ملك المغرب: الحلم المغاربي يتعرّض للخيانة.. وشعلة الاتحاد انطفأت

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
ملك المغرب: الحلم المغاربي يتعرّض للخيانة.. وشعلة الاتحاد انطفأت
Credit: getty images AFP

الرباط (CNN)— في أول خطاب له بالاتحاد الإفريقي منذ جلوسه على العرش، قال ملك المغرب محمد السادس إن شعلة "اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بالمصير المشترك"، متحدثًا عن أن "الحلم المغاربي يتعرض اليوم للخيانة"، وأن الاتحاد المغاربي "يشكل اليوم المنطقة الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع"، وأنه إذا لم تأخذ البلدان المغاربية العبرة من التجمعات الإفريقية المجاورة، فاتحادها سينحل.

وفي أول ظهور رسمي للمغرب بالاتحاد الأفريقي، بعد عودته له خلال القمة الحالية المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، منذ مغادرته له عام 1984، تحدث العاهل المغربي اليوم الثلاثاء عن أن بلاده "اختارت العودة للقاء أسرتها الإفريقية، وإنها في الواقع لم تغادر أبدًا هذه الأسرة، بما أن الروابط لم تنقطع بين الاثنين، بل ظلت قوية"، مشيرًا إلى أن الانسحاب كان ضررويا، والعودة أتت بعد "تفكير عميق".

وأعطى العاهل المغربي أمثلة على قوة العلاقات بين بلاده وأفريقيا، منها إبرام ألف اتفاقية في عدد من المجالات منذ عام 2000، وإطلاق عدة مشاريع، خاصة مشروع أنبوب الغاز إفريقيا-الأطلسي الموقع مع نيجيريا، وإقامة وحدات لإنتاج الأسمدة بالشراكة مع اثيويبيا ونيجيريا، والمبادرة من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، مردفًا: " لا الغاز ولا البترول بإمكانه تلبية الحاجات الغذائية الأساسية".

كما أشار العاهل المغربي في الخطاب الذي ألقاه بالفرنسية، وترجمته وكالة الأنباء المحلية، إلى قيام المغرب بإجراءات لاستقبال الأفارقة من دول جنوب الصحراء، وإطلاق العديد من عمليات تسوية أوضاعهم، استفاد منها، في المرحلة الأولى، ما يزيد عن 25 ألف شخص، يقول الملك، معطيا كذلك مثال مشاركة المغرب في عدة عمليات لاستتابة الأمن في عدة بلدان إفريقية.

ونفى ملك المغرب أن تكون عودة بلاده إلى الاتحاد رغبة في التفرقة، فـ"نحن ندرك أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد، وهدفنا ليس إثارة نقاش عقيم.. وستلمسون ذلك بأنفسكم، فبمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام" يقول الملك.

واختتم العاهل المغربي خطابه بالدعوة إلى استفادة إفريقيا من ثرواتها، متحدثًا عن أن آثار الاستعمار السلبية لا تزال قائمة، وأنه يجب على دول الاتحاد التوقف عن التوجه للخارج عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار أو التزام، وأن تتوجه نحو قارتها التي يحق لها "الاعتزاز بمواردها وبتراثها الثقافي وقيمها الروحية"، منتقدا بعض بلدان الشمال التي "تعيش أوضاعا اجتماعية واقتصادية هشة، ومع كذلك تملي نموذجي التنموي على إفريقيا"، واصفا ذلك بـ"الانتهازية الاقتصادية".