في بنغازي.. طلبة يحتفلون بتخرّجهم وسط الألغام واستمرار الاقتتال

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير منية غانمي
في بنغازي.. طلبة يحتفلون بتخرّجهم وسط الألغام واستمرار الاقتتال
Credit: all rights reserved

ليبيا (CNN)-- "من رحم الأزمات يولد النجاح والتفوق" مقولة أثبتها طلاب مدينة بنغازي الذين تلقوا شهادات تخرجهم وسط أكوام من الألغام والمتفجرات داخل جامعة تعرضت للتخريب، فالدمار الذي لحق مدينتهم كان دافعا قويا لهؤلاء للدراسة وتحدي الواقع الأليم من أجل النجاح  ورسم مستقبل أفضل.

وتحت شعار "تحاربوننا بالموت نحاربكم بالحياة " تقام احتفالات تخرج الطلاب والطالبات  داخل الحرم الجامعي ببنغازي هذه الأيام وعنوانها التحدي والإصرار، والتقط الطلاب الصور وأشرطة الفيديو لتوثيق يوم تخرجهم وذلك وسط حقل من الألغام والمتفجرات داخل ما تبقى من مبنى الجامعة التي كانت على امتداد السنوات الماضية من أعرق وأفضل المؤسسات الجامعية في ليبيا.

محمد بوشقمة رئيس اتحاد الطلبة بالجامعة، أكد أن الغرض من إقامة احتفالات التخرج في مثل هذه الظروف هو إيصال رسالة للعالم بأن جامعة بنغازي التي "عاث فيها الإرهابيون والمتطرفون ودمروها لم ولن تتوقف، وستعود كما كانت وأفضل بفضل الطلاب الذين تخرجوا أو بقية الطلاب الذين يتلهفون للعودة لجامعتهم في أقرب وقت".

وأضاف بوشقمة في تصريح لـCNN بالعربية:" هذه رسالة من طلاب الجامعة لليبيين وللعالم أجمع بأن مدينة بنغازي انقسم أبناؤها إلى جزئين. أحدهما يحمل السلاح محاربا الإرهاب والآخر يحمل القلم و الأوراق لبناء ما دمرّه الإرهاب، وهي رسالة وفاء كذلك لطلاب الجامعة الذين فقدناهم في الحرب على الارهاب و الذين وصل عددهم إلى 120 طالب".

وتحولت جامعة بنغازي على امتداد العامين الماضيين إلى ساحة اقتتال حيث اتخذتها الجماعات الاسلامية المتشددة قاعدة عسكرية ومركزا تتحصن فيه قبل أن يتمكن الجيش الذي يقوده حفتر من استرجاعها ويكتشف كمية الألغام والمتفجرات التي تم زرعها داخل أسوارها وفي محيطها. 

وفي هذا السياق، تواصل قوات الهندسة العسكرية مجهوداتها لإزالة كافة الألغام التي زرعها المسلحون في مدينة بنغازي والتي يؤكد بوشقمة أن مجموعة منها لا تزال داخل الجامعة وتشكل خطرا على الطلبة ويستمر العمل على التخلص منها رغم الإمكانيات البسيطة.

وكان الطلاّب بالجامعة يأملون بأن يرافق يوم تخرجهم احتفالا سعيدا ويكون من المحطات المميزة في حياتهم ويبقى عالقا في الذاكرة، إلا أن ظروف الحرب والاقتتال غيّرت أمنياتهم ورغم ذلك فهم يشعرون بالفخر والسعادة ومتفائلون بمستقبل أفضل.

أمل العوامي متخرجة من كلية العلوم عبّرت عن فرحتها بما حققته بعد تحدّيها لكل الظروف والصعاب التي اعترضتها خلال مسيرتها التعليمية بسبب ما تشهده البلاد من حرب، معبرة عن أملها في تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها بلادها، خاصة قطاع التعليم الذي تأثر كثيرا بما حدث.

وتقول في حديث لـCNN بالعربية: "كانت فرحتي كبيرة بالتخرج. أردنا أن نثبت للعالم أن بنغازي تمرض ولكن لا تموت. بالرغم ممّا عانيناه من ظروف سيئة من انتهاك جامعتنا وحرقها وتدمير أكبر وأعرق صرح تعليمي في مدينتي، إلّا أننا حققنا في النهاية جزءًا من أحلامنا بمساندة من طاقم الجامعة ومساعدة من الجيش الذي نتمنى له النصر على الدواعش".

ودعت العوامي التي تستعد لدراسة الماجستير في القانون الطلبة الذي فقدوا الأمل في مستقبلهم التعليمي، إلى الرجوع إلى مقاعد الدراسة والمشاركة في بناء البلاد حسب تخصصاتهم وإبقاء روح التفاؤل لديهم حتى يتحقق الأمل في مستقبل أفضل.

من جهتها وصفت الطالبة منى الفيتوري خريجة كلية الإعلام في تصريح لـCNN بالعربية ظروف تخرجها بالسيئة والمؤسفة، لكن أهم شيء بالنسبة إليها هو استمرارها في العلم والنجاح والتخرج من جامعتها الأصلية حتى وإن كان شكلها سيئا ومدمرة، مؤكدة أن ليبيا ستتجاوز هذه المرحلة ويعود كل شيء مثلما كان وربما أفضل.