زغب رمضان.. عندما يستقبل الموريتانيون الشهر الفضيل بحلق رؤوس أبنائهم

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
زغب رمضان.. عندما يستقبل الموريتانيون الشهر الفضيل بحلق رؤوس أبنائهم
Credit: AFP getty images

التار ولد احمده موريتنايا (CNN)-- يتفق الشعب الموريتاني مع الشعوب الإسلامية  في إبداء الفرح والابتهاج والسرور بحلول شهر رمضان الكريم، لكن للموريتانيين طقوسهم الخاصة وعاداتهم التى ينفردون بها يعبرون من خلالها عن سعادتهم و احتفاءهم بقدوم الشهر الفضيل. 

من هذه العادات و الطقوس ما يعرف محليا بـ " زغب رمضان " وهي عبارة عن حلاقة شعر الرأس الصبيان و أحيانا الكبار لكي يبدأ الشعر بالنمو مع بداية شهر رمضان .

يعتقد الباحث الاجتماعي، جمال ولد الشيخ، أنه نتيجة تمازج المجتمع الموريتاني مع المجتمعات العربية والإفريقية المجاورة له، تشكلت لدي المجتمع الموريتاني عادات وتقاليد  ليس لها من تفسير إلا أنها ناجمة عن هذا التمازج، متحدثًا لموقع CNN  بالعربية أن حلق الشعر ارتبط لدى الموريتانيين بـ" الفرح و الغبطة و السرور والابتهاج، فكانت حلاقة الرأس في المجتمع الموريتاني القديم بمثابة يوم عظيم يعم فيه  السرور".

ويضيف ولد الشيخ أن ظاهرة حلق الشعر أو تخفيفه ارتبطت لدى العرب، والمسلمين تحديدا، بشعائر دينية وخصوصا شعيرة الحج التي تعني القرب من الله و قضاء الحاجات و إصلاح الحال، وارتبطت المجتمعات الإفريقية التي تربط حلق الشعر بزوال الهم و السعة في الرزق وبسط  الأمن، فكانت العادة عند الموريتانيين مزيجًا بين الاثنين.

ويتابع ولد الشيخ: " لا تزال عادة زغب رمضان ممارسة بشكل كبير في المجتمع الموريتاني، رغم انحسارها شيئا ما  بسبب عصر السرعة و رياح العولمة التى عصفت ببعض أجزاء طريقة إقامتها. وكانت العادة تقتضي أن يقوم الأب بحلاقة شعر ابنه بنفسه، بطريقة تقليدية، كما يقوم الرجال بحلاقة رؤوس بعضهم البعض، أما اليوم فقد أصبح الآباء يوكلون المهمة للحلاق العصري".

سالم ولد باه حلاق مشهور في العاصمة نواكشوط تحدث لموقع CNN بالعربية عن  الازدهار الذي تشهده مهنته مع  كل إطلالة  جديدة لشهر رمضان وإقبال الناس على ممارسة هذه العادة، متحدثًا: "رمضان شهر ميمون ومبارك وهو أكثر شهور السنة رواجا لمهنتنا فخلال أيامه الأولى نشهد إقبالا كبيرا علينا وكثيرا ما يكون الطلب فيه علي الحلاقة للأطفال تطبيقا لعادة "زغب رمضان"".

ويقول محمد محمود هو زبون للحلاق سالم وجدناه وهو في انتظار دوره وقد اصطحب معه ابنه  ليحلق له زغب رمضان: "خلال اليوم الأول من رمضان و بعد الانتهاء من صلاة التراويح أقصد الحلاق مصطحبا ابني ليحلق له شعر رأسه.. ورثت هذه العادة من والدي وقررت تربية ابني عليها. أنا أيضا أخفف من شعر رأسي لينبت مع رمضان لما في ذالك من يمن وخير وبركة".

الأستاذ في الجامعة الإسلامية بمدينة لعيون الدكتور،اسلم ولد الطالب اعبيدي، اعتبر في تصريح خاص لموقعCNN  بالعربية، أن معظم الفقهاء  يقرون هذه الممارسة، معتبرين أن العادات التى دأب المجتمع عليها وتحظى بمكانة كبيرة في نفوس الشعب إذ ا لم تكن مخالفة للشريعة فهي مباحة شرعا، انطلاقا من المقولة الشهيرة " العادة كالشرع ما لم تخالفه".

ويضيف اعبيدي: " لم أقف على تأصيل شرعي لظاهرة زغب رمضان، رغم أنه لا غبار في شرعية الممارسة، إلا أن النية من ممارسة هذه العادة و الهدف من ممارستها، هو لب الموضوع ، وهو وجه التحليل أو التحريم، وبالنظر إلي طول العهد على ممارسة هذه الظاهرة ولأن معظم علماء البلد مارسوها أو أقروها ولم يرجح قول يناقض ذالك فالراجح هو جوازها".