دعونا نرسم معا طريق التعايش.. رأي لجواد مبروكي

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير جواد مبروكي
دعونا نرسم معا طريق التعايش.. رأي لجواد مبروكي
Credit: Dan Kitwood/Getty Images

هذا المقال بقلم الدكتور جواد مبروكي، ولا يعبّر عن وجهة نظر CNN.

-أتمسك بأن الحقيقة هي التي أمتلكها، هي التي علموني إياها منذ أن كنت صغيرا، أرضعوها لي مع الحليب، ثم في الخبز بعد ذلك. أرفض وأُدين، دون فحص ودون بحث، حقيقة الآخر، لأنها خاطئة بالنسبة لي.

-لست بحاجة لأن يعلمني أحد الحقيقة، لأن الحقيقة غير التي في خبزي حقيقة خاطئة، وأنا أرفض سماعها.

-أنا أقدَر على الحكم عليك..  نعم، وأن أدينك، نعم.. لأنك تقول الخطأ، وتفكر بشكل خطأ. لأن طائفتي وحدها هي التي تمتلك الحقيقة، طائفتي وحدها هي المختارة من قبل الله، إنها مكتوبة في الكتاب.

-لقد نشأت مع هذه الحقيقة، لقد رأيتهاعارية مع أهلي،  لماذا تقول لي أن هناك حقيقة أخرى لاكتشافها؟

-أنت تقول الخطأ، عد إلى جادة الصواب. إنك أنت المخطئ، وأنا أقول الصواب، لأن حقيقتي ظهرت قبل حقيقتك وهي أبدية. هل تعتقد أن لديك حقيقة أخرى غير حقيقتي؟  أنت تعتقد أنك تحمل حقيقة أخرى؟

-أنت تعتقد أن حقيقتك ليست سوى تطوير لحقيقتي ونحن جميعا نمتلك نفس الحقيقة؟ لا إنك على خطأ، تصلي بطريقة أخرى، تصوم بطريقة أخرى، وتؤمن برسول آخر غير رسولي، إذا أنت تقول الخطأ.. أنت في ضلال لأن حقيقتي هي الحقيقة الحقة.

-أنا لا أريد أن أعيش معك، لا أريد أن أتعايش معك، أنت مختلف عني، أنت في الخطأ لأنك لا تنتمي إلى الذين أنتمي لهم.

-ماذا؟  تؤمن بنفس الإله الذي أومن به، وبالنسبة لك هذا هو الأساس؟ ماذا؟ أليس إلهك يأمرك أن تفعل الخير وكذلك أمرني إلهي وهذا هو الأساس؟

-لا، الأساس هو كيف تصلي، كيف تصوم، المكان الذي تحج إليه، المكان الذي تصلي فيه والأعياد.

-كل ما تفعله مختلف عما تفعله جماعتي.

-نحن لا نصلي بنفس الطريقة، وليس لدينا نفس أماكن الحج، ولا نصوم نفس الشهر  ولا نحتفل بنفس الأعياد!

-إن حقيقتي أسمى من حقيقتك، أنا لا أتشارك معك في أي شيء، ولأننا مختلفان، فلا يمكن لي أن أتفق معك!

-لماذا لا نتشارك في الأعياد؟ لماذا لا نتشارك في الدعاء؟ ماذا؟ معذرة ؟ تقول؟ تقول إننا نعبد نفس الإله وهذا هو الأهم؟ تقول إنه يجب أن نتحد من أجل حب الله،  هذا هو الأكثر أهمية بالنسبة لك؟

-يجب أن نقوم معا على خدمة حينا، مدينتنا وبلدنا،  هذا هو الأكثر أهمية بالنسبة لك؟

-لا! الأهم بالنسبة لي هو الصلوات 12 ، وصيام شهرين، والعيد الأكبر، وحلق نصف الجمجمة وحمل علامة بيضاء على جبهتي، وأن أتزوج امرأة تؤمن بنفس حقيقتي ولا أهتم بإنقاذ وخدمة إلا عشيرتي!

-ماذا؟ هل هذه الأحكام بالنسبة لي أكثر أهمية من القيم الروحية؟ أن تحب الناس جميعا؟ أن تكون طيبا مع الجميع؟ كيفما كانت حقيقته؟

-وماذا عساني أفعل بحقيقتي إذا؟ آه!  تعتقد أن الحقيقة واحدة لا تتجزأ؟

-ماذا؟ معذرة ؟ ماذا أفعل بالذي لا يملك أية حقيقة؟ أوحقيقته الوحيدة هي احترام جميع ما خلقه الله؟

-حسنا، لا بد له أولا أن يقبل حقيقتي لأنها قديمة وبديهية؟ ماذا؟ هل من العدل إجباره على قبول حقيقتي؟

-معذرة ؟ هل حقيقتي هي ثمرة بحثي الشخصي والمستقل أم أني ورثتها فقط عن آبائي؟ ثمرة خيالي؟

-أتفضل أن يكون اختلافنا كحديقة بازهار متنوعة بجمالها و تعايش في محبة الانسانية أو نجعل من جمال حديقة تنوعنا سببًا لعداوتنا؟