مدرّسو الفلسفة بالمغرب يعلنون الحرب على كتابين للتربية الإسلامية

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
مدرّسو الفلسفة بالمغرب يعلنون الحرب على كتابين للتربية الإسلامية
إحدى صفحات منهاج التربية الإسلامية بالتعليم الثانويCredit: facebook

إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— تستمر الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة في مطالبها بسحب كتابين للتربية الإسلامية، بمبرّر الإساءة إلى الفلسفة والعلوم الإنسانية، وقال الكاتب الوطني للجمعية إن المرجعية المعتمدة في الكتابين لديها "توجه متطرف يتعارض مع الخصوصية المغربية".

وقال عبد الكريم سفير إن الكتاب الخاص بالسنة الأولى تعليم ثانوي يحمل الكثير من التمييز بين العلوم الشرعية وما يراها المؤلفون غير شرعية، إذ يميل إلى اعتبار أن كل ما هو شرعي هو الأساس، أما الرياضيات والعلوم فهي دخيلة، بينما يربط كتاب السنة الثانية الفلسفة بالزندقة والانحلال ويرى أن الانتاج الانساني ضد الإنسان.

وجاء في كتاب "المنار في التربية الإسلامية"، ويخص السنة الأولى من التعليم الثانوي، أن الفلسفة أو نتاج الفكر الإنساني "مخالف لما جاء به الإسلام لأنها تعتمد على إعمال العقل بعيداً عن النصوص الشرعية"، كما يتضمن الكتاب ذاته رأي الفقيه ابن الصلاح الشهرزوري الذي يخلص إلى القول من "تفلسف فقد استحوذ عليه الشيطان".

وتابع سفير إن سلسلة منار بشكل عام تحمل إيديلوجية متطرّفة قادمة من الشرق، خاصة في المواقف من الفلسفة والفن، مشيرًا إلى احتوائها على نصوص لابن تيمية، في وقت تغيب فيه مراجع مغربية، وروح المذهب المالكي والتصوف المغربي، معطيًا المثال بتعريف السلسلة للإسلام على كونه جميع الرسالات من آدم إلى محمد، ممّا يعني نفي وجود بقية الديانات حول قوله.

وأضاف المتحدث في تصريحات لـCNN بالعربية أن الإصلاح الحقيقي يجب أن يتوخى تخليص المناهج من الهيمنة المتطرفة، وإن المدرسة يجب أن تساهم في إخراج المواطنين وليس الجهاديين، مشيرًا إلى أن الوزارة تحاول التنصل من المسؤولية، وأن استمرار الحال على ما هو عليه يبقي على التناقض في مناهجها الدراسية، إذ تدرّس الفلسفة وفي الوقت نفسه تجرمها.

وكانت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة قد دعت أعضاءها إلى احتجاجات في كافة مناطق المغرب أيام 21 و22 و23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأكدت في بلاغ صادر بعد الاحتجاج أنها ستستمر في العمل من أجل تحقيق مطلبها القاضي بسحب الكتب المثيرة للجدل بكل الوسائل الحضارية المتاحة، ومن ذلك "تنظيم أيام دراسية في الموضوع بالرباط تتوج بإعلان الرباط للدفاع عن الفلسفة".

وسبق للجمعية ذاتها أن أصدرت بلاغا رفضت من خلاله ما جاء في الكتابين، وقالت إن مضمونهما "يضرب في المعاني الحقيقية للفلسفة، ويعمل على تشويه وتحريف مقاصدها، والدعوة للتعصب والجمود والتطرف"، ممّا "يعد خرقاً سافراً لمبادئ الدستور والميثاق الوطني للتربية والتكوين، وكذا مبادئ حقوق الإنسان والطفل".

ودافعت وزارة التربية الوطنية عن الكتابين، وقالت إن "منهاج التربية الإسلامية الجديد يستند إلى مبدأ الوسطية والاعتدال، ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة، ويؤكد على تعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني، والذي تمثل مجزوءة الإيمان والفلسفة أحد مظاهره".

وتابعت الوزارة في بلاغ لها إن الفلسفة "تقوي العقل وتطور التفكير، ولها أثر في ترسيخ الإيمان"، زيادة على أنه "لا تعارض بين الفلسفة الراشدة والإيمان الحق"، وأن توجهات الوزارة "تنبني على السعي إلى التوازن وعدم السقوط في المفاضلة بين المواد الدراسية، نظرا لتكاملها وتضافرها الوظيفي، وفي الوقت نفسه عدم مصادرة حق التلاميذ في السؤال والتساؤل".