دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسعت القوات الدولية العاملة في لبنان من وجودها وانتشارها في الجنوب اللبناني، مع قيام إسرائيل بسحب قواتها من المناطق التي سبق أن فرضت سيطرتها عليها، فيما أشاد كل من الرئيسين السوري والإيراني بـ"الانتصار الذي حققه حزب الله" على القوات الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم القوات الدولية في لبنان "اليونيفيل"، ميلوس شتروغر، الثلاثاء إن القوات الدولية تقوم الآن بدوريات على مدار الساعة، وأن أعدادها ستزداد خلال الأيام المقبلة. وأوضح شتروغر أن المناطق التي شهدت معارك طاحنة خلال الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لحق بها دمار بنسبة 80 في المائة. وزيرة خارجية إسرائيل تلتقي عنان وفي الأثناء، توجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، إلى نيويورك، للقاء الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، ومناقشة سبل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والمتعلق بوقف العمليات العسكرية في لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب. الانسحاب الإسرائيلي في اليوم الثاني على صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بدأ الجيش اللبناني استعداداته للانتشار في جنوب لبنان على أن تعززه قوة تابعة للأمم المتحدة، في تطبيق لبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 منعا لتكرار دوامة العنف التي حصدت أكثر من ألف قتيل على كلا الجانبين اللبناني والإسرائيلي. بموازاة ذلك، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الإسرائيلية الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية بدأت انسحابها من جيوب صغيرة بجنوب لبنان، في وقت متأخر من مساء الاثنين. وأضاف المصدر أن وتيرة الانسحاب ستتسارع بحلول الثلاثاء. عودة النازحين والمهجرين وفي الأثناء، شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، معقل قيادي حزب الله، والجنوب اللبناني عودة نازحيه الذين تهجروا خلال 34 يوما من القتال الضاري اندلع بعد أن قام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في 12 يوليو/تموز في عملية "الوعد الصادق" عبر الحدود. كما شهدت الطرقات والشوارع المؤدية إلى المدن والبلدات جنوبي نهر الليطاني، ورغم ما لحق بها من تدمير، أزمة كبيرة جراء توجه النازحين، الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية، إلى بيوتهم، التي ربما تكون قد سويت بالأرض. خطابات الانتصار الرئيس السوري: بشار الأسد في أول كلمة له منذ اندلاع المعارك بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، منذ أكثر من شهر، اتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، الثلاثاء قوى لبنانية بدعم إسرائيل، التي اتهمها بشن حرب وقائية ضد حزب الله. وشكك الأسد في إمكانية التوصل إلى حل سلمي في منطقة الشرق الأوسط في الفترة القريبة المقبلة، وحمّل إسرائيل وقوى 14 آذار في لبنان مسؤولية التدمير والقتل الذي لحق بلبنان. ووجه اتهامات صريحة بوجود عملاء لإسرائيل داخل لبنان، وكل يسعى لتحقيق مصالح الآخر. وقال الأسد "فشلت بعض القوى اللبنانية في مخططها الداعم لإسرائيل" وفي محاولاتها لـ"تحطيم المقاومة." الرئيس الإيراني: أحمدي نجاد أكد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الثلاثاء أن إسرائيل عجزت في بلوغ أي من أهدافها المحددة وذلك "بفضل المقاومة الباسلة والشجاعة التي أبداها أبناء لبنان." وأوضح نجاد أنه "إضافة إلى هذه الهزيمة النكراء والتي لم يسبق لها مثيل فإن أسطورة أن الكيان الصهيوني المختلق والمهترئ الذي لا يقهر قد تحطمت على صخرة إيمان حزب الله وثقته بذاته." وقال نجاد الثلاثاء إن انتصار الشعب اللبناني قد فتح طريق العزة والكرامة أمام البشرية، مضيفاً أن انتصار لبنان هو وعد الهي ويحمل دروسا وعبراً كثيرة. واضاف أن أكبر عبره تمثلت في تحقق الوعد الإلهي في قوله تعالى "إن تنصروا الله ينصركم." حزب الله: حسن نصر الله من جهته، أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الاثنين أن مقاتلي الحزب سطروا نصراً تاريخياً ليس للبنان فقط، بل لكل الأمة. وتعهد نصر الله بتعويض المهجرين طالباً منهم ألا يشعروا بالقلق، مشيراً إلى أنه عند وعده لهم، وأن هناك أشخاصاً سيتصلون بهم للمتابعة ولتوفير كل ما يلزم، كما سيكون هناك تعاون مع السلطات الحكومية، وبخاصة للإمكانيات المتوافرة لديها، في مجال إزالة الأنقاض وغير ذلك. وتطرق نصر الله إلى الجدل الدائر حول سلاح المقاومة، وقال إنه لن يدخل في هذا الجدل وإنما سيدخل في مقاربة حول صورة الوضع في جنوب الليطاني بما في ذلك انتشار الجيش والحدود، وكيفية تصرف المقاومة. وقال إن طرح هذا النقاش في هذه المرحلة وهذا الوقت يخدم العدو ولا يخدم الوحدة الوطنية. رئيس الوزراء الإسرائيلي: إيهود أولمرت على الجانب الآخر، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن إسرائيل هي الطرف المنتصر في هذه الحرب، وأشار إلى أن إسرائيل حققت إنجازاً دبلوماسياً وسياسياً، وتمثل ذلك في قرار مجلس الأمن الدولي 1701، غير أنه توعد بمواصلة ملاحقة قيادات حزب الله في كل مكان وزمان. وأعلن أولمرت تحمله مسؤولية قرار خوض الحرب ضد حزب الله، لأنه من مهام منصب رئيس حكومة إسرائيل. كذلك أشار، أولمرت في كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي إلى أنه سيواصل العمل من أجل إطلاق سراح الجنديين اللذين أسرهما حزب الله، ولذلك فقد عيّن مندوباً له لمتابعة هذه المسألة. الرئيس الأمريكي: جورج بوش أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الولايات المتحدة لن تسمح لسوريا وإيران، اللذين اتهمهما بتقديم الدعم العسكري لحزب الله، بتقويض عملية الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، داعياً إلى أن تتوقف الدولتان عن "تقديم الدعم للإرهابيين." وأكد الرئيس الأمريكي عزم بلاده على مواصلة طريقها في مهاجمة الإرهابيين، مشدداً على أن أمن الشرق الأوسط يوثر بصورة مباشرة على أمن الولايات المتحدة، مشيراً إلى الهجمات التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وكذلك الهجمات التي تعرضت لها مصالح أمريكية في المنطقة. وأشار بوش إلى أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله، كانت "مثالاً للصراع بين الحرية والإرهاب"، وأضاف: "يجب ألا نسمح للإرهابيين بتقويض جهودنا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة." خرق الهدنة: مقتل 3 من حزب الله أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت الثلاثاء ثلاثة من عناصر حزب الله في جنوب لبنان، بعد يوم على إعلان وقف العمليات الحربية بين الجانبين إثر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وفتحت القوات الإسرائيلية النار على أربعة من مقاتلي الحزب عندما اقتربوا منهم، فقتل ثلاثة وأصيب الرابع، غير أنه لم تعرف مدى إصابته. كذلك أطلقت القوات الإسرائيلية النار على عنصر خامس من حزب الله عندما حاول الاقتراب منها في وقت سابق من الثلاثاء، بحسب ما أفاد المتحدث باسم القوات الإسرائيلية. يذكر أن الناطق باسم حزب الله، حسين النابلسي، أعلن أن 63 عنصراً من مقاتلي حزب الله لقوا مصرعهم خلال المعارك التي دارت بينهم وبين القوات الإسرائيلية، والتي اندلعت منذ الثاني عشر من يوليو/تموز الماضي، وهذا العدد أقل من 20 في المائة من العدد الذي قالت القوات الإسرائيلية إنها قتلتهم خلال هذه المعارك. من جهة ثانية، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه نحو عشرة صواريخ أطلقت داخل الأراضي اللبنانية الثلاثاء، وذلك بعد ساعات من إعلان وقف النار بين الجانبين، ولم ترد القوات الإسرائيلية على مصادر إطلاق هذه الصواريخ. |