيجاد طريقة يمكن من خلالها استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الوقود، كما تستخدم النباتات أشعة الشمس لتوفير طعامها، والبطاريات التي تكون بحجم المسبح وتمتلك طاقة استيعاب ضخمة.

بعض هذه الأفكار المجنونة ستأتي بثمارها. لكننا نراهن على أن العلماء والمهندسين سيطورون اختراعات مفاجئة وهامة ستكون كفيلة في وضعنا على طريق التخلص من انتاج الكربون وإتاحة الطاقة للجميع، في فترة لا تتعدى الـ 15 عاما.

و.. مقاطعات صينية تُقر توفير إجازات مدفوعة للنساء اللاتي تعانين من آلام الدورة الشهرية

حرروا قوى النساء بتوفير الوقت عليهن

يقضي أكثر من مليار شخص لا يملكون الطاقة، جزءا كبيرا من وقتهم في جمع الأخشاب والماء لتوفير المتطلبات الأساسية لحياتهم، كتوفير التدفئة لمنازلهم وتنظيفها وطهي طعامهم. وبشكل ثابت، فإن من يقوم بهذا العمل هن النساء والفتيات. فإن النساء حول العالم يقضون متوسط أربع ساعة ونصف في القيام بأعمال لا يتلقون أجرا مقابلها يوميا، في حين يكون متوسط الوقت الذي يقضيه الرجال في الأعمال غير المدفوعة هو ساعتين في اليوم.

ومتوسط هذ الوقت قد يوصل معلومات غير دقيقة عن حياة بعض النساء، اللواتي يعملن لست أو سبع ساعات يوميا في اليوم دون تلقي الأجر.

فعندما زارت ميليندا تنزانيا منذ سنتين، مكثت مع امرأتين تدعيان آنا وسناري وأطفالهم الستة. إذ كان يبدأ يوم آنا عند الساعة الخامسة صباحا، عندما تشعل النار لتحضير طعام الفطور.

وعندما كانوا ينتهون من التنظيف، كانوا يذهبون لجلب المياه، وبعدها يكون قد جاء وقت إشعال النار لتحضير طعام الغداء، بعد أن يذهبوا إلى الغابة لإحضار الأخشاب. وبعد ذلك يذهبون مجددا لجلب الماء وحلب العنزات وتحضير طعام العشاء والغسيل على ضوء القمر. وهذا النظام اليومي المتعب الذي تعيشه آنا يحدث في كثير من بقاع الأرض.

هذا الحمل الثقيل وغير المتساو هو أمر غير عادل، وهو عقبة حقيقية تقف في وجه الإنتاج، إذ إن النساء منشغلات في توفير متطلبات الحياة الأساسية ولا يستطعن الاستثمار في مستقبلهن، إذ لا يمكنهن تلقي الأجر مقابل العمل الذي يقمن به، أو الذهاب إلى المدرسة أو عيادة الطبيب بشكل منتظم.

الحل الوحيد لذلك، هو الاستثمار في الطاقة النظيفة وغير المكلفة، لجعل القيام بالأعمال غير مدفوعة الأجر، يستهلك وقتا أقصر. ولكن تقليل الوقت المستهلك للقيام بالأعمال المنزلية وحده ليس كافيا، إذ يجب علينا أيضا إدراك ان وقت المرأة ثمين كما وقت الرجل، إذا أردنا تحرير النساء بشكل كامل.

فلا توجد دولة في العالم يقوم فيها الرجال بأعمال غير مدفوعة بنفس القدر الذي تقوم به النساء بهذه الأعمال، ليحصل الجميع على مساحة من الوقت تمكنهم من التطور.

توزيع العمل يعتمد على الثوابت الاجتماعية، إذ أننا لا ننتبه في الحالة الطبيعية إلى أفكارنا الافتراضية عن الكيفية التي يجب على المرأة والرجل اتباعها في إمضاء وقتهم. ونحن نتمنى ان نكون مصدر إلهام للشباب اليافع لتغيير هذه الثوابت.

الطاقة والوقت قضيتان هامتان، ولكن هناك غيرهما الكثير من القضايا الهامة كذلك. ماذا يمكننا أن نفعل لتطوير العالم؟ وما هي القوة الخارقة التي نتمنى أن نحصل عليها؟ انضم إلينا في النقاش وشاركنا بـ #قوتك_الخارقة