الصراع بين السراج والغويل على العاصمة طرابلس.. لمن تميل الغلبة؟

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير منية غانمي
الصراع بين السراج والغويل على العاصمة طرابلس.. لمن تميل الغلبة؟
Credit: getty images

ليبيا (CNN)— عاد النزاع من جديد على العاصمة طرابلس بين حكومة الوفاق المدعومة أمميا وحكومة الإنقاذ غير المعترف بها دوليا، إذ تسعى كل واحدة منهما للسيطرة على المقرات الرسمية الموجودة بالعاصمة الليبية في إطار صراع من أجل البقاء وفرض الوجود، فما هي السيناريوهات المتوقعة لذلك؟

ولا تتوقف النزاعات في ليبيا، فبعد الصراع على النفط الذي انتهى بسيطرة الجيش الذي يقوده خليفة حفتر و تدعمه حكومة ثالثة في الشرق، بدأ صراع النفوذ السياسي على مقرات الدولة في العاصمة طرابلس بين حكومتين تتواجدان في الغرب الليبي: حكومة الوفاق التي تكافح من أجل البقاء في المشهد وحكومة الإنقاذ التي تسعى إلى العودة إليه.

"هذا الصراع هو صراع بقاء بين حكومة خليفة الغويل وحكومة فايز السراج، فمن سيُسيطر على المقرات الرسمية في العاصمة طرابلس سيكون له نفوذا سياسيا يضمن له حصة في المشهد السياسي الجديد" هكذا فسر المحلل السياسي الليبي فوزي الحداد التجاذب الحاصل في العاصمة.

وأضاف في تصريح لـCNN بالعربية أن "الغويل لن يتراجع إلى الوراء لأنه يريد أن يقول بتحركاته في العاصمة أنه موجود خاصة بعد أن أهملته الوساطات الأخيرة لدول الجوار".

وبخصوص حقيقة الأوضاع الحالية في طرابلس قال الحداد إن "الصراع في العاصمة قائم على توازن القوى بين العديد من الميليشيات التي توزع ولاءها على أطراف الصراع السياسي ويلعب السياسيون على استقطاب هذه المجموعات"، مشيرًا إلى انقسام هذه القوى بين خليفة الغويل وفايز السراج.

وكانت حكومة الإنقاذ التي يرأسها الغويل قد تراجعت عن المشهد السياسي منذ مارس/ آذار الماضي لتفسح المجال لحكومة الوفاق الوطني للعمل، لكنها عاودت الظهور منذ أكتوبر الماضي عندما سيطرت على مقر المجلس الأعلى للدولة بوسط العاصمة وتعلن بذلك العودة إلى الحكم.

ولم يكن ذلك التحرك الأول لها، فقد أعلنت الأسبوع الماضي سيطرتها على عدة مقرات وزارية كانت تخضع لسلطة حكومة الوفاق، ورغم أن هذه الأخيرة أعلنت على لسان مسؤوليها أنها استرجعت هذه المقرات إلا أن الغويل نفى ذلك مشيرا "أن الخطة القادمة تستهدف السيطرة على وزارات أخرى".

وتبادلت الحكومتان مؤخرا الاتهامات حيث حذّر الغويل في تصريحات إعلامية من استعمال القوة ضد أي مجموعة تعيق تقدم حكومته أو تستعمل القوة ضدها، في حين نبّهت حكومة الوفاق على لسان ناطقها الرسمي أشرف الثلثي من إمكانية تكرار عملية الاقتحام من قبل هذه الحكومة التي وصفها بالمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون وعن السلطة الشرعية.

وأمام إصرار الحكومتين على مواقفهما قد "تتحول هذه التهديدات المتبادلة إلى صدام مسلح وشيك بين المجموعات المسلحة المؤيدة لحكومة الغويل والرافضة للوفاق والأخرى الموالية لحكومة الوفاق في الفترة المقبلة إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه" حسب علي تكبالي النائب في البرلمان الليبي في تصريح لـ CNN بالعربية.

وأضاف أن "الغويل يشعر بأن المجلس الرئاسي أخذ صلاحيات حكومته، لذلك يحاول أن يتعاون مع حكومة عبد الله الثني لسحب البساط من تحت حكومة الوفاق الذي لم يصادق عليها مجلس النواب، إلا أن محاولاته يائسة"، متابعًا أن الحاكم الحقيقي في طرابلس هي" المليشيات التي تسيطر على طرابلس"، متوقعا أن "يتغير الوضع لصالح الجيش الذي يقوده حفتر".

وبدوره يقول الباحث في مركز ليبيا للدراسات الإستراتيجية إدريس القويضي إن طرابلس في الوقت الحالي مقسمة إلى مناطق نفوذ بين التشكيلات المسلحة المنقسمة في ولائها بين الأطراف السياسية الموجودة في العاصمة، موضحا أن أغلب المؤسسات الإدارية مازالت تابعة لحكومة الوفاق باستثناء بعضها التي لازالت تحت سيطرة حكومة الإنقاذ على غرار شركة الكهرباء.

ويذكر أن حكومة الوفاق التي تستعد لتشكيل حكومتها الثالثة لعرضها على البرلمان للمصادقة عليها لم تنجح إلى حد الآن في فرض سيطرتها على العاصمة طرابلس التي تعج بالمليشيات المسلحة وهو ما جعل حكومة الإنقاذ تتحرك و تدعو في بيان لها إلى الإطاحة بالمجلس الرئاسي وفرض أمر واقع جديد.