حملة افتراضية تدعو الجزائريين لإحياء تقاليد اللباس في العيد

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
حملة افتراضية تدعو الجزائريين لإحياء تقاليد اللباس في العيد
Credit: DR

الجزائر (CNN)-- أطلق نشطاء جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي تزامنا مع مناسبة عيد الفطر هاشتاغ حملة ‫#‏ألبس_جزائري_في_العيد، يدعون فيه الشباب إلى لبس اللباس التقليدي الجزائري يوم العيد بهدف المحافظة على الموروث الثقافي الذي بدأ يعرف طريقه إلى النسيان بفعل ما أسموه التقليد والتشبه بثقافة الآخرين، وحقق هذا الهاشتاغ تجاوبا وتفاعلا بشكل ايجابي بعدما نشر المتفاعلون صورهم في العيد وهم يرتدون اللباس التقليدي.

وجاءت الحملة التي أطلقتها عدة صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي وانضم إليها نخبة من الإعلاميين والفنانين بما فيهم فنانون عرب على غرار نجمة الدراما العربية نسرين طافش، من أم جزائرية وأب فلسطيني، من أجل توعية الجزائريين على‫‏المحافظة على تراثهم، وكتبت طافش على صفحتها في الفايسبوك "كل تراث بلاد العرب غنية و رائعة و لزي المغرب العربي ككل خصوصيته و جماله .. و للزي التقليدي الجزائري جمالية خاصة".

الصحفي محمد الفاتح خوخي هو الآخر انخرط في هذه الحملة واختار أن يقدم البث المباشر على قناة الشروق بالزي التقليدي، إذ أكد لـ CNN بالعربية أن  المبادرة جاءت لإعادة الاعتبار للموروث الثقافي الذي طاله النسيان"، وفضّل خوخي ارتداء الكراكو العاصيمي عوض البدلة الكلاسيكية "دعما و تشجيعا للمبادرة، التي أعادت إحياء النقاش حول الهوية و التراث الجزائري المهمل".

وعلى خلفية هذه الحملة عاد الجدل مجددا حول موضوع الهوية وعاد معه الحديث عن دور الفضاء الأزرق "الفايسبوك" في إحياء التراث الجزائري وإعادة الاعتبار لتقاليد الجزائريين التي بدأت في الاندثار مع الغزو الثقافي الذي تتعرض له المجتمعات العربية والجزائر على وجه الخصوص، ويبدو أن هناك محاولات عديدة من طرف رواد الشبكات التواصل الاجتماعي من اجل تقديم مبادرات مماثلة للمساهمة والحفاظ على الموروث الجزائري.

وعن هذا، يقول مغني الراب كريم الغانغ في تصريح لCNN بالعربية إانه "مهما كانت قوة الغزو الغربي لثقافتنا وهويتنا فبإمكاننا استعمال الفيسبوك ليس في استرجاع الموروث الجزائري بل في الحفاظ عليه خصوصا مع المناسبات الوطنية والأعياد الدينية"، مشيرا إلى أن قمة الفخر بالنسبة إليه هي "عندما تلبس ما يرمز إلى هويتك وعاداتك وتقاليدك يوم فرحك واحتفالك بأعيادك".

أما بودكاستير انس تينا فيرى في حديثه لـCNN بالعربية، أن تبنيه للحملة راجع إلى كونها "صارت متعلقة بمفهوم الهوية الجزائرية"، ورغم انتشار اللباس المغربي بكثرة في الجزائر، فقد اعتبره تينا تشابهًا في الموروث الثقافي بين الشعبين الجزائري والمغربي، رغم أن الجزائريين أصبح لديهم خلط بين الألبسة نظرا لهذا التقارب، وفقا لتينا، معربا عن سعادته بعدما عرفت هذه الحملة تفاعلا كبيرا اثر قيام المتفاعلين بنشر صورهم في العيد بالزي التقليدي.

وهذه الحملة صاحبتها أسئلة كثيرة حول دوافع تخلي الجزائريين عن موروثهم الثقافي الذي تزخر به البلاد على اعتبار أن كل منطقة في الجزائر لها عادات وتقاليد خاصة بها، وفي هذا الشأن يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور ناجح مخلوف إن موضوع اللباس التقليدي هو موضوع تاريخي ولعل العامل الرئيسي والمهم في تخلي الفرد الجزائري عن هذا اللباس التقليدي يعزى للعامل الاستعماري".

كما يعدّ العامل الاقتصادي، في نظر مخلوف، أحد الأسباب التي دفعت بالفرد بالتخلي عن هذا اللباس التقليدي وعند الجنسين على اعتبار أن "تكلفة إنجازه باهظة الثمن بالنظر إلى إتقان ودقة صنعه مقارنة باللباس الأوربي، كذلك اللباس التقليدي لم يكن عمليا بالنسبة للرجل خاصة في ظل التحولات المجتمعية في عالم الشغل، فمثلًا "القندورة والسروال لمدور" لا يساعدان في المهن الحالية غير مهنة الفلاحة".

وعزى مخلوف خلال حديثه لـCNN بالعربية هذا الأمر كذلك إلى "مستوى الوعي لدى الشباب ونظرته القاصرة لهذا اللباس وربط اللباس الأوربي بالتحضر والتقدم"، داعيا الجزائريين إلى الاقتداء بالنموذج الياباني على اعتبار ان الفرد الياباني له نمطان في الحياة، "الحياة العصرية في العمل من خلال لبسه، وحياة تقليدية يجسد فيها موروثه الثقافي في البيت".