CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
على حافة حرب
العالم العربي منقسم بعمق إزاء حزب الله

2200 (GMT+04:00) - 20/08/06

القاهرة، مصر (CNN) -- عكس الصراع العسكري الدائر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني انقساما في العالم العربي، ليس بين الشيعة والسنة فحسب، لكن بين الحكومات العربية وشعوبها أيضا.

فالحلفاء التقليديون للولايات المتحدة، مثل المملكة السعودية ومصر والأردن؛ معظمها ذات أكثرية سنيّة؛ تتخوّف من صعود الشيعة للسلطة في المنطقة: حزب الله الذي يسيطر عمليا على جنوب لبنان، الأكثرية الشيعية في الحكومة العراقية، والأكثر قلقا الدولة الإيرانية الخاضعة لحكم رجال الدين الشيعة منذ عقود.

غير أن معظم الناس العاديين، أكانوا شيعة أم سنة، يهتفون للمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله لتصلبها في مواجهة إسرائيل.

وقال المصري حسن سالم حسن وهو سني ويبلغ من العمر 25 سنة ويبيع التين وسط مدينة القاهرة، "رغم أن حزب الله هو شيعي، إلا اننا جميعنا كمسلمين وجميع العرب ندعمه دون شك لقتاله اليهود."

من جهة أخرى تشجع بعض الدول العربية ذات الأغلبية السنيّة ضمنا، تدمير حزب الله، مدفوعة بمخاوف أنه قد يشن هجمات ويشكل خلايا مسلحة خارج حدود لبنان، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

كذلك هناك مخاوف من أن المسلحين السنة قد ينضمون تحت لواء حزب الله، كما فعلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

لكن على الجهة الأخرى، فإن الدول العربية تتخوف من أن تنقلب شعوبها ضدها إذا أظهرت ضعفا في عدم قدرتها على تحدي العدوان الإسرائيلي على دول عربية شقيقة.

فالمملكة السعودية حاولت التوازن بين مخاوفها، منتقدة حزب الله وإيران معا لاستفزازهما إسرائيل، لكنها شجبت أيضا الدولة العبرية.

وكانت إسرائيل شنت حربها على لبنان في الثاني عشر من يوليو/تموز الجاري بعد عملية "الوعد الصادق" التي نفذها مقاتلو حزب الله، ما أدى إلى أسر جنديين إسرائيليين وقتل آخرين.

والاثنين انتقد وزير الخارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل "التدخل غير العربي في العالم العربي" في إشارة واضحة لإيران، الداعم الرئيسي لحزب الله إلى جانب سوريا.

كما أن وسائل الإعلام السعودية كانت صريحة في هذا الشأن.

وجاء في افتتاحية لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، "نحن نواجه اعتداء إيرانيا عنيفا ضد المنطقة، نرى ذلك بوضوح في العراق حيث أصبحت إيران لاعبا رئيسيا، وفي لبنان عبر عميلها حزب الله."

إلا أن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز انتقد بقوة الغارات الجوية الإسرائيلية ضد لبنان.

هذا ويتخوف بعض المسؤولين العرب من أن يؤدي تنامي النفوذ الشيعي في لبنان والعراق إلى تحرك الأقلية الشيعية لديها.

ففي أبريل/نيسان الماضي أدت تصريحات أدلى بها الرئيس المصري حسني مبارك إلى إثارة غضب الشيعة، بقوله إن الشيعة في الشرق الأوسط أكثر ولاء لإيران من دولهم.

ووصف وزير الإعلام الأردني السابق حزب الله بانه "لغم أرضي" لإيران في العالم العربي، كما حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله من قيام هلال شيعي في المنطقة.

إلا أن البعض الآخر يضع اللوم على سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط في زعزة التوازن الطائفي في المنطقة.

وقال الناشط الإسلامي والمحامي ممدوح إسماعيل "المشكلة برمتها بدأت مع غزو الولايات المتحدة للعراق بتعاون من الشيعة."

إلا أن الأحداث في لبنان حركت الشيعة بشكل أكبر في أرجاء العالم الإسلامي، ففي حال تفوق حزب الله على إسرائيل، فإن هذه الطائفة ستصبح أكثر قوة.

وفي العراق، جمع الصراع بين إسرائيل وحزب الله بين الشيعة والسنة رغم الصراع الداخلي الطائفي.

والخميس تظاهر العراقيون ضد إسرائيل فيما حملت اليافطات شعارات مثل: "الشيعة والسنة متحدون" في مدينة سامراء، حيث أدى تفجير مرقد مقدس لدى الشيعة في فبراير/شباط الماضي إلى جر البلاد إلى شفا حرب أهلية.

والجمعة دعا رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر، السنة والشيعة للاتحاد كي يمكن للمسلمين التغلب على إسرائيل، حتى وإن كانوا بدون سلاح.

وتوقع الصدر انهيار إسرائيل كما حدث مع برجي مركز التجارة جراء هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

كذلك تظاهر الآلاف من الشيعة الثلاثاء الماضي في مملكة البحرين دعما لحزب الله، وبعد يومين بعث نحو 300 شيعي رفيع من السعودية رسالة إلى الحكومة البحرينية يناشدون فيها دعم حزب الله.

وينظر إلى هذين التحركين باعتبارهما تأكيدا على تنامي التضامن الشيعي حول العالم العربي.

ويبلغ تعداد الشيعة في العالم الإسلامي ما يقرب من 160 مليون شيعي، من إجمالي عدد المسلمين في العالم والبالغ 1.3 مليار نسمة. كما يشكل الشيعة 90 في المائة من سكان إيران، و60 في المائة من سكان العراق.



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.