فرنسا تدرس "جميع الخيارات" للسيطرة على الاحتجاجات العنيفة

العالم
نشر
4 دقائق قراءة

باريس، فرنسا (CNN)-- قال متحدث حكومي فرنسي، الأحد، إن بلاده تدرس "كل الخيارات" للسيطرة على الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود، التي تحولت الى أعمال عنف في العاصمة باريس على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.

ماكرون: ما حدث في باريس لا علاقة له بالتعبير السلمي

وتحدث بنيامين جريفو لإذاعة France's Europe 1 radio، قائلا إن الحكومة الفرنسية تفكر في خطوات لمنع "فورة العنف" بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ.

وألقي القبض على أكثر من 400 شخص وأصيب 133 في باريس، السبت، في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهري حركة "السترات الصفراء"، التي تحتج على ارتفاع أسعار الغاز والضرائب الخاصة بوسائل النقل.

وتظاهر ما يقدر بنحو 36 ألف شخص في احتجاجات، السبت، بجميع أنحاء البلاد، ووفقا لوزارة الداخلية الفرنسية. فقد شارك حوالي 53 ألف شخص في الأسبوع الماضي وحوالي 113 ألفا آخرين في الأسبوع السابق.

ويقول جريفو إن ما بين 1000 و 1500 شخص انضموا إلى مظاهرات السبت "فقط للقتال مع الشرطة، للكسر والنهب". وأضاف أن هؤلاء المتظاهرين "لا علاقة لهم بالسترات الصفراء".

وأظهرت لقطات كشفت عنها الشرطة الفرنسية، السبت، بعض المتظاهرين يهاجمون سيارة للشرطة وتحطم زجاجها الأمامي. واستولت مقاطع فيديو أخرى على حرق سيارات والشرطة يطلقون الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وذكر جريفو أن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانر تحدث عن حالة الطوارئ. وكان من المقرر اجتماع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء ووزارة الداخلية، صباح الأحد "لتقييم ما حدث أمس، والإجراءات التى يمكننا اتخاذها لتجنب ذلك"، لافتا إلى أنه "لا توجد طريقة يمكن أن تصبح بها كل عطلة نهاية الأسبوع من طقوس العنف".

ويرجع ارتفاع أسعار الوقود إلى حد كبير إلى قفزة في أسعار النفط بجميع أنحاء العالم. لكن الاحتجاجات تطورت إلى مظاهرة أوسع ضد ماكرون، وحكومته، والتوترات بين النخبة الحضرية والفقراء الريفيين.

ولقد تحمل ماكرون وطأة غضب المتظاهرين بدلاً من منظمة أوبك لتقليل إنتاج النفط، أو الولايات المتحدة لفرض رسوم على إيران، الأمر الذي أدى إلى شل صادرات النفط.

وكثير من المتظاهرين غاضبون من ماكرون لتوسيع السياسات البيئية التي نفذها الرئيس السابق فرانسوا هولاند. وقال ماكرون، السبت، في مؤتمر صحفي ببوينس آيرس حيث كان يحضر قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، إن الاحتجاجات العنيفة والتخريب في باريس "لا علاقة لها على الاطلاق بالمظاهرات السلمية لعدم الرضا أو السخط".

ويرى ماكرون أنه "لا توجد قضية تبرر تعرض قوات الأمن للهجوم أو نهب المتاجر أو المباني العامة أو الخاصة التي تشتعل فيها النيران أو المارة أو الصحفيين"، مستنكرا ما تعرضت له المنطقة المحيطة بـ"قوس النصر".

وشدد ماكرون على أنه "سيتم التعرف على المسؤولين عن الحادث وأخذهم إلى المحكمة". ولدى عودته إلى باريس، الأحد، زار ماكرون على الفور قوس النصر في العاصمة - وهي نقطة اشتعال الاحتجاجات العنيفة، السبت، من أجل "تقييم الأضرار"، كما التقى مع ضباط الشرطة ورجال الإطفاء الذين عملوا لاحتواء الاحتجاجات، وفقا لما قاله إلى BFMTV.