لعبة كراسي موسيقية من الاتهامات الدولية حول سوريا.. وأصابع الاتهام في كل مكان

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
لعبة كراسي موسيقية من الاتهامات الدولية حول سوريا.. وأصابع الاتهام في كل مكان

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط احتدام الصراع بين الأطراف المتناحرة في سوريا، تتبادل قوى العالم الاتهامات والإدانات، إذ تشير كل دولة إلى مسؤولية الأخرى عما يحدث من غارات جوية ودعم للجماعات الإرهابية وتدخل عسكري على الأرض.

أدانت تركيا روسيا لمسؤوليتها عن قصف مستشفيات ومدارس ما أدى إلى مقتل 50 مدنيا على الأقل بينهم نساء وأطفال، وإصابة عشرات آخرين، خلال الأسابيع الماضية، حيث قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن "المقاتلات الروسية تسرح وتمرح هناك، فيموت الآلاف من المظلومين." في حين استنكرت أنقرة عدم موافقة واشنطن على إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، وأدانت دعم واشنطن لجماعات كردية تصنفها تركيا كمنظمات إرهابية. 

واتهمت واشنطن موسكو أيضا، إذ قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر: "كانت طائرات روسية التي نفذت هذه الضربات.. ونحن واثقون جدا في تقييمنا بأن روسيا وراء هذه الهجمات." وانتقدت واشنطن ما وصفته بـ"رسائل موسكو المتضاربة" بشأن القتال في سوريا، قائلة: "إما أن تفعلوا ما تدّعون أو تخرسوا."

ومن جانبه، نفى الكرملين مسؤولية روسيا عن الهجمات الصاروخية على المرافق الطبية والمدارس، وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية عدم تقديم أي جهة دولية دليل قاطع على سقوط ضحايا مدنيين نتيجة الغارات الجوية الروسية في سوريا. ووجهت موسكو أصابع الاتهام إلى أنقرة، إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن الأحداث الأخيرة على الحدود التركية السورية تُظهر إعداد أنقرة المكثف "لغزو عسكري داخل أراضي شمال سوريا." ومن جانبها، نفت تركيا ذلك واتهمت روسيا بأنها "الدولة الغازية".

وأعلنت المملكة العربية السعودية في بداية الشهر الجاري، استعدادها للمشاركة بقوات برية في سوريا مع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ما لاقى هجوما من روسيا وإيران. إذ استنكرت روسيا التدخل ووصفته بأنه "انتهاك وإفشال للسلام"، وأثار إعلان المملكة عاصفة هجومية من تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين، التي تفاوتت بين وصف الرياض بـ"الجنون" وتحذيرها من ارتكاب "انتحار"، واتهامها بـ"العجز" و"دعم الإرهاب".

في حين أجمعت السعودية وأمريكا وتركيا على وجوب رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وتأسيس حكومة انتقالية للبلاد، وبالطبع يُصر الأسد على أنه رئيس الدولة ويشيد بالدعم الذي يتلقاه من روسيا التي توفر له الدعم العسكري، وإيران التي ترى أنه "الرئيس الشرعي" وتعتبره "خطاً أحمر".

ووسط كل ما يحدث على مسرح العالم من تبادل الإدانات والتصريحات الهجومية وامتداد أصابع الاتهام إلى الجميع حول الأزمة السورية، يجدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التصريح بشعوره بـ"القلق" من الأوضاع.